Skip to main content

رأي – الحرب ليست عذرا لحرمان الأطفال المعوقين من التعليم

قاعة دراسة فارغة في مدرسة حكومية في لبنان. © 2015 بسام خواجة لـ هيومن رايتس ووتش

 

لا يستطيع الأخوان مؤيّد (13 عاما) ومجد (18 عاما) السماع أو الكلام، ولكنهما حصلا على أعلى الدرجات المدرسية في الرقة في سوريا، قبل أن يجبرهما القتال على الفرار إلى دمشق. استطاع الأخوان متابعة الدراسة في دمشق، رغم أنه كان عليهما الاستيقاظ الساعة 5 صباحا وعبور نقاط التفتيش. اضطرّا في نهاية المطاف للفرار إلى لبنان، وهما الآن بلا مدرسة خارج منذ 3 سنوات.

لجميع الأطفال الحق في التعليم دون تمييز. لكن عائلات اللاجئين السوريين الذين تحدثتُ معهم في لبنان قالوا إن الأطفال ذوي الإعاقة إما استُبِعدوا من المدارس الحكومية أو لم يستطيعوا الحصول على التعليم مثل الآخرين. اتّخذت الحكومة والوكالات الإنسانية خطوات لإلحاق الأطفال السوريين بالمدرسة، ولكن من يعاني من إعاقات لم يحظ بذات الفرصة. يقول أحد خبراء حقوق الإعاقة: "للسوريين، الخيار الرئيسي هو أنه لا يوجد أي خيار".

قال خالد (29 عاما)، شقيق مؤيد وخالد، إن عديدا من المدارس في لبنان رفضت قبول أخويه. ردّت إحدى المدارس بأنها لا تقبل الأجانب، وأخرى طلبت 4000 دولار كرسوم تسجيل، وقالت ثالثة إن ليس لديها القدرة على استيعاب مؤيد ومجد. قال خالد: "أودّ السفر إلى أي مكان يستطيع أخواي فيه الذهاب إلى المدرسة والحصول على الرعاية الصحية. فقدتُ الأمل."

غياب التعليم الشامل في المدارس اللبنانية بدأ قبل أزمة اللاجئين. يضمن قانون اعتُمد عام 2000 حصول الأطفال ذوي الإعاقة على التعليم، ولكن لبنان لم يفعل شيئا يذكر لتنفيذه. بدلا من ذلك، يُسجَّل الأطفال اللبنانيون ذوو الإعاقة في المدارس الخاصة أو المؤسسات التي تدعمها الحكومة. قد تحاول العائلات السورية التي لا تستطيع تحمّل التكاليف غير المدعومة إلحاق أبنائها في المدارس الحكومية غير المهيّئة، لكنها غالبا ما تواجه الرفض.

مع المساعدة والدعم المتواصل الكافي من الجهات المانحة الدولية، يمكن أن تكون أزمة اللاجئين فرصة للبنان لتطبيق التعليم الشامل في المدارس العامة، وضمان حصول جميع الأطفال - بمن فيهم المعوقون - على التعليم الجيد في المدارس العادية.

"لا تتركوا أحدا" هو أحد المواضيع الأساسية الخمسة في "مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني" الذي سيعقد في اسطنبول في وقت لاحق من هذا الشهر. الحصول على التعليم هو حق وليس رفاهية. تضمن المعاهدات الدولية، بما فيها اتفاقيتا حقوق الطفل وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، الحق في التعليم لجميع الأطفال. على المشاركين الذين يجتمعون لعقد اجتماعات رفيعة المستوى في اسطنبول ضمان عدم استثناء الأطفال ذوي الإعاقة من الاستجابة الإنسانية في أوقات الأزمات.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة