سيادة الرئيس،
نكتب إليكم لدعوة حكومتكم إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة والفعالة من أجل ضمان استمرار تواجد زهاء 335 عضواً من المجتمع اليهودي اليمني في منازلهم في محافظة عمران في سلام وأمان. وندعوكم على الأخص إلى إعادة النظر في عرضكم بنقل المجتمع، الذي يقطن بلدات ريدة وخريف إلى العاصمة صنعاء، ومنحهم قطع أرض ومنازل هناك. فمثل هذه النقلة من شأنها تبرئة من قاموا مؤخراً بشن هجمات عنيفة ضد عناصر من المجتمع اليهودي هناك، بما في ذلك قتل موشى يحيى في 11 ديسمبر/كانون الأول.
وقد شهد العامين الأخيرين حوادث ومبادرات عنيفة من قبل بعض المسلمين اليمنيين بحق أعضاء من المجتمع اليهودي. وفي يناير/كانون الثاني 2007 أخلت الحكومة 57 يهودياً يعيشون في السالم بالقرب من بلدة صعدة شمالي البلاد، ونقلتهم إلى مدينة صنعاء السياحية، إثر تهديدات وحوادث مزعومة بإلقاء الحجارة على اليهود هناك من قبل المتمردين الحوثيين المتقاتلين مع الحكومة. وقد ردد الحوثيون شعارات "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، ولعنة على اليهود والنصر للإسلام".
وقد اتخذت الخلافات بين الأسر والمجتمعات السكانية مساراً قاتلاً في 11 ديسمبر/كانون الأول، عندما أطلق رجل مسلح النيران على موشى يحيى مما أسفر عن مقتله، وهو شقيق حاخام التجمع السكاني، يحيى يعيش في ريدة. وأفاد صحفيون يمنيون أن شهود عيان سمعوا المُهاجم يقول: "تلق رسالة الإسلام يا يهودي" قبل أن يطلق عليه النيران. وقال مسؤولون إن الرجل المُحتجز قد اعترف بالواقعة ويعاني من مرض نفسي تسبب قبل أربع سنوات في فصله من القوات الجوية وتلقيه العلاج بالخارج. وأمرت محكمة في 22 ديسمبر/كانون الأول بإجراء فحص طب نفسي عليه. إلا أن في 13 ديسمبر/كانون الأول تناقلت التقارير حصار عصابة من الأشخاص لمنازل اليهود في ريدة، مع تهديدهم بمداهمتهم والهجوم على منازلهم. وفي 15 ديسمبر/كانون الأول قام أشخاص مجهولون - تم احتجاز اثنين منهم - بإلقاء متفجرات على منزل ساكن يهودي في ريدة، مما أضر بسيارة وبعض النوافذ.
وفي ذلك الحين انتقل من السالم 65 يهودياً للعيش في مدينة صنعاء السياحية، ويعيش 270 يهودياً في ريدة وخريف، بمحافظة عمران، حيث يعيشون تحت حماية قبيلة محلية. وندعوكم إلى توجيه جبران أبو شوارب، زعيم قبيلة حاشد في تلك المنطقة، وحاكم منطقة عمران كهلان أبو شوارب، وهو شقيق جبران، إلى منح المجتمعات السكانية اليهودية في ريدة وخريف كل الحماية المطلوبة، والعمل على تأمين الإعادة الآمنة لليهود المنتقلين للمدينة السياحية إلى منازلهم في السالم.
كما ندعوكم إلى تزعم الجهود المجتمعية الرامية للمصالحة والتركيز بأسلوب علني وواضح على أن الهوية الدينية ليهود اليمن لا صلة لها بالمرة بسياسات دولة إسرائيل.
مع بالغ التقدير والاحترام،
سارة ليا ويتسن
المديرة التنفيذية
قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
هيومن رايتس ووتش