تجتمع اللجنة التنفيذية للفيفا الاتحاد الدولي لكرة القدم في زيورخ اليوم وغداً، وأمام الهيئة الحاكمة لكرة القدم العالمية الكثير مما يستحق النقاش.
صرح رئيس اليويفا [الاتحاد الأوروبي لكرة القدم]، ميشيل بلاتيني، بأنه "أشد قلقاً بكثير" على قضايا حقوق العمال الوافدين في قطر، التي تستضيف كأس العالم 2022، منه على الجدل المستمر بشأن اقتراح نقل الفعاليات من الصيف إلى الشتاء. وهذه إعادة ترتيب للأولويات تستحق الترحيب. يتعين على زملائه من أعضاء اللجنة التنفيذية أن ينحوا السياسات الداخلية جانباً للتعامل مع قضية يمكنهم فيها ممارسة تأثير لا يستهان به.
كثيراً ما يقوم المشرفون الإداريون على الألعاب الرياضية بتبرير المبالغ الهائلة التي تنفق على استضافة البطولات، من قبيل كأس العالم، بالإشارة إلى "الإرث" الذي تتركه. وبوسع الإرث الذي ستتركه قطر 2022 أن يصبح إيجابيا إلى حد بعيد إذا صارت البطولة قاطرة للتغيير فيما يتعلق بحقوق العمال الوافدين. وهناك ثلاث خطوات بسيطة يمكن لأعضاء اللجنة التنفيذية اتخاذها للقيام بدورهم في هذا التحول.
إن عليهم، في المقام الأول، أن يصروا على جدول زمني للإصلاحات العمالية في قطر، يضمن الحقوق الأساسية لكافة العمال المهاجرين وليس فقط لأولئك المشاركين مباشرة في مشروعات 2022. وأعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا ليسوا خبراء في الإصلاحات العمالية، لكن عليهم المطالبة بتشاور قطر مع الجمعيات والأفراد ذوي الخبرة.
ثم إن عليهم، ثانياً، أن يعرضوا على القطريين ما يستطيعون تقديمه من مساعدات فنية في قضية حالات الوفاة بسبب الحر الشديد. تستفيد الرياضة الحديثة من خبرات أقدر الأطباء والعلماء في مجال الرياضة، وكان من شأن هؤلاء تقديم النصح للاعبين حول كيفية الحد من أخطار اللعب في شهور الصيف. وبوسعهم على نحو مماثل تقديم النصح حول كيفية حماية العمال الوافدين الذين يشيدون مرافق البطولة.
ثالثاً وأخيراً فإن عليهم الإصرار على إلغاء نظام تأشيرات الخروج، كمؤشر على نوايا قطر الحسنة فيما يتعلق بحقوق العمال الوافدين. لا يحقق هذا النظام – أي تأشيرات الخروج – أي هدف مشروع، وهو يُستَغل لمحاصرة العمال داخل البلاد، بمن فيهم لاعب الكرة الفرنسي المحترف زاهير بلونيس.
رغم الجدل الكبير الذي أحاط باختيار قطر لاستضافة البطولة في 2022 فإن الضغط والتدقيق اللذين تتعرض لهما السلطات القطرية الآن بعد نشر تقرير "الغارديان" يجعلان من الإصلاح العمالي الجاد في قطر إمكانية حقيقية. وسيكون هذا بصمة إيجابية تستحق الذكر.