Skip to main content

السعودية ـ يجب الإفراج عن الإصلاحيين المسجونين

اعتقالات وملاحقات قضائية للنشطاء

قالت هيومن رايتس ووتش اليوم في التقرير العالمي 2014 إن على السلطات السعودية الإفراج عن نشطاء حقوق الإنسان وغيرهم من المنادين بالتغيير السياسي والاجتماعي الذين سجنوا في 2013 على نشاطهم السلمي وحده، وإنهاء ملاحقة آخرين.

قامت المملكة العربية السعودية في 2013 بإدانة ثمانية من أبرز نشطاء حقوق الإنسان ـ منهم عبد الله الحامد، ومحمد القحطاني، ومخلف الشمري ـ بتهم فضفاضة تصلح لجميع الأغراض من قبيل "محاولة تشويه سمعة المملكة" و"نقض البيعة مع الحاكم" و"إنشاء جمعية غير مرخصة". وتتولى محاكم سعودية في الوقت الحاضر محاكمة آخرين، منهم الناشطين الحقوقيين فاضل المناسف ووليد أبو الخير، بتهم مشابهة، كما ضيقت السلطات على العشرات غيرهم ومنعتهم من السفر.

قال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "استعرضت السلطات السعودية انعداماً متزايداً للتسامح مع المواطنين المدافعين عن الإصلاح في 2013. وإذا كانت الحكومة ترغب في تحسين موقفها من حقوق الإنسان فإن الإفراج عن النشطاء المسجونين يمثل نقطة جيدة للبدء".

فيالتقرير العالمي 2014، وهي الطبعة الرابعة والعشرون من هذا التقرير السنوي، الصادر هذا العام في 667 صفحة، قامت هيومن رايتس ووتش بتقييم ممارسات وأحوال حقوق الإنسان في أكثر من 90 بلداً. وقالت هيومن رايتس ووتش إن أعمال قتل المدنيين واسعة النطاق في سوريا أصابت العالم بالرعب لكن لم يتخذ القادة العالميون خطوات تُذكر لوقفها. ويبدو أن مبدأ "مسؤولية الحماية" الذي عادت إليه الحياة قد حال دون وقوع بعض الفظائع الجماعية في أفريقيا. وقامت قوى الأغلبية التي تتبوأ السلطة في مصر وفي دول أخرى بقمع المعارضة وحقوق الأقليات. وتردد صدى ما كشف عنه إدوارد سنودن حول برامج التصنت الأمريكية في شتى أرجاء العالم.

رفض المسؤولون السعوديون في 2013 تسجيل جمعيات سياسية وحقوقية، فتركوا أعضاء تلك الجمعيات عرضة للملاحقة بتهمة "إنشاء جمعية غير مرخصة". وفي أغسطس/آب أيدت إحدى محاكم الاستئناف رفض وزارة الشؤون الاجتماعية لتسجيل مركز العدالة لحقوق الإنسان الذي يقع مقره في المنطقة الشرقية. وفي سياق إدانة القحطاني والحامد في شهر مارس/آذار، أمر أحد قضاة محكمة جنايات بالرياض بحل جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية ووضع ممتلكاتها تحت الحراسة.

وبموجب نظام ولي الأمر، يُحظر على السيدات والفتيات السفر أو إجراء معاملات رسمية أو الخضوع لبعض العمليات الطبية بدون إذن ولي من الذكور. وقد مررت السلطات للمرة الأولى قانوناً يجرم الأذى الأسري، إلا أن القانون لا يشمل آليات للتنفيذ.

وبعد "فترة سماح" قدرها سبعة أشهر تتيح للعمال الأجانب توفيق أوضاعهم، قامت السلطات في 4 نوفمبر/تشرين الثاني بمداهمات لشركات، ونصبت نقاط تفتيش في أنحاء البلاد، لتوقيف العمال الذين لا يحملون الوثائق المطلوبة أو لا يعملون لدى كفلائهم القانونيين.

وفي الأول من ديسمبر/كانون الأول أعلنت السلطات عن طرد 110 ألف عامل في الشهر الأول من الحملة. أفاد بعض العمال بالتعرض لاعتداءات عنيفة من جانب مواطنين سعوديين وقوات الأمن، علاوة على الاكتظاظ وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز.

وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة إلى السجل السعودي في مجال حقوق الإنسان، قامت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بانتخاب السعودية لمقعد بمجلس حقوق الإنسان في نوفمبر/تشرين الثاني ولمدة 3 سنوات.

وقال جو ستورك: "إن السجل القمعي للمملكة العربية السعودية، ووعودها التي لم تف بها في مجال حقوق الإنسان، يثير تساؤلات جدية حول صلاحيتها لعضوية مجلس حقوق الإنسان. وعلى السعودية إطلاق سراح النشطاء المسجونين واتخاذ خطوات أخرى ملموسة لإظهار استعداد الحكومة لتحسين سجلها الحقوقي السيئ".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة