كان من المقرر أن تُنفّذ سلطات السجون حكم الإعدام بحق سامان نسيم في وقت مبكر من يوم أمس. اعتُقل نسيم، 22 عاما من محافظة كردستان الإيرانية، عندما كان عمره 17 عاما على خلفية اتهامات تتعلق بالإرهاب.
ورغم انقضاء يوماً بعد الموعد المقرر، لم يصدر بعد تأكيد رسمي لعملية الإعدام. ويُعتقد أن أحد أشقائه متأكد من أن عملية الإعدام قد وقعت. وقال شقيقه الآخر لهيومن رايتس ووتش أن السلطات طلبت من العائلة القدوم لاستعادة أمتعة سامان. في مقابلة مع إذاعة صوت أميركا الناطقة باللغة الفارسية قالت إحدى أفراد الأسرة أن السلطات أخبرتها بنقلها سامان إلى سجن آخر يوم الاربعاء. وأضافت أنها لا تعرف إذا كان ما يزال على قيد الحياة. كل هذا، بطبيعة الحال، يحجب حقيقة أن إيران دولة طرف في المعاهدات الدولية التي تحظر إعدام الأطفال المذنبين.
لعبة التخمين هذه تمثل أحد أنواع التعذيب التي تسببها إيران بانتظام، وليس التعذيب بحق أولئك المحكومين بالإعدام فقط، بل بحق أسرهم وأصدقائهم. فالأمر ناتج عن افتقار القضاء للشفافية بشأن إعدام المعتقلين رفيعي المستوى، وممارسته الضغط على الأسر لعدم التحدث إلى وسائل الإعلام. إذ لا يمكن تصور الكرب النفسي الذي تعانيه الأسر.
إنه لمن الممكن، كما علّمتنا التجارب السابقة، أن يكون المسؤولون قد أبلغوا أسرته، أو حتى أنهم سلموهم جثته لدفنها، ولكنهم هددوهم بالبقاء صامتين أو ضغطوا عليهم لعدم إجراء مراسم الجنازة. ولكنه من المرجح أيضا أن تكون الأسرة، مثلنا، ما تزال على غير دراية بالأمر. لقد وثّقنا الحالات التي رفض المسؤولون القضائيون فيها إبلاغ أفراد الأسرة عن حالة ذويهم لأشهر، ولم يسلموهم الجثامين، أو قاموا سراً بدفن جثامين السجناء المعدومين.
كل شيء ممكن، والقليل فقط يمكن التنبؤ به عندما يتعلق الأمر بنوع "العدالة" المقدمة من لدن المحاكم الثورية الإيرانية. إلّا، على ما يبدو، تجاهلهم التام لحقوق وكرامة المتهمين وأسرهم، أحياءاً كانوا أم أمواتا.
إن من الصعب تجاهل حقيقة أن السلطات لديها الكثير لتكسبه من هذا النقص في الشفافية، والشائعات المتداولة، والتي قد تساعد السلطات على نشر بعضها. عليهم معرفة أن الصحفيين المسؤولين والجماعات الحقوقية ستبذل قصارى جهدها حتى لا تنتشر الشائعات التي لا أساس لها من الصحة. فمصداقيتها على المحك. إن بإمكان المسؤولين الاسترخاء وانتظار أن تدور رحى الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، فتتضخم الأخبار وتأفل حملات المناصَرة لهذا الشاب، وينتقل العالم إلى المأساة المقبلة. في مكان آخر فوق هذه البسيطة.