Skip to main content

سوريا: مقتل وجرح المئات بعبوات ناسفة في منبج

دروس للمعارك الوشيكة في العراق وسوريا

يقف أحد أفراد العائلة أمام قبور 3 أطفال قُتلوا بانفجار عبوة ناسفة زرعها داعش في مدرسة في منبج يوم 27 سبتمبر/أيلول  © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش

(بيروت) – ألغام محلية الصنع تسببت في مقتل وجرح مئات المدنيين، بينهم عشرات الأطفال، في مدينة منبج شمال سوريا. زرع تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف (المعروف أيضا بـ "داعش")، خلال سيطرته على المدينة، ألغاما مضادة للأفراد، معروفة أكثر باسم العبوات الناسفة. يبدو أن معظم هذه الألغام تنفجر لدى ملامستها الضحية، ولذلك هي محظورة بموجب القانون الدولي.

جمعت هيومن رايتس ووتش، على مدار تحقيق في منبج استمر 5 أيام، بين 4 و9 أكتوبر/تشرين الأول 2016، أسماء 69 مدنيا، بينهم 19 طفلا، قُتلوا جرّاء عبوات ناسفة في المدارس والمنازل وعلى الطرقات خلال أو بعد معارك السيطرة على المدينة. من المرجح أن يكون العدد أعلى من ذلك بكثير نظرا لعدم تمكن هيومن رايتس ووتش من جمع المعلومات من كافة الأحياء والقرى. قال عاملون في مشفى إنهم عالجوا مئات المصابين جراء العبوات الناسفة.

قال أولي سولفانغ، نائب مدير برنامج الطوارئ: "فخخت داعش قبل مغادرتها كل شيء تقريبا، حتى أحواض المطابخ. قتلت العبوات الناسفة وجرحت مئات المدنيين. سترتفع تلك الأرقام مع عودة المزيد من الناس إلى منازلهم".

تحدث ناجون من الألغام وعائلاتهم لهيومن رايتس ووتش عن مقتل وإصابة مدنيين كُثر، كانوا قد عادوا إلى منازلهم بعد انتهاء القتال، نتيجة عبوات ناسفة وُضعت في الممرات والنوافذ وتحت الفرش وبين الأحذية وفي الثلاجات وأكياس الملابس والتلفاز وصنابير أحواض المطابخ.

تشكل العبوات المعدة يدويا وأنواع المتفجرات الأخرى ومخلفات الحروب تهديدا كبيرا للمدنيين، وتعرقل انتعاش مدن كانت تحت سيطرة داعش أمثال كوباني (عين العرب) في سوريا، والرمادي والفلوجة في العراق. العبوات الناسفة التي زرعها داعش ستشكل تهديدا كبيرا للمدنيين أيضا في الأماكن التي ستشهد معارك وشيكة لاستعادة الأراضي من داعش، مثل الباب في سوريا والحويجة والموصل في العراق.

Read a text description of this video

نصّ الفيديو
 

هذه منبج، مدينة في شمال سوريا.

كانت تحت سيطرة داعش حتى أغسطس/آب 2016. 
قبل أن تغادر داعش، زرعت الألغام الأرضية في البيوت والمدارس والمستشفيات والطرقات والجسور.

 

عدنان
أصيب بلغم أرضي

تفجّر اللغم تحتنا وتصاعد الغبار.
في البداية، لم أشعر بإصابة رجلي.
ولكن بعد توقف التفجيرات وتبدد الدخان،
شعرت بأن رجلي كانت مصابة.
كان الناس مقطّعون.هذا مقطوعة رجلة و هذا مقطوعة يده. هذا بطنه مفتوحة، وهذا خرجت أمعاؤه.

 

 كلاوديا
أصيبت بلغم أرضي

أستطيع فقط أن أتحرك هكذا وهكذا.
كل هذا.
جلدي بدأ يشفى ولكن لايزال هنالك عظم بارز.

 

عندما عاد المدنيون إلى بيوتهم، وجدوا ألغاما وأفخاخ متفجرة – المعروفة أيضاً بالعبوات الناسفة.
زُرعت العبوات الناسفة في المداخل والثلاجات وأجهزة التلفاز وصنابير المياه، تحت الملابس وتحت الفُرُش.
جمعت هيومن رايتس ووتش أسماء 69 مدنيا قتلوا بسبب العبوات ناسفة.
١٩من الضحايا كانوا أطفالا

يحرم القانون الدولي العبوات التي تنفجر عندما يلامسها الضحايا.
 ينبغي ألا يستخدمها أي أحد.

 

عند قتال داعش في سوريا والعراق، على السلطات التوعية بخطر العبوات الناسفة وتطهير المناطق السكنية بسرعة وتقديم المساعدة الإنسانية للناجين.
على الدول المجاورة لسوريا تسهيل دخول منظمات ومعدات إزالة الألغام.

قالت زكية حسن إن عبوة ناسفة انفجرت بابنها إبراهيم حمود، 35 عاما، عندما داس على فراش أثناء عودته إلى منزله في 12 أغسطس/آب 2016، بعد انتهاء المعارك في منبج. أجبره داعش على ترك منزله لوضع قناص فيه. أضافت: "لقد قُتل فورا". عندما جاءت الشرطة المحلية لتفقد المنزل بعد بضعة أيام، وجدوا عبوة ناسفة ثانية تحت كومة أحذية عند مدخل المنزل.

زكية حسن تحمل صورة ابنها، إبراهيم حمود (35 عاما)، الذي قُتل بتفجير عبوة ناسفة عندما داس على فراش بينما كان عائدا إلى منزله يوم 12 أغسطس/آب.  © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش

قال سكان محليون وعاملون في إزالة الألغام إن داعش فخخ أيضا المدارس والمستشفيات. في 27 سبتمبر/أيلول، قُتل 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و13 عاما بعبوة ناسفة موضوعة في أحد الصفوف الدراسية في مدرسة سيف الدولة الابتدائية في منبج. قال أفراد أسر أولئك الأطفال إنهم عادة ما كانوا يلعبون كرة القدم في ملعب المدرسة، إلا أنهم غامروا، على ما يبدو، بالدخول إلى المدرسة عندما اكتشفوا أن الباب الرئيسي غير مقفل.

عندما زارت هيومن رايتس ووتش المشفى الرئيسي في منبج في 5 أكتوبر/تشرين الأول، وجدت كتابات على جدرانه تحذر من وجود ألغام.

كتابة على الجدران في ساحة المستشفى الرئيسي في منبج، تحذر من وجود ألغام.  © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش

زرعت داعش أيضا عبوات ناسفة في الطرق والجسور والحقول، مما أدى الى مقتل وإصابة مدنيين كانوا يحاولون الفرار من التنظيم خلال المعارك. قال عدنان أحمد شواخ، 12 عاما، إن فتاة كانت تركض أمامه داست على عبوة ناسفه أثناء فرارهما مع الآخرين نحو موقع لـ "قوات سوريا الديمقراطية" أوائل أغسطس/آب. كسر الانفجار ساق عدنان، الذي قال: "طرت في السماء قبل أن ارتطم بالأرض. تطاير الغبار والصخور في كل مكان. سمعت طنينا في أذني ورأيت القتلى متناثرين على الأرض".

عدنان، 12 عاما،  كُسرت ساقه بانفجار عبوة ناسفة أثناء محاولته الفرار من مناطق سيطرة داعش أوائل أغسطس/آب.  © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش

تقريبا كل الحوادث التي وثقتها هيومن رايتس ووتش بدت وكأنها ناجمة عن عبوة ناسفة معدة يدويا تنفجر لدى ملامسة الضحية، بدلا من السيارات المفخخة أو التفجير عن بعد. العبوات الناسفة المعدة يدويا التي تنفجر بوجود شخص أو اقترابه منها أو ملامسته إياها تندرج تحت تعريف الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وهي محظورة بموجب معاهدة حظر الألغام عام 1997. تمنع المعاهدة استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد تحت أي ظرف من الظروف، ويُمنع استخدامها حتى لو وُصفت كعبوات ناسفة أو شراك خداعية. لم تنضم سوريا إلى المعاهدة، في حين أن العراق وتركيا دولتان طرفان في المعاهدة التي صادقت عليها عديد من الدول.

قالت هيومن رايتس ووتش إن على جميع أطراف النزاع في سوريا احترام الحظر.

على السلطات العسكرية والمدنية وكذلك المنظمات الدولية زيادة الوعي بين العائدين إلى الأراضي التي كانت تسيطر عليها داعش تجاه خطر العبوات الناسفة، وتطوير القدرة على تطهير المنازل والمناطق السكنية من الألغام ومخلفات الحروب بسرعة لتسهيل عودة المدنيين.

قالت هيومن رايتس ووتش إن على البلدان المجاورة لسوريا تسهيل وصول منظمات إزالة الألغام وتقديم المساعدات الإنسانية للناجين.

في 31 مايو/أيار، شنت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف يتألف من قوات كردية وعربية وغيرها مدعوم من الحكومة الأمريكية، هجوما لاستعادة منبج من داعش الذي كان يسيطر بشكل كامل على المدينة منذ يناير/كانون الثاني 2014. لم تتواجد أي جماعة مسلحة أخرى غير داعش، قبل هذه المعارك، حيث قتل وأصيب مدنيون بعبوات ناسفة. أعلن الائتلاف سيطرته على المدينة في 12 أغسطس/آب.

قال كثير ممن قابلتهم هيومن رايتس ووتش إنهم لم يكونوا مدركين لخطر العبوات الناسفة حتى بدأت تنفجر في أحيائهم.

قال مسؤولون عسكريون إن الائتلاف طهّر الطرق الرئيسية أثناء القتال وبعده بوقت قصير. منذ ذلك الحين، قام فريق مؤلف من 20 خبيرا في إزالة الألغام من الشرطة المحلية، مدرَّبون ومدعومون من القوات الأمريكية، بتطهير المباني العامة مثل المدارس والمستشفيات بصورة منهجية. كما طهر المنازل الخاصة التي أشار قاطنوها إلى عثورهم على عبوات ناسفة فيها، لكن أحيانا بعد انفجار إحداها.

يُظهر مختص في إزالة الألغام صورة عبوة ناسفة مموهة بشكل صخرة.  © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش

تدير منظمة إنسانية دولية واحدة برامج توعية بالمخاطر في بعض مدارس منبج. قالت منظمات إنسانية إن هناك شركة تجارية تخطط لإجراء أنشطة تطهير في منبج، لكنها لم تبدأ بعد.

قال سولفانغ: "تعني قدرة التطهير المحدودة أنه أحيانا لن يُطهر منزل إلا بعد انفجار عبوة ناسفة فيه. عندها سيكون الأوان قد فات على كثير من المدنيين".

هيومن رايتس ووتش عضو مؤسس في الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، التي حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1997 لجهودها الرامية إلى تحقيق معاهدة حظر الألغام ومساهماتها في دبلوماسية دولية جديدة على أساس الضرورات الإنسانية.

أعداد الضحايا وأنواع الإصابات  

أخبر عضو مجلس مدينة منبج هيومن رايتس ووتش أنه شُكلت لجنة لجمع المعلومات عن عدد من قُتلوا وجُرحوا في منبج، بمن فيهم ضحايا العبوات الناسفة، إلا أنها لم تبدأ عملها بعد. لا تملك الشرطة ولا السلطات العسكرية أعداد المدنيين الذين قُتلوا وأصيبوا بعبوات ناسفة.

على مدى 5 أيام في منبج، جمع باحثو هيومن رايتس ووتش معلومات من المشافي ومن الناجين وعائلاتهم والجيران. تألفت القائمة من 69 مدنيا، بينهم 19 طفلا. قتل 48 شخصا على الاقل أثناء عودتهم إلى منازلهم بعد انتهاء القتال. العدد الفعلي للوفيات على الأرجح أعلى بكثير. نظرا لضيق الوقت، لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من جمع المعلومات من جميع أحياء منبج. منع ضيق الوقت والمخاوف الأمنية هيومن رايتس ووتش من زيارة القرى خارج منبج.

زود عاملو المشفى هيومن رايتس ووتش بمعلومات عن عدد الجرحى. قال عاملو مشفى الحكمة في منبج إنهم كانوا يستقبلون يوميا 6 إصابات وسطيا ناتجة عن عبوات ناسفة في الأسابيع القليلة الأولى من انتهاء القتال. 2 منهم وسطيا كانوا يتوفون جرّاء إصاباتهم.

قدّم الدكتور رامي بالوش، كبير أطباء مشفى تشرين، عددا مماثلا: "عندما تحررت المدينة من داعش، استقبلنا نحو 35 حالة في الأسبوع الأول، مع تلهف الناس للعودة إلى منازلها وعدم معرفتها بوجود عبوات ناسفة فيها".

قال إن المستشفى لم يسجل الحالات التي توافدت بين 12 و16 أغسطس/آب لكثرتها، لكنه سجّل 67 حالة ناتجة عن عبوات ناسفة، بين 16 أغسطس/آب و5 أكتوبر/تشرين الأول، 6 منها انتهت بالوفاة. قال إن المستشفى لم يسجل المرضى مجهولي الأسماء.

قال الدكتور بالوش إن الأعداد انخفضت عندما أدرك الناس احتمال احتواء منازلهم على عبوات ناسفة ووجوب الحذر. أضاف، عندما تحدث إلى هيومن رايتس ووتش أوائل أكتوبر/تشرين الأول، أن توافد ضحايا العبوات الناسفة لا يزال مستمرا. خلال فترة زيارة هيومن رايتس ووتش لمنبج التي استمرت 5 أيام، استقبل مشفيا تشرين والحكمة 6 مصابين بجروح من عبوات ناسفة، أحدهم توفي.

قال عاملون في مشافي منبج إنهم استقبلوا إصابات قليلة ناتجة عن عبوات ناسفة قبل 12 أغسطس/آب خلال المعارك، كان معظمها ناتجا عن رغبة المدنيين بالفرار من المناطق التي تسيطر عليها داعش. أنقذت قوات سوريا الديمقراطية و"الهلال الأحمر الكردي"، المعروف أيضا باسم "هيفا سور"، العديد منهم وأرسلوهم إلى مشافي كوباني أو القامشلي لتلقي العلاج.

قال الدكتور ياسر بالي، مدير مشفى "أمل"، في كوباني إن المشفى استقبل 840 مصابا من منبج خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب. قدّر أن 80 بالمئة من الإصابات كانت بسبب عبوات ناسفة.

قال عاملون في المستشفى إن الإصابات الناجمة عن انفجار العبوات شملت في كثير من الأحيان كسورا في الاطراف.

قال أحد أطباء مشفى الحكمة لهيومن رايتس ووتش: "في أغلب الأحيان، ترى الرجل متمزقة بالكامل والعظم ظاهر. استوجبت أغلب الحالات التي جاءت بتر الساقين أو الذراعين".

أفراد الطاقم الطبي في مستشفى الأمل في كوباني يعالجون أبا وابنه أصيبا بانفجار عبوة ناسفة أثناء محاولتهما الفرار من مناطق سيطرة داعش في منبج في أغسطس/آب.  © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش

قدّر هوجير بالي، مساعد جراح في مشفى أمل في كوباني، أنه بتر 15 ساقا وحوالي 11 إلى 12 ذراعا ناتجة عن عبوات ناسفة في منبج.

قال: "كان المرضى كُثر لدرجة أنه لم يكن لدينا الوقت لتغيير ملابسنا المعقمة بين مريض وآخر. في بعض الأحيان، كنا نقوم بالعملية بملابسنا العادية لان الملابس المعقمة نفذت".

 

الحوادث في المنازل والمدارس

تستند الحسابات أدناه إلى معلومات تلقتها هيومن رايتس ووتش من الناجين وأقاربهم وجيرانهم. عندما لم ير أحد الانفجار، استخلص من جرت مقابلتهم السبب وراءه من موضع جسم الضحية وتضررها.

قال أطباء مشفى الحكمة في منبج إن عبوة ناسفة انفجرت في منزل عائلة دادا في حي دوار الكتاب في منبج يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. أسفر الانفجار عن إصابة سعاد، 30 عاما، في الرأس، وابنها حمزة، 9 سنوات، في المعدة والصدر وكسر في الساق، وبتر ذراع ابنها محمد، 4 سنوات. أخبرت العائلة الأطباء أن التلفاز انفجر عندما حاولوا تشغيله. أُرسل ثلاثتهم إلى تركيا لتلقي العلاج.

قال خلف القصبة، 60 عاما، إن عبوة ناسفة انفجرت أثناء سيره في غرفة منزله في قرية منشد الطواحين في 6 أكتوبر/تشرين الأول. تسبب الانفجار بكدمات بالغة على وجهه واستقرار شظايا في صدره وكسر ساقه، كما أصيبت زوجته في صدرها. أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلة معه وزوجته في مشفى تشرين بعد يوم من الحادث. قال القصبة إنه يشتبه في انفجار عبوتين ناسفتين إضافيتين في منزله قبل وصوله.

زود أقارب وجيران أسرة القصبة، ممن صحبوهم إلى المشفى، هيومن رايتس ووتش بأسماء 9 أشخاص آخرين في قريتهم لقوا حتفهم بعبوات ناسفة.

قال عبد الملك الأشقر، 15 عاما، ووالده إن هناك عبوة ناسفة أصابت عبد الملك في متجر العائلة أثناء التقاطه بعض الوسائد في 31 سبتمبر/أيلول. مزّق الانفجار كاحله واستقرت شظايا في صدره.

قال أفراد العائلة والجيران إن عبوة ناسفة وُضعت في مدرسة سيف الدولة الابتدائية تسببت في مقتل مصطفى علي حوران، 13 عاما، وحسن عثمان نعسان، 10 أعوام، وعماد علي الحمد، 11 عاما، يوم 27 سبتمبر/أيلول. قال أفراد أسر أولئك الأطفال بأنهم عادة ما كانوا يلعبون كرة القدم في ملعب المدرسة، إلا أنهم غامروا، على ما يبدو، بالدخول إلى المدرسة عندما اكتشفوا أن الباب الرئيسي غير مقفل. هرع الجيران، الذين سمعوا الانفجار، إلى المدرسة ليعثروا على جثث الأولاد في الصفوف الدراسية.

قال أحد الأقرباء إن عبوة ناسفة قتلت محمد العلي عطية، 47 عاما، عندما فتح باب منزله في حي الحزاونة أواخر أغسطس/آب. كما قتل الانفجار والدته، حسناء علي حمادة، 70 عاما.

قال الجيران إن عبوة ناسفة قتلت أمينة كول حسن، 40 عاما، وأمها، مريم كول حسن، 60 عاما، أثناء سيرهما باتجاه منزلهما وتعثرهما بسلك رفيع على ما يبدو في حي الحزاونة يوم 23 أغسطس/آب.

قال خالد عبدي إن عبوة ناسفة قتلت ابنته صابرين عبدي، 18 عاما، أثناء سيرها بالقرب من جدار منزلها، أثناء عودتهم إلى المنزل بعد انتهاء القتال في 18 أغسطس/آب. قال إن الانفجار جرح أيضا قريبتهم بشرى علي، 13 عاما.

يعرض خالد عبدي صورة لابنته (18 عاما) التي قُتلت عندما انفجرت عبوة ناسفة فيها أثناء عودتهم إلى منزلهم يوم 18 أغسطس/آب بعد توقف القتال.  © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش

قتلت عبوة ناسفة عمران محمد الحسين، 13 عاما، بحسب أحد أقربائه، عندما فتح باب منزله في حي الحزاونة يوم 15 أغسطس بعد عودته للمرة الأولى منذ مغادرة داعش المدينة.

قال الجيران إن عبوة ناسفة قتلت فاضل الأعرج، 12 عاما، عندما فتح باب منزله في شارع 30 في حي الحزاونة في منبج في 13 أغسطس/آب. قال الجيران إن الانفجار مزق ساقيه وأشعل النار في جسده. أخمدوا النار بالماء، لكن الأعرج توفي. أصاب الانفجار شقيقه محمد، 8 أعوام.

قال أحد الجيران إن عبوة ناسفة قتلت حسين محمد هريش، 35 عاما، و4 آخرين عندما فتح باب الثلاجة في منزله في حي الحزاونة في منبج يوم 12 أغسطس/آب. كان مالكو المنزل قد استأجروا هريش، وهو عسكري سابق مختص بإزالة الألغام، لتطهير البيت من العبوات الناسفة.

قالت زكية حسن إن عبوة ناسفة انفجرت بابنها إبراهيم حمود، 35 عاما، عندما داس على فراش أثناء عودته إلى منزله في 12 أغسطس/آب 2016، بعد انتهاء المعارك في منبج. أجبره داعش على ترك منزله لوضع قناص على سطحه. أضافت: "لقد قُتل فورا". عندما جاء عناصر الشرطة لإزالة الألغام بعد بضعة أيام، وجدوا عبوة ناسفة ثانية تحت كومة أحذية عند مدخل المنزل.

قال أحد الجيران إن عبوة ناسفة قتلت موسى الموسى، 36 عاما، عندما حاول تشغيل القاطع الكهربائي الرئيسي لمنزله في حي الحزاونة في 12 أغسطس/آب بعد عودته إليه للمرة الأولى منذ مغادرة داعش المدينة. توفي شقيقه عبد الموسى الموسى، 38 عاما، بعد انفجار عبوة ناسفة أخرى أثناء تحريك سجادة في نفس المنزل بعد أيام قليلة.

قال عابد الهارون، 48 عاما، إن عبوة ناسفة قتلت ابن أخته، يوسف ديشو، 40 عاما، عندما خطى على أرضية غرفة معيشته في منزله بشارع الربطة في منبج يوم 10 أغسطس/آب. قال أيضا إن عبوة ناسفة قتلت إبراهيم ديشو عندما فتح باب منزله في 15 أغسطس/آب. توفي زياد الشاعر، 56 عاما، في نفس الحادث.

قال عقيل حمود، 12 عاما، وعدد من أعضاء أسرته إن عبوة انفجرت عندما عبر هو و4 من أبناء أعمامه جسرا يؤدي إلى المنقوبة سيرا على الأقدام في طريقهم إلى مسبح محلي في 24 يونيو/حزيران. توفي أبناء أعمامه الأربعة – محمد، 14 عاما؛ عبد الرحمن، 14 عاما؛ محمد علي، 14 عاما؛ وحامد، 13 عاما، وأصيب عقيل. لاحظت هيومن رايتس ووتش عددا من الندوب على ساق عقيل اليسرى وكتفه وذراعه الأيمن، وعلى الجانب الأيمن من رأسه. كانت لا تزال الجروح قرب أذنه اليمنى ترشح.

ندوب على ساق عقيل، 12 عاما من انفجار حدث عندما كان هو و4 من أبناء عمومته يسيرون على جسر في طريقهم إلى مسبح محلي في يونيو/حزيران.  © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش

 

قالت نور حديد، 14 عاما، إن العبوات الناسفة قتلت 6 من أفراد عائلتها. توفي زوجها، عبد الرزاق أحمد الحموي، 23 عاما، وعمها أحمد الحموي، 50 عاما، عندما انفجرت عبوة أثناء ركوبهم دراجة نارية في حي الحزاونة. انفجرت عبوة ناسفة بحماتها، أمينة الزلق، 45 عاما، عندما فتحت صنبور حوض المطبخ، وقتلتها وابنتها، خديجة الحموي، 25 عاما. كان ابني عمها عمار حموي، 25 عاما، ورضوان الحموي، 13 عاما، يبحثان عن العبوات أمام منزلهما عندما انفجرت إحداها وقتلتهما.

حوادث لأناس حاولوا الفرار

قال الجيران إنهم شهدوا انفجار عبوة أسفرت عن إصابة محمد عبد الرازق محمد، 30 عاما، في حي الحزاونة في منبج، أثناء هروبه من داعش في 5 أغسطس/آب.

قال طه حمودي، 52، إن ابنيه مصطفى، 14 عاما، وجاسية، 13 عاما، وشقيقه عبد الحميد، 39 عاما، قُتلوا بانفجار عبوة ناسفة في حي الحزاونة عندما داسوا على سلك في شارع ضيق أثناء فرارهما من داعش في 5 أغسطس/آب. عرض حمودي أمام هيومن رايتس ووتش الندوب الموجودة على ذراعه اليسرى الناتجة عن الانفجار.

تُظهر منى، 10 أعوام، إصابات ذراعها التي حصلت لها عندما انفجرت بها عبوة ناسفة هي وأسرتها أثناء محاولتهم الفرار من مناطق سيطرة داعش في منبج أوائل أغسطس/آب.  © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش

قال عدنان أحمد شواخ، 12 عاما، وأفراد من أسرته إن فتاة كانت تركض أمامه داست على عبوة ناسفه أثناء فرارهم مع الآخرين نحو موقع لقوات سورية الديمقراطية أوائل أغسطس/آب. كسر الانفجار ساق عدنان، الذي قال: "طرت في السماء قبل أن ارتطم بالأرض. تطاير الغبار والصخور في كل مكان. سمعت طنينا في أذني ورأيت القتلى متناثرين على الأرض".

قالت منى الباش، 10 أعوام، وأمها إن شظايا ناتجة عن انفجار عبوة ناسفة جرحت ذراع منى أثناء محاولتهما الفرار أوائل أغسطس/آب. تحتاج إلى إجراء عملية بسبب نزيف داخلي.

قالت كلوديا فلورينا تلجبيني، رومانية عاشت في منبج طوال 20 عاما، إنها فجرت عبوة عندما داست على كيس بلاستيكي أسود في شارع سراب في منبج أثناء فرارها من مناطق سيطرة داعش يوم 5 يوليو/تموز:

حدثت 4 انفجارات، "بوم، بوم، بوم". سقطت على الأرض مع عدد من الأطفال وأشخاص آخرين. لم أعد أشعر بذراعي أو ساقي واندفعت الدماء بغزارة من ساقي. بقيت هناك 4 ساعات في انتظار من ينقذني.

عثرت قوات سوريا الديمقراطية عليها لاحقا وأخذتها إلى كوباني لتلقي العلاج. بتر الأطباء ساقها اليمنى أسفل الركبة، وقلّت قدرتها على تحريك أصابع يدها اليسرى.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.