Skip to main content

إسرائيل: عملية تفجير القدس هجوم استهدف مدنيين وغير قابل للتبرير

مقتل مدنيين فلسطينيين واستهداف مدنيين إسرائيليين في تصعيد للعنف في غزة

 

(القدس، 25 مارس/آذار 2011) - قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن مجهولين فجروا قنبلة قرب محطة حافلات وسط مدينة القدس الغربية يوم 23 مارس/آذار 2011 أسفرت عن مقتل شخص وإصابة قرابة الأربعين، في هجوم استهدف المدنيين لا يمكن تبريره.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "استهداف المدنيين بالقنابل جريمة كريهة يجب التحقيق فيها فوراً ومقاضاة المسؤولين عنها".

وقف التفجير في معرض هجمات مدفعية متصاعدة بين جماعات فلسطينية مسلحة في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي. منذ أواسط مارس/آذار صعّدت الجماعات الفلسطينية المسلحة من الهجمات الصاروخية وقذائف الهاون غير القانونية على مراكز السكان الإسرائيلية. وقالت هيومن رايتس ووتش إن الهجمات المتعمدة على المدنيين انتهاكات جسيمة لقوانين الحرب.

في 22 مارس/آذار أطلقت القوات الإسرائيلية قذائف هاون بمجال تفجير عالي على مواقع لمدافع الهاون الفلسطينية بالقرب من منطقة سكنية في غزة، مما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال. قالت هيومن رايتس ووتش إنه في هذه الظروف الموضحة تفصيلاً أدناه، فإن هذا الهجوم يعتبر عشوائياً، ويخرق قوانين الحرب.

ولم تتقدم أي جماعة بإعلان المسؤولية عن تفجير القدس. لجان المقاومة الشعبية والجهاد الإسلامي - منظمتان فلسطينيتان لهما أجنحة مسلحة في غزة - أشادتا بالهجوم بصفته "رداً" على "الجرائم" الإسرائيلية.

القنبلة التي انفجرت حوالي الثالثة مساءً، في كشك تليفون عمومي بالقرب من محطة حافلات القدس، أسفرت عن مقتل امرأة تبلغ من العمر 59 عاماً وإصابة 38 آخرين، اثنين منهم إصابتهما جسيمة، طبقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية. الموقع الإخباري الإسرائيلي Ynet أورد تصريحات لمسؤول أمني إسرائيلي قال إن القنبلة كان وزنها كيلوغرام إلى كيلوغرامين وداخلها شظايا معدنية لتعظيم أثر الإصابات.

ليس من الواضح إن كان التفجير على صلة بتزايد الأعمال العداية بين الجماعات الفلسطينية المسلحة في القطاع والقوات الإسرائيلية. أعلنت حماس مسؤوليتها عن إطلاق عشرات قذائف الهاون في 19 مارس/آذار، بعضها أضر بمنازل في كيبوتز إسرائيلي على مقربة من السياج الحدودي مع غزة. قالت حماس إن الهجوم جاء رداً على هجوم إسرائيلي في 14 مارس/آذار قتل مقاتلين اثنين من كتائب القسام التابعة لحماس. زعمت حماس أن الهجوم كان موجهاً لأهداف عسكرية، لكنها لم تفسر لماذا لم يضر إلا بمناطق مدنية.

في 23 مارس/آذار أعلنت جماعة الجهاد الإسلامي المسؤولية عن إطلاق صاروخين غراد أصابا مدينة بئر سبع الإسرائيلية، مما ألحق إصابات برجل واحد، وهجوم آخر قرب مدينة أشدود، جنوبي تل أبيب. تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى بعض سكان بئر سبع الذين وصفوا كيف اختبأوا في مخابئ الحماية من القنابل أثناء الهجمات.

الهجمات الإسرائيلية على غزة منذ 19 مارس/آذار أسفرت عن مقتل ستة مدنيين فلسطينيين وإصابة آخرين. كما أن القوات الإسرائيلية قتلت في 22 مارس/آذار أربعة مقاتلين من سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي، وفي 19 مارس/آذار أصابت ثلاثة مقاتلين آخرين من كتائب القسام واثنين من المدنيين، طبقاً لتقارير إعلامية فلسطينية.

قتلت نيران لاهاون الإسرائيلية المدنيين الأربعة حوالي الثالثة عصر 22 مارس/آذار، في منطقة الشجاعية السكنية المزدحمة بالسكان، شرقي مدينة غزة، على مسافة 1.3 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل. صحيفة نيويورك تايمز أوردت قول السكان بأن المقاتلين الفلسطينيين كانوا قد أطلقوا أربع قذائف هاون على إسرائيل من داخل بستان ليمون خلف المنازل في الشجاعية. بموجب قوانين الحرب المنطقبة في فترات القتال في غزة، فإن الطرف المقاتل عليه اتخاذ جميع الاحتياطات المستطاعة لحماية السكان المدنيين الخاضعين له من آثار الهجوم وأن يتفادى الانتشار بالقرب من مناطق كثيفة السكان أو فيها. خرق المقاتلون الفلسطينيون هذا الالتزام القانوني. ولم تتمكن هيومن رايتس ووتش من معرفة الهدف الذي كانت تقصده قذائف الهاون الفلسطينية.

أصابت قذائف الهاون الإسرائيلية المنطقة بعد دقائق من انطلاق قذائف الهاون الفلسطينية، على حد قول السكان لـ هيومن رايتس ووتش. النيويورك تايمز ومنظمة غير حكومية، هي المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، حددا وقوع أربع أو خمس هجمات بالهاون: اثنتان أو ثلاثة أصابت الشارع أو بيوت، واثنتان سقطتا على مسافة 40 إلى 50 متراً من المكان، في منطقة وراء أحد المنازل. قتلت إحدى قذائف الهاون محمد جلال الحلو البالغ من العمر 11 عاماً، وجار له يبلغ من العمر 17 عاماً، هو محمد صابر حرارة، فيما كان يلعب الكرة مع الأطفال الآخرين، حسب قول السكان. أصيب ثمانية أطفال آخرين، طبقاً لتقارير إعلامية. وهناك قذيفة هاون أخرى أصابت منطقة قريبة وأسفرت عن مقتل ياسر حامد الحلو، في الخمسينيات من عمره، وحفيده ياسر أحمد الحلو، 15 عاماً.

عايدة الحلو، ابنة ياسر حامد الحلو، قالت لـ هيومن رايتس ووتش إنها كانت في بيت الأسرة أثناء هجمات الهاون: "خرجنا بعد الانفجارات ورأينا المصابين وأشلاء الصبية الذين قُتلوا أمام البيت". أصيب طفلان من أبناء عائلة الحلو أيضاً ونقلا من العناية المركزة في مستشفى الشفاء بغزة إلى مستشفى في القدس، على حد قولها.

اطلعت هيومن رايتس ووتش على تسجيلات فيديو وصور لمسرح الأحداث تم التقاطها بعد قذائف الهاون الإسرائيلية مباشرة، وكذلك صور للشظايا التي كانت في المكان، وفيما بعد زارت المنطقة في حي الشجاعية، وقوامها بيوت الكثير منها ملتصق ببعضه البعض، تتخللها بساتين صغيرة ومناطق مفتوحة قرب الخط الشرقي، وهو طريق يوازي تقريباً حدود غزة مع إسرائيل.

قوانين الحرب توجب على المهاجم أن يتخذ جميع الاحتياطات المستطاعة، ومنها ما يتعلق بأساليب وطرائق الحرب، لتفادي إلحاق الخسائر بصفوف المدنيين، وللتحقق من أن الأهداف المستهدفة عسكرية. الخسائر المدنية المتوقعة يجب ألا تكون غير متناسبة مع الميزة العسكرية المباشرة المتوقعة.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن على الجيش الإسرائيلي أن يكف عن الهجمات التي يستخدم فيها مدفعية لا تسمح درجة دقة استهدافها ونطاق دمار القذائف التي تطلقها للمهاجمين بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين في ظل الظروف التي يتم فيها شن الهجوم. الهجمات العشوائية التي لا تميز بين المقاتل والمدني هي انتهاك جسيم لقوانين الحرب.

كانت صحيفة هاآرتس الإسرئايلية اليومية قد أوردت تصريحات لقائد عسكري إسرائيلي قال إن قواته أطلقت قذائف هاون "كيشيت"، وهو سلاح مُركب فوق عربات، يُطلق قذائف هاون عيار 120 ملم، ونطاقها التدميري يبلغ قطره ما بين 60 إلى 75 متراً، تبعاً لنوع الرأس المتفجر المستخدم في القذيفة، بحسب الكتيب العسكري الأمريكي.

في يناير/كانون الثاني 2009، أسفرت قذائف الهاون الكيشيت عن مقتل 32 مدنياً في غزة، منهم 11 شخصاً من أسرة واحدة في مخيم جباليا للاجئين، طبقاً لمنظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية. نُشر تقرير حكومي إسرائيلي في يوليو/تموز 2010 ورد فيه أن المحامي العام للجيش الإسرائيلي أوصى بـ "تعريفات أكثر حزماً ودقة في الأوامر العسكرية تحكم استخدام قذائف الهاون في المناطق المأهولة بالسكان" وأن رئيس الأركان أمر "العاملين بالعمل على صياغة الأوامر المطلوبة". توقف الجيش الإسرائيلي مؤقتاً عن استخدام نظام قذائف الهاون الكيشيت في يناير/كانون الثاني 2011، بعد أن أخطأت قذيفة هاون هدفها فقتلت جندي إسرائيلي - بحسب تقارير إسرائيلية - وكانت تستهدف مجموعة فلسطينية كانت تُطلق الصواريخ.

في بيان بتاريخ 23 مارس/آذار أقر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بوقوع هجوم الهاون وأعرب عن أسفه على الخسائر في صفوف المدنيين. قال إن الهجوم كان رداً على ثلاث قذائف هاون أطلقتها جماعات فلسطينية مسلحة في المنطقة، لكنه لام حماس على إطلاق قذائف الهاون "من وسط مناطق مأهولة بالسكان".

وقالت سارة ليا ويتسن: "الجماعات الفلسطينية المسلحة التي شنت الهجوم الأول خرقت قوانين الحرب بتعريضها المدنيين لخطر جسيم يتمثل في احتمال شن هجوم مضاد". وأضافت: "لكن إسرائيل ليس لديها ضوء أخضر لإطلاق النار دون مراعاة للمدنيين الذين قد يتضررون".

وقالت هيومن رايتس ووتش إن خرق أحد أطراف النزاع لقوانين الحرب لا يبرر خرق الطرف الآخر لها.

وذكرت تقارير إعلامية أن القوات الإسرائيلية قتلت مدنيين فلسطينيين اثنين تمام الساعة التاسعة والنصف مساء يوم 19 مارس/آذار، عندما كان عماد فرج الله، 16 عاماً، وقاسم أبو إتاوي على مسافة نحو 400 متر من السياج الحدودي لغزة في منطقة تقع جنوب شرق مدينة غزة. الميزان - منظمة حقوقية فلسطينية - قالت إن الصبيين لم يكونا مسلحين.

أعلنت إسرائيل عن مسافة 300 متر محاذية للسياج بصفتها "منطقة محظورة"، لكن الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان وثقت إطلاق النار على مدنيين فلسطينيين من قبل القوات الإسرائيلية على مسافات أبعد من كيلومتر من السياج. تخصيص إسرائيل "المنطقة المحظورة" على الجانب الغزاوي من الحدود مع إسرائيل لا يسمح لها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان أو قوانين الحرب إطلاق النار بشكل غير قانوني في تلك المنطقة، على حد قول هيومن رايتس ووتش.

إطلاق النار على المدنيين - غير المشاركين في أعمال القتال - سواء كانوا في "المنطقة المحظورة" أو لا، يعتبر على أقل تقدير إخفاق من القوات الإسرائيلية في اتخاذ الإجراءات المستطاعة للتعرف على الأهداف العسكرية، ويعتبر هجوماً متعمداً على المدنيين إذا استهدفت القوات الإسرائيلية مدنيين معروف كونهم مدنيين.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة