Skip to main content

اليمن ـ الحوثيون يمنعون دخول سلع حيوية إلى تعز

مُصادرة إمدادات غذائية وطبية من المدنيين

(بيروت) – القوات الحوثية قيدت على مدار شهور دخول الإمدادات الغذائية والطبية إلى المدنيين في تعز، ثالث أكبر مدينة يمنية. مُصادرة السلع الأساسية للسكان المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية هي انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي.

دمار أصاب شارع في حي ديلوكس السكني جراء القصف المستمر منذ مارس/آذار 2015. ©2015 هيومن رايتس ووتش

وصف 7 من سكان تعز لـ هيومن رايتس ووتش 16 واقعة بين 13 ديسمبر/كانون الأول 2015 و9 يناير/كانون الثاني 2016 منع فيها حراس حوثيون في حواجز أمنية المدنيين من إدخال مواد مختلفة إلى المدينة، ومنها فواكه وخضراوات وغاز للطهي وأدوية تلقيح ضد الامراض وعبوات لغسيل الكلى، وأسطوانات أوكسجين، وصادروا بعض هذه المواد. قالت هيومن رايتس ووتش إن على الحوثيين – المعروفين بـ "أنصار الله" أيضا – أن ينهوا فورا أعمال المصادرة غير القانونية للسلع الموجهة للسكان المدنيين وأن يسمحوا بحرية حركة كاملة لمنظمات الإغاثة.

قال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقي: "يمنع الحوثيون مواد ضرورية عن سكان تعز لمجرد أنهم يعيشون في مناطق تخضع لسيطرة قوات المعارضة. مصادرة الممتلكات من المدنيين أمر غير قانوني، لكن أخذ طعامهم وإمداداتهم الطبية قسوة بالغة".
يمنع الحوثيون مواد ضرورية عن سكان تعز لمجرد أنهم يعيشون في مناطق تخضع لسيطرة قوات المعارضة. مصادرة الممتلكات من المدنيين أمر غير قانوني، لكن أخذ طعامهم وإمداداتهم الطبية قسوة بالغة.
جو ستورك

نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

تقع تعز بين العاصمة صنعاء – التي يسيطر عليها الحوثيون منذ أواخر 2014 – ومدينة عدن الساحلية – التي أعادت القوات الموالية للحكومة السيطرة عليها في يوليو/تموز. كان تعداد سكان تعز قبل الحرب نحو 600 ألف نسمة، لكن القتال البري العنيف خلال النزاع المسلح الذي بدأ في مارس/آذار 2015 أدى لفرار ثلثي السكان، مع بقاء ما بين 175 و200 ألف نسمة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

تحاصر القوات الحوثية تعز وتدير حواجز أمنية عند المدخلين الرئيسيين للمدينة. تسيطر قوات معارضة للحوثيين على وسط المدينة. هذه القوات تشمل "الإصلاح"، وهو حزب سياسي إسلامي سني، ونشطاء شباب، وسلفيين وإسلاميين مسلحين آخرين، على حد قول السكان. زعم الحوثيون أن تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (المعروف أيضا بـ "داعش") منتشران ضدهما في تعز.

منذ سبتمبر/أيلول على الأقل صادر حراس حوثيون عند الحواجز الأمنية المياه والغذاء وغاز الطهي الذي حاول سكان تعز إدخاله إلى الأحياء السكنية التي تسيطر عليها قوات مُعارضة للحوثيين. أولئك الذين اشتكوا للقيادات الحوثية مباشرة قيل لهم "اطلبوا منهم (المقاومة) أن يطعموكم" على حد قولهم لـ هيومن رايتس ووتش.

واجهت منظمات دولية وإنسانية أيضا صعوبات في جلب الغذاء والدواء للسكان المدنيين. في أكتوبر/تشرين الأول صادر الحوثيون عقاقير طبية كانت مُرسلة على متن 3 شاحنات من "منظمة الصحة العالمية" للمستشفيات في وسط تعز. لم يعط الحوثيون لمسؤولي وزارة الصحة في صنعاء وتعز الإذن بإمداد المستشفيات والعيادات الطبية في المناطق غير الخاضعة للحوثيين بإمدادات طبية.

في 22 أكتوبر/تشرين الأول ذكرت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" أن نحو نصف مستشفيات تعز كفت عن العمل بسبب نقص الإمدادات أو الوقود أو جراء تضرر المرافق أثناء القتال. طالبت الأطراف المسيطرة بالتصريح بتسليم الأدوية المُلحة والضرورية، التي مُنعت على مدار 5 أسابيع، إلى مستشفى الثورة.

في 24 أكتوبر/تشرين الأول قال المنسق الإنساني بالأمم المتحدة إن قدرا لا يُذكر من السلع التجارية أو السلع المرسلة من منظمات الإغاثة دخلت وسط المدينة. في اليوم التالي قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن رغم أسابيع من المفاوضات المكثفة مع المسؤولين الحوثيين، لم يتسن تسليم مخزون من الإمدادات الطبية الضرورية لمستشفيين في تعز، وإن شاحنات أطباء بلا حدود أوقفت عند حواجز الحوثيين الأمنية ومُنعت من دخول المنطقة.

قال موردون لأسطوانات الأوكسجين التي تستخدمها المنشآت الطبية لـ هيومن رايتس ووتش إن الحراس الحوثيين صادروا شحناتهم على الحواجز الأمنية، وأجبروهم بالالتزام بألا يجلبوا المزيد من الأوكسجين. قال مسؤولون بالمجال الصحي لـ هيومن رايتس ووتش إن بعض المستشفيات نفدت منها أسطوانات الأوكسجين وإن سعرها زاد كثيرا. قالت رئيسة وحدة الأطفال حديثي الولادة في المستشفى الجمهوري إنه منذ ديسمبر/كانون الأول مات 6 مواليد خُدَّج لأن المستشفى لم يكن به أوكسجين أو وقود لتشغيل مولد الكهرباء من أجل تشغيل الحضانات.

قالت هيومن رايتس ووتش إن بسبب اقتصار القدرة على دخول تعز نتيجة للوضع الأمني، أصبح من الصعب تحديد مدى اتساع ممارسات مصادرة الحوثيين للغذاء والدواء المُرسلَين إلى السكان المدنيين. قال "مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان" بالأمم المتحدة في بيان بتاريخ 5 يناير/كانون الثاني إن السيطرة المشددة على جميع نقاط الدخول إلى المدينة أدت إلى نقص في كميات الغذاء والمواد الضرورية الأخرى الواردة، مع زيادة صعوبة الوضع على السكان بشكل ملحوظ. تدهور الوضع الصحي في المحافظة، مع اضطرار مستشفى الروضة – من أكبر المستشفيات التي ما زالت تعمل – إلى عدم استقبال المرضى بسبب العجز في الإمدادات الطبية. في 24 يناير/كانون الثاني قال المنسق الإنساني للأمم المتحدة جامي مكغولدريك إن تعز تعاني من "ندرة المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى المطلوبة لبقاء السكان على قيد الحياة. الخدمات الأساسية نادرة الوجود، ومنها المياه والوقود".

أفادت منظمة أطباء بلا حدود أنها تمكنت من تسليم مساعدات طبية لتعز في 17 يناير/كانون الثاني للمرة الأولى منذ شهور، وأفاد "برنامج الأغذية العالمي" تسليم 3000 وحدة مساعدات غذائية أسرية للمدينة في 21 يناير/كانون الثاني. قالت هيومن رايتس ووتش إن على الأمم المتحدة العمل على رصد الموقف والإبلاغ بتطوراته علنا لضمان السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى المدينة دون تأخير غير ضروري.

في حين لا يمنع القانون الدولي الإنساني محاصرة القوات المعادية، إلا أنه لابد من عدم حرمان المدنيين من إمدادات الغذاء والدواء اللازمة للاستمرار على قيد الحياة. تلتزم جميع أطراف النزاع بتيسير توفير المساعدات الإنسانية المحايدة للسكان المدنيين، ويُحظر مصادرة السلع المدنية دون تعويض. تجويع المدنيين من أساليب الحرب غير القانونية، وهو جريمة حرب.

قال ستورك: "قد يكون الضرر اللاحق بالمدنيين في النزاعات المسلحة حتميا، لكن لا عذر لزيادة المعاناة والوفيات عن طريق منع الغذاء والسلع المُنقذة للحياة من الوصول للمستشفيات والأحياء المُحاصرة".

المصادرات الحوثية غير القانونية في تعز

مصادرة الحوثيين لأغراض المدنيين
مرّت هبة أحمد سعيد (23 عاما) بحاجز الدحي الأمني إلى الجزء الذي يسيطر عليه الحوثيون من تعز في 13 ديسمبر/كانون الأول، برفقة أمها وأخويها الصغيرين. قالت لـ هيومن رايتس ووتش إنهم بلغوا الحاجز الأمني سيرا على الأقدام لأن الحوثيون لا يسمحون للحافلات بالعبور.
 

سرنا نحو 10 دقائق إلى الحاجز الأمني، وكان يحرسه 11 رجلا مسلحا على الأقل يرتدون ثيابا مدنية، وبعضهم يرتدون سترات الجيش. كان شعار أنصار الله ملصقا على بنادقهم. كان 5 منهم لا تقل أعمارهم عن 25 عاما، لكن البقية وبكل وضوح تحت 18 عاما. دفع أحد الصغار السيدة الواقفة عند الحاجز الأمني، وكانت تحمل أسطوانة غاز طهي خاوية تأمل في تعبئتها والعودة بها. صوب بندقيته إليها وقال: "إذا عدت بهذه الأسطوانة فسوف أضربها بالرصاص".

رأيت حارسا آخر يبلغ من العمر نحو 25 عاما، وهو يختطف كيس ثياب من رجل مسن كان على الجانب الآخر من الحاجز الأمني، وراح يرجوه أن يرحمه. صوب سلاحه إلى الرجل وصاح: "ليس مسموحا لك بأخذ الكيس معك، وإذا حاولت العودة غدا فلن ندعك تمر. هيا عد وإلا قسما بالله أطلقت عليك النار".

قالت هبة إنها حاولت المرور بحاجز القصر الأمني الذي يديره الحوثيون إلى المنطقة التي لا يسيطرون عليها بعد 4 أيام، حوالي الساعة 10 صباحا. قالت إن حارسا صادر كيسين بلاستيكيين ممتلئين بالخُضار والفاكهة تخصان سيدة كانت تقف إلى جوارها. اتهم الحارس السيدة بأنها تدعم داعش وأنها تحمل حزاما ناسفا. قالت هبة إنها رأت الحارس يأخذ الكيسين إلى شاحنة ويسلمهما إلى حراس آخرين يرتدون مزيجا من الزي المدني والعسكري. فيما كانت تنتظر العبور برفقة نحو 100 شخص آخرين، على حد قولها، رش الحراس – 4 مرات على الأقل – الماء على النساء والرجال المسنين بشكل مهين ووخزوا الحشد بعصا رفيعة، وكأنهم قطيع أغنام، حسبما ذكرت.

أحمد الشجاع (32 عاما)، يعمل محاسبا في منشأة طبية حكومية في تعز، قال لـ هيومن رايتس ووتش إن في 24 ديسمبر/كانون الأول كان يمر بحاجز الدحي الأمني الساعة 10:30 صباحا مع نحو 150 شخصا آخرين. كان 10 من الحوثيين المسلحين يقفون عند الحاجز الأمني. رأى حارسا يقترب من سيدة وينتزع منها كيسين بلاستيكيين مليئين بالخضراوات سقطا على الأرض. ثم دفعها من كتفها وهو يقول: "قلنا لك ممنوع". قال الشجاع إن السيدة جمعت الخضراوات من على الأرض وغادرت الطابور. وقال أيضا إن في 31 ديسمبر/كانون الأول رأى حراسا يفعلون المثل بصبي عمره 10 أعوام، انفجر باكيا عند تعنيفه.

قال الشجاع: "دائما ما أمر بالحواجز الأمنية خالي الوفاض لأتجنب المشكلات ولأحتفظ بكرامتي دون إهانة. لكن الناس مستمرون في محاولة جلب الطعام لأن الأسعار داخل المدينة تصل إلى 3 أو 5 أضعاف أحيانا".

قالت سيدة طلبت عدم ذكر اسمها إنها رأت في 9 يناير/كانون الثاني حوالي الساعة 10:30 صباحا 3 حراس عند حاجز الدحي الأمني يصادرون أسطوانة غاز طهي من رجل مسن.

مُصادرة الحوثيين للإمدادات الطبية المدنية
إيلان عبد الحق، مديرة مكتب وزارة الصحة اليمنية في مديرية المظفر في تعز، قالت لـ هيومن رايتس ووتش إن في أواسط ديسمبر/كانون الأول حاول موظفان إدخال 600 جرعة لتحصين شلل الأطفال والحصبة. وجد أحد الحراس الحوثيين هذه الجرعات عند حاجز أمني لدى تفتيشه للزميلتين. عندما أوضحا ما تحتويه العبوات، رماها على الأرض ومنع الموظفين من جمعها وأمرهما بالمغادرة.

قالت إيلان عبد الحق إن العديد من الأطفال والبالغين كانوا يعانون من سوء التغذية. وربما كان الأكثر تضررا هم المرضى الذين يحتاجون للغسيل الكلوي ومرضى السكري، على حد قولها، لا سيما أثناء الفترات التي أغلق فيها الحوثيون نقاط الدخول إلى المدينة لمدد ناهزت 4 أيام. قالت أيضا إن الحكومة عادة ما توزع الأنسولين على مراكز الرعاية الصحية على مستوى الدولة، وفي محافظة تعز تبلغ الاحتياجات الشهرية 4800 عبوة. قالت إن حتى 23 يناير/كانون الثاني لم يُسلّم أي أنسولين لمركز التوزيع الرئيسي في تعز، بمستشفى المظفر، وذلك منذ ديسمبر/كانون الأول.

نديم الحكيمي – المنسق الميداني للهلال الأحمر القطري المتواجد في تعز – قال إن في سبتمبر/أيلول رتبت وزارة الصحة اليمنية لتسليم 1500 عبوة للغسيل الكلوي لمحافظة تعز. أوقف الحراس الحوثيون لدى حاجز الحوبان الشاحنة لتفتيشها. قال الحكيمي إنه أمضى أكثر من 12 ساعة يتفاوض مع عدد من القادة للإفراج عن الشحنة. بعد 3 أيام سمح الحوثيون بدخول 500 عبوة فحسب. قال أحد القادة للحكيمي إن باقي العبوات أرسلت إلى صعدة وذمار، وهي مناطق في شمال اليمن تخضع لسيطرة الحوثيين. قال الحكيمي إن طبيبا يعرفه في ذمار أكد له تلقيه بعض العبوات في مركزه الصحي.

نشوان الحسامي – نائب مدير القسم الجراحي في مستشفى الثورة في تعز – قال لـ هيومن رايتس ووتش إن آخر مرة دخلت فيها المستشفى أسطوانات أوكسجين كانت في الأسبوع الأول من نوفمبر/تشرين الثاني. قال إن في الظروف العادية تستخدم المستشفى نحو 40 أسطوانة أوكسجين يوميا. قال إن الحراس الحوثيين عند دوار القصر ضايقوا سائق توصيل أسطوانات الأكسجين وصادروا 40 أسطوانة منه في منتصف ديسمبر/كانون الأول. جعلوه يلتزم بأنه لن يُدخل للمستشفى أية شحنات أخرى.

هناك رجل طلب عدم ذكر اسمه قال إن في منتصف ديسمبر/كانون الأول منعه حراس حوثيون عند حاجز أمني في تعز من جلب شحنة من 40 أسطوانة أوكسجين لمستشفى الثورة. بعد يوم، وافقوا على الإفراج عن الشحنة لكن جعلوه يلتزم بأنه لن يجلب المزيد.

هناك رجل آخر يُسلم أسطوانات الأوكسجين لعدد من المراكز الصحية في تعز قال إن في منتصف يونيو/حزيران كان يقل عددا كبيرا من الأسطوانات إلى المدينة، عندما أوقفه الحراس الحوثيون قرب مستشفى تعز العسكري. أخذوه ومعه زميل آخر وشحنتهما إلى مركز شرطة الجحملية مع اتهامه بجلب هذا الأوكسجين إلى داعش وقوات المعارضة الأخرى في تعز. احتجز الحراس الاثنين 4 أيام وجعلوهما يلتزمان بعدم جلب المزيد من الأوكسجين إلى المدينة.

قال الرجل إن بعد شهر جلب شحنة أسطوانات أخرى وتم احتجازه عند حاجز أمني، ثم أفرجوا عنه ومعه الأسطوانات في اليوم التالي. بعد ذلك بشهر أوقفه الحراس في المدينة ومعه شحنة أسطوانات أخرى وتحفظوا عليه هو والشحنة لعدة ساعات. أثناء المفاوضات، وافق الحوثيون أخيرا على السماح له بإدخال الأوكسجين.

خلال الشهور الأخيرة – على حد قول الرجل – لم يعد قادرا على جلب الأوكسجين عبر أي من الحواجز الأمنية، ومن ثم أصبح بحاجة لخدمات مُهرب يمر به عبر الجبال. أوقفه الحراس الحوثيون مرة أخرى على طريق التهريب في نوفمبر/تشرين الثاني واحتجزوه لمدة نصف يوم، ثم أخلوا سبيله ومعه الأسطوانات.

د. فارس عبد الغني العبسي، رئيس اللجنة الطبية العليا في تعز، وهي هيئة مُشكلة بدعم من الحكومة اليمنية من قبل القوات المعارضة للحوثيين في المدينة. قال إن قبل الحرب كانت المستشفيات في تعز تستهلك ما بين 200 إلى 250 أسطوانة أوكسجين في اليوم. كانت المستشفيات تدفع 7 إلى 9 دولارات ثمنا للأسطوانة، لكن بسبب ندرتها ومشقة طرق التهريب، أصبح السعر 60 دولارا.

إشراق مقطري، ناشطة حقوقية من تعز، قالت إنه من أجل تفادي مصادرة الحوثيين للغذاء والدواء، يُدخل المهربون وآخرون الإمدادات عبر الطريق الجبلية. قالت إنها ومعها 10 آخرين خرجوا في رحلة 10 ساعات إلى عدن في 4 يناير/كانون الثاني، بما في ذلك 3 ساعات سيرا على الأقدام عبر جبال يبلغ ارتفاعها 2000 متر، لجلب الغذاء وأسطوانات الأوكسجين.

قال رجل يعمل في شركة عقاقير طبية تورد الأدوية ومستلزمات المستشفيات في تعز، إنه منذ مايو/أيار منع الحراس الحوثيون عند الحواجز الأمنية شاحنات شركته من جلب أية إمدادات جديدة. منذ ذلك الحين اضطر السائقون لتغيير الطريق كل عدة شهور. قال إن الطريق يستغرق حاليا 10 إلى 12 ساعة من عدن، بما في ذلك مرحلة يحملون فيها الإمدادات ويسيرون وسط الجبال.

وفيات مرتبطة بنقص الأوكسجين
قالت د. سماح محمد أحمد رئيسة وحدة الأطفال حديثي الولادة في مستشفى الجمهورية لـ هيومن رايتس ووتش إن في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني، مات 6 مواليد مبتسرين بسبب عدم توفير المستشفى للأوكسجين أو الوقود اللازم للمولد الكهربائي لتشغيل الحضانات. قالت إن المستشفى لم يكن أمامه سوى مطالبة الآباء بتوفير الوقود والأوكسجين المطلوبين. اطلعت هيومن رايتس ووتش على شهادات وفاة 4 من الأطفال الرضع، ولم تطلب عائلات الطفلين الآخرين شهادات وفاة حتى وقت كتابة التقرير.

قال عصام البتراء (من سكان تعز وعمره 33 عاما) إن في 19 ديسمبر/كانون الأول أصيب صديقه عبد الكريم محمد (23 عاما) في حي الروضة بشظية قذيفة هاون اخترقت صدره وأضرت برئته. مات بعد دخوله المستشفى بـ 30 دقيقة لعدم قدرة المستشفى على توفير أي أوكسجين لإسعافه، على حد قول العاملين بالمستشفى.

 

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.