قامت قوات الأمن باعتقال محمد نور الشمالي البالغ من العمر 19 سنة في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2012، بينما كان يجتاز بوابات جامعة حلب، كما قال أحد أصدقائه لـ هيومن رايتس ووتش. كان محمد وصديق ثاني في الطريق لإجراء مقابلات مع نازحين داخليين سوريين يلوذون بالسكن الجامعي. ومن خلال تلك المقابلات وثق محمد انتهاكات قامت بها الحكومة السورية، وكان يتناقش فيما توصل إليه بانتظام مع وسائل الإعلام العالمية. كانت قوات الأمن، وبينها عناصر من المخابرات العسكرية، قد انتشرت في الجامعة بعد موجة من المظاهرات الطلابية في 2012، واحتجزت الشابين.
كان محمد عند اعتقاله يحمل حاسبه المحمول وكاميرا في حقيبته. ويخشى صديقه أن تكون مقاطع فيديو لمقابلاته الإعلامية مخزنة على حاسبه قد عرّضت محمد للخطر أثناء استجوابه. وتخشى عائلة محمد أن يكون قد اعترف تحت وطأة التعذيب بالمشاركة في مظاهرات، وأن تقوم قوات الأمن بمعاقبة محمد وعائلته.
قال أحد أقارب محمد لـ هيومن رايتس ووتش إن العائلة علمت باعتقاله من طلاب آخرين شهدوا الواقعة. بعد مضي أكثر من 8 شهور على اعتقال محمد، ما زالت عائلته لا تعرف أين تحتجزه قوات الأمن ولا سبب الاحتجاز. يشعر والد محمد البالغ من العمر 49 سنة بقلق شديد عليه: فهو يبحث عن غيره من المفرج عنهم ويزورهم بأمل أن يعرفوا شيئاً عن ابنه.
قال محتجز أفرج عنه مؤخراً للعائلة إنه شاهد محمد في مقر للاحتجاز تديره المخابرات العسكرية في دمشق، رغم أن شخصاً آخر أخبر العائلة من قبل بأنه شاهده في فرع المخابرات العسكرية بحلب. قال أحد أقاربه: "قال الشخص الذي رآه في حلب إنه تعرض للتعذيب، وقال الذي رآه في دمشق إنه فقد الكثير من وزنه". وهذا كل ما تعرفه العائلة.