Skip to main content
تبرعوا الآن

قالت هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته اليوم إن حكومات دول الخليج، بما فيها الإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت، قد فشلت في الحد من الإساءات الخطيرة بحق الخادمات المنزليات السريلانكيات.

وتقرير "التصدير ثم الإساءة: الانتهاكات بحق الخادمات المنزليات السريلانكيات في السعودية والكويت ولبنان والإمارات العربية المتحدة" الذي جاء في 131 صفحة، يوثق للإساءات الخطيرة التي تواجهها الخادمات المنزليات في كل خطوة من خطوات عملية الهجرة. كما يوضح كيف فشلت الحكومة السريلانكية والحكومات في الشرق الأوسط، في توفير الحماية لهاته النسوة. ويستند التقرير إلى 170 مقابلة مع الخادمات المنزليات والمسئولين الحكوميين ووكلاء التوظيف في سريلانكا والشرق الأوسط.

وقالت جينيفر تيرنر باحثة حقوق المرأة في هيومن رايتس ووتش: "تُعرض الحكومات في منطقة الخليج الخادمات المنزليات السريلانكيات للإساءة برفضها ضمان يوم راحة أسبوعية لهن، وكذلك الحد من ساعات العمل وحرية التنقل وغيرها من الحقوق التي يتمتع بها غالبية العمال باعتبارها من الأمور المسلم بها". وتابعت قائلة: "ويفلت الكثير من أرباب العمل المسيئين وسماسرة التوظيف الفاسدين دون عواقب جراء استغلال الخادمات ودونما أي عقاب حقيقي".

وتوجد أكثر من 660000 امرأة سريلانكية تعمل بالخارج كخادمات منزليات، و90 في المائة منهن تقريباً متواجدات في لبنان والسعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة. وقد خلصت هيومن رايتس ووتش إلى أن سماسرة ووكلاء التوظيف في سريلانكا يتقاضون رسوماً مبالغ في تقديرها تتسبب في استدانة المهاجرات بديون ثقيلة وكثيراً ما يضللونهن بشأن وظائفهن. وما إن تصبح الخادمات المنزليات بالخارج، حتى يعملن في أغلب الأحوال من 16 إلى 21 ساعة يومياً، دون ساعات راحة أو أيام عطلة، وهذا مقابل أجور زهيدة للغاية تتراوح من 15 إلى 30 سنتاً أمريكياً في الساعة. وروت بعض الخادمات المنزليات لـ هيومن رايتس ووتش كيف تعرضن لتقييد الإقامة القسرية والحرمان من الطعام والإساءة البدنية واللفظية والعمل الجبري والمضايقات الجنسية والاغتصاب على أيدي أرباب عملهن.

وقد وجدت هيومن رايتس ووتش أن أرباب العمل يصادرون بشكل منهجي جوازات سفر الخادمات المنزليات، ويقومون بتحديد إقامتهن في مقر العمل، وفي الكثير من الحالات يقومون بالحد من اتصالاتهن، حتى بسفاراتهن. كما أن بعض أرباب العمل يتحفظون على الأجور لشهور وسنوات. وفي أسوأ الحالات يتسبب هذا المزيج من الممارسات في حصار الخادمات المنزليات السريلانكيات وقيامهن بالعمل جبراً.

فمثلاً رفض أرباب عمل كثيرون السماح للخادمات المنزليات بالعودة إلى بلدهن أثناء حرب يوليو/تموز 2006 في لبنان. وقابلت هيومن رايتس ووتش خادمات منزليات كثيرات رفض أرباب عملهن إعادة جوازات السفر إليهن ومنعوا عنهن الأجور التي يدينون لهن بها حتى لا يتمكنّ من العودة إلى سريلانكا.

وتوجد عدة قوانين تعرض النساء المهاجرات لخطر الإساءة؛ فقوانين العمل في السعودية والكويت ولبنان والإمارات تنكر على الخادمات المنزليات المهاجرات الحصول على الحقوق الأساسية، مثل أيام الراحة الأسبوعية، وتحديد ساعات العمل، ومنح إجازات مدفوعة الأجر وتعويضات ومكافآت العمال. وقوانين كفالة المهاجرين تقيد من قدرة الخادمات المنزليات على تغيير أرباب العمل، حتى في حالات الإساءة.

وخلص التقرير إلى أن بالسعودية سياسة تقتضي موافقة أرباب العمل على منح تأشيرات الخروج للخادمات المنزليات قبل مغادرتهن البلاد، مما يجعلهن فعلياً محاصرات ويزيد كثيراً من خطر التعرض للإساءة والعمل الجبري. وقد اقترحت السعودية صياغة ملحق بقانون العمل منذ عامين، إلا أنها إلى الآن لم تقم بنشره، ولم تمد الحكومة إلى الآن مظلة الحمايات التي تمنحها للعمال إلى الخادمات المنزليات.

وأعدت الإمارات العربية المتحدة عقداً نموذجياً للخادمات المنزليات في 1 أبريل/نيسان 2007، وعرضت صياغة قانون جديد للخادمات المنزليات. كما وفرت الكويت عقداً نموذجياً للخادمات المنزليات. لكن جاء في التقرير إن العقود تمنح الخادمات المنزليات ضمانات منفصلة وأضعف من التي توفرها قوانين العمل الأساسية.

وقالت جينيفر تيرنر: "على دول الخليج أن تبذل مزيداً من الجهد لإيقاف الإساءات بحق الخادمات المنزليات". وأضافت: "وعلى حكومات كل من السعودية والكويت والإمارات مد مظلة قوانين العمل لكي تصل إلى الخادمات المنزليات وتضمن لهن تقديم الشكاوى التي تجد من يستمع إليها، فضلاً عن إصلاح قوانين الهجرة حتى لا يتم ربط العمال بأرباب العمل".

كما دعت هيومن رايتس ووتش الحكومة السريلانكية إلى تحسين تنظيم ومراقبة وكالات التوظيف وكذلك تحسين الخدمات المقدمة إلى الخادمات اللاتي يتعرضن للإساءة في القنصليات والسفارات بالخارج.

شهادات مختارة للخادمات المنزليات من التقرير:

"حتى لو خلدت إلى النوم في الثالثة والنصف صباحاً، يجب أن أستيقظ في الخامسة والنصف صباحاً... يجب أن أستمر في العمل حتى الواحدة صباحاً، وأحياناً حتى الثالثة صباحاً... ذات مرة قلت لربة عملي: "أنا بشرية مثلك وأحتاج لساعة راحة". فقالت لي: "لقد جئت لتعملين، وأنت كحذائي، يجب أن تعملي بلا كلل".
كوماري إندونيل (اسمها الحقيقي مستخدم بناء على طلبها)، 23 عاماً، خادمة منزلية سابقة في الكويت، 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2006.

"لم [أتقاض] راتبي لعام [و] وخمسة أشهر. وحين كنت أطلب النقود كانوا يضربونني ويضربونني بالسكين، أو يحرقون جلدي. وحرقوا أحد ذراعيّ وأصابوه بسكين. وأصابوني بعلامات على ظهري. وجسدي كله يؤلمني. جسدي كله تعرض للضرب. كانوا يمسكون برأسي ويضربون به الحائط. كلما طالبت براتبي يقع شجارٌ".
بونّامّا س. (ليس اسمها الحقيقي)، 52 عاماً، خادمة منزلية في السعودية، 14 ديسمبر/كانون الأول 2006.

"ماتت ابنتي في حادث التسونامي. وليس لدي أبناء غيرها. كانت في الثالثة عشرة من عمرها. وكنت في أبو ظبي حين أصاب التسونامي البلاد.... طلبت من [أصحاب العمل] الذهاب إلى سريلانكا ورفضت السيدة وقالت: إذا كانت طفلتك ماتت فيجب وضعها في قبر... مما يعني أن جثمانها أصبح تحت الأرض، وقالت: لماذا تريدين الذهاب؟ وحين قلت إنني أريد العودة لدياري، قالت لي سيدتي: طفلتك ماتت، لماذا تريدين العودة الآن؟ هل أنت طبيبة؟"
كورمادي ن. (ليس اسمها الحقيقي)، 38 عاماً، خادمة منزلية سابقة في الإمارات العربية المتحدة، 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2006.

للاطلاع على تقرير "التصدير ثم الإساءة: الانتهاكات بحق الخادمات المنزليات السريلانكيات في السعودية والكويت ولبنان والإمارات العربية المتحدة"، يُرجى زيارة:
https://www.hrw.org/reports/2007/srilanka1107/

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة