صرحت هيومن رايتس ووتش اليوم إنه على حزب الله أن يوقف فوراً إطلاق الصواريخ على المناطق المدنية في إسرائيل. فمع دخول الهجمات الصاروخية أسبوعها الرابع أدت حتى الآن إلى مقتل 30 مدنياً، بينهم 6 أطفال، وجرح المئات.
وقال كينيث روث، المدير التنفيذي لهيومن رايتس ووتش: "إن إطلاق الصواريخ عشوائياً على المناطق المدنية هو بلا شك جريمة حرب"، مضيفاً بأن "لا شيء يبرر انتهاك المبادئ الأساسية القاضية بعدم تعريض المدنيين للخطر في زمن الحرب".
ويزعم حزب الله أن بعض غاراته تستهدف مواقع عسكرية داخل إسرائيل، وهي أهداف مشروعة. ولكن يبدو أن معظم الصواريخ توجه نحو مناطق مدنية وأنها تصيب المشاة والمشافي والمدارس والبيوت وأماكن العمل.
ومنذ 12 يوليو/تموز، تاريخ قيام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين وقتل ثمانية، يقوم باحثو هيومن رايتس ووتش بتوثيق أثر الحرب على المدنيين في إسرائيل ولبنان، وبمقابلة الشهود والناجين من الغارات إضافة إلى الأطباء وعمال الإنقاذ ورجال الشرطة والموظفين الحكوميين والعسكريين.
ومنذ 4 أغسطس/آب، أطلق حزب الله، كما ذكرت التقارير، 2500 صاروخاً على مناطق يغلب عليها الطابع المدني في شمال إسرائيل. وهناك بعض الصواريخ البعيدة المدى ضربت مدينة الخضيرة التي تبعد 85 كم عن الحدود مع لبنان. وقد أعلن حزب الله أنه استهدف الخضيرة في 4 أغسطس/آب رداً على الغارة الجوية الإسرائيلية على لبنان في اليوم نفسه والتي أسفرت عن قتل أكثر من 20 عاملاً زراعياً، كما ذكرت التقارير.
وعرض زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله أمس وقف إطلاق الصواريخ على "المستوطنات الشمالية" في إسرائيل، مقابل أن توقف إسرائيل قصف "المدن والمدنيين" في لبنان. كما حذر من أنه إذا قصفت إسرائيل بيروت فإن حزب الله سوف يقصف تل ابيب.
وقد بينت هيومن رايتس ووتش، في تقرير لها في 3 أغسطس/آب بعنوان: "الضربات القاتلة: هجمات إسرائيل العشوائية ضد المدنيين في لبنان"، الإخفاق الدائم للجيش الإسرائيلي في التمييز بين المقاتلين والمدنيين. وفي بعض الحالات، يدل توقيت وشدة الغارة، وغياب أي هدف عسكري، إضافة إلى الضربات اللاحقة على عمال الإغاثة، أن القوات الإسرائيلية تتعمد استهداف المدنيين. وبالأمس، نقلت التقارير أن القصف الإسرائيلي قتل ما لا يقل عن 40 مدنياً في لبنان.
وقد صرح روث: "إن هيومن رايتس ووتش بينت بالوثائق الاستخدام العشوائي للقوة من قبل الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي أودى بحياة مئات المدنيين اللبنانيين"، وأضاف: "ولكن جرائم الحرب من قبل أحد طرفي النزاع لا تبرر جرائم الحرب من قبل الطرف الآخر. وعلى حزب الله أن يكف عن استخدام الجرائم الإسرائيلية لتبرير جرائمه هو".
لقد أدت صواريخ حزب الله إلى شل شمال إسرائيل، وهي منطقة يقطنها حوالي مليون نسمة، الأمر الذي تسبب بخسائر بشرية واقتصادية كبيرة. وتقول السلطات إن حوالي نصف السكان قد هجروا المنطقة، في حين يعيش الباقون في خوف دائم من صافرات الإنذار التي تحذر من هجمات الصواريخ.
وقد أعلنت هيومن رايتس ووتش أن الكثير ممن بقي في شمال إسرائيل لم يرحل إما لأنه ليس لديهم أقارب في مكان آخر في البلاد، أو لأنه لا تتوفر لديهم الإمكانيات المادية لتأمين مأوى في مكان آخر. وهناك من لم يرحل لأنه أراد أن يعتني بالمعاقين والمرضى، أو لأنه يعمل في مجال الإغاثة والعون الطبي.
وقد أخبر شيمون كماري، نائب عمدة كريات شمونة، التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن الحدود اللبنانية، هيومن رايتس ووتش: "إن من بقي في كريات شمونة هم الجزء الأضعف من السكان". وأضاف: "إن من بقي هم كبار السن والفقراء الذين لا يمكنهم دفع أجور الفنادق، لأن البقاء في فندق لفترة طويلة أمر مكلف للغاية".
لقد أطلق حزب الله على إسرائيل ثلاثة أنماط مختلفة من الأسلحة حتى الآن. الجزء الأكبر هو صواريخ كاتيوشا 122 مم، في حين تم قصف حيفا ونهاريا بصواريخ فجر 220 مم. كما أطلق الحزب عدداً من صواريخ خيبر واحد 302 مم، سقط أولها في 28 يوليو/تموز في منطقة مفتوحة قرب ألوفا، 50 كم جنوب الحدود مع لبنان. وضربت موجة أخرى جوار مدينة الخضيرة في 4 أغسطس/آب، وأعلن حزب الله أنه أطلق صواريخ خيبر واحد على بيت شان في 2 أغسطس/آب.
وتحمل بعض الصواريخ، مثل تلك التي قتلت 8 عمال السكك الحديدية في حيفا في 16 يوليو/تموز وشقيقين شابين في نازاريت في 19 يوليو/تموز، رؤسساً حربية مزودة بآلاف الكرات المعدنية التي تنتشر لدى انفجار الرأس. والهدف من هذه الكرات هو تحقيق أكبر ضرر ممكن.
إن القانون الإنساني الدولي (ويعرف أيضاً باسم قوانين الحرب) يحظر على الأطراف المتنازعة استهداف المدنيين بالغارات، أو القصف العشوائي على مناطق مدنية. كما يحظر شن هجوم يشك بأنه سيتسبب بإصابات أو بخسائر عرضية في أرواح المدنيين أو بخسائر في ممتلكاتهم تفوق الفائدة العسكرية المباشرة والملموسة المتوقعة من الهجوم. إن مثل هذه الهجمات إذا حصلت تعتبر جرائم حرب.
آخر الضحايا
تفيد الأنباء بأن حزب الله أطلق في 4 أغسطس/آب أكثر من 200 صاروخاً، فقتل ثلاثة أشخاص. وحسب تقارير وسائل الإعلام، قتل رجلان عمر الأول 24 والثاني 32 سنة، وجرح عديدون عندما أصاب أحد الصواريخ مطعماً في قرية مجدل كروم الدرزية. وفي ضربة أخرى قتلت أم لولدين عمرها 27 سنة تدعى منال عزام، حوالي الساعة الثانية والربع من بعد الظهر عندما ضرب صاروخ قرية مرار الدرزية. وقبل حوالي عشرة أيام كانت قد توفيت أيضاً فتاة عمرها 15 سنة وتدعى دعاء عباس في قرية مرار جراء صاروخ سقط على منزلها.
وفي 3 أغسطس/آب قتل ثمانية أشخاص في هجمتين صاروخيتين. في إحدى الهجمات على عكا، قتل خمسة: شيمون زريبي، 44 سنة وابنته مزال البالغة 15 من العمر؛ وألبيرت بن-أبو، 41 سنة؛ وأرييه تمام، 50 سنة وأخوه تيران، 39 سنة.
وقابلت هيومن رايتس ووتش زوجة أرييه تمام، تزيفا، التي أصيبت بجراح جراء الهجوم. فوصفت كيف قتل الصاروخ زوجها وأخاه، وكيف جرح اختهما، سيمكا، وابنتها نوا البالغة الثامنة من العمر:
- لقد دمر كل عائلتنا. مات زوجي وأخوه، وأختهما تعاني الآن من آلام مبرحة. إن حماتي العاجزة منكوبة الآن – لقد كانت سيمكا أيضاً معيلتها الرئيسية. الصدمة تركت آثاراً لا تمحى في نفوس الأولاد.
لا يوجد ملجأ في بنايتنا، فعندما دوت صافرات الإنذار ذهبنا إلى الملجأ في بناية عمتي في شارع بن شوشان. وبعد الرشقة الأولى من الصواريخ، وبعد أن توقفت صافرات الإنذار، خرجنا من الملجأ لنرى ماذا حدث. كانت ابنتي تقف بجواري، على المدخل، ولكن أرييه خرج إلى الشارع. وفجأة حدث انفجار كبير وتطايرت قطع معدنية في كل مكان. لم أدرك ماذا حصل لي، لكنني اندفعت إلى مكان تواجد زوجي – كل الذين كانوا يقفون بجانب السياج قتلوا، وقد كانوا خمسة أشخاص. الدماء غطت المكان، حاولت سحب زوجي، وكنت أصرخ، "لا تموت؛ أرجوك لا تموت!". ورمى ابني نفسه على أبيه، وكان أيضاً يصرخ، "بابا، بابا، لا تموت!". ثم جاء الشرطة وسيارات الإسعاف، وأخذونا إلى المشفى.
في هجوم آخر ذلك اليوم، قتل ثلاثة شباب من عرب إسرائيل في قرية ترشيحا: شناتي شناتي، 21 سنة وأمير نعيم، 18 سنة ومحمد فاعور، 17 سنة. وخلال الهجوم سقط صاروخ آخر في بيت في قرية ميلا المجاورة. وقد صرحت مها موراني، وهي امرأة جرحت ابنتها نورا البالغة من العمر سنتين جراء الهجوم، قائلة لهيومن رايتس ووتش:
- كانت الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر البارحة. وكانت المرة الأولى التي يسقط فيها صاروخ على قريتنا. نحن نقطن الطابق الثالث من مبنى مكون من ثلاثة طوابق. تركنا الأولاد في البيت وخرجنا لبضعة دقائق لنشتري بعض الطعام. كانت ابنتي تنام في سريرها، وكان ابني في غرفة الجلوس. وفجأة، دوت صافرات الإنذار، انطلق زوجي بكل سرعته إلى البيت – لا أدري كيف أحس بذلك – وصعد إلى حيث كانت تنام نورا. حملها وهبط، وبعد دقيقة واحدة خرج من البيت، وقد سقط الصاروخ تماماً في الغرفة التي كانت تنام فيها نورا. أصيبت بجروح في العين جراء قطع الإسمنت المتطايرة. والحمد لله أن ابننا كان في الغرفة الأخرى، ولذلك لم يتضرر جسدياً، ولكنه صدم نفسياً. فمنذ ذلك اليوم لم يتكلم أبداً، ولا كلمة واحدة.
إصابة المشافي
تعرض العديد من المعاهد التعليمية والطبية إلى الضرر جراء هجمات الكاتيوشا. وقد زار باحثو هيومن رايتس ووتش المشافي في نهاريا وصفد بعد أن أصيبت.
ففي مشفى نهاريا، كانت الصواريخ تسقط قرب المشفى منذ 12 يوليو/تموز، كما قال الناطق باسم المشفى. وفي 28 يوليو/تموز سقط صاروخ في الطابق الرابع مباشرة، في قسم العيون، فترك حفرة في الحائط ودمر ثماني غرف بأسرتها ومعداتها. وحسب الناطق فإن القسم يضم عادة بين 20 و30 مريضاً، ولكنه كان قد تم نقل المرضى من الطوابق إلى القبو منذ بداية النزاع. "ولولا ذلك لما نجي أحد من الهجوم"، كما قال الناطق. وقد قدّر الأضرار المادية على المشفى بحوالي 200 ألف دولار.
وأضاف الناطق: "لا توجد أية قواعد عسكرية قريبة من هنا؛ لا يوجد أي شيء عسكري على الإطلاق. أعتقد أنهم يعلمون تماماً انهم يقصفون مشفى".
في 17 يوليو/تموز، حوالي الساعة 11 قبل الظهر، سقط صاروخ خارج مشفى صفد تماماً. وحسب المسؤول الأمني في المشفى، كسرت القذيفة زجاج النوافذ في أكثر من 50 غرفة من الجناح الشمالي، ودمرت الأنابيب الخارجية التي تحمل الماء والغاز.
وأخبر أحد مرضى ذلك الوقت، وهو روني بيري، 37 سنة، هيومن رايتس ووتش، عما حدث عندما سقط الصاروخ:
- كان العديد منا قد خرج إلى الشرفة. سمعنا الصافرات وحاولنا الدخول، ولكن الوقت لم يسعفنا. ضرب الصاروخ الحائط تحتنا، ورأيت لمعاناً أصفرا ًهائلاً وتطاير زجاج. لقد استطعت أن أسمع وأرى وأشعر بالإنفجار. رماني الإنفجار إلى الجانب الآخر من الشرفة، وتجرحت يداي وساقاي من الزجاج المتطاير. كان ثمة طفل على عربة بعجلات في المشفى جراء إصابته من صاروخ آخر في وقت سابق. كنا قد أخرجناه معنا في محاولة منا لرفع معنوياته، وقد تأذى كثيراً بسبب إصابته يشظايا زجاجية في الرأس. وهو لم يتكلم منذ ذلك الوقت.
وقد أكدت هيومن رايتس ووتش أنه لا يجوز استهداف المشافي طالما أنه لا يوجد أي وحدات أو معدات عسكرية داخلها. إن تعمد استهداف المشافي يشكل جريمة حرب.
إصابة المنازل
سقطت الصواريخ على المنازل في الكثير من المدن الشمالية، رغم أن الشهود والمسؤولين الأمنيين أخبروا هيومن رايتس ووتش أنه في معظم الحالات لم يكن الأهالي في البيوت لحظة استهدافها.
في نهاريا، شاهد موشي زامير، 56 سنة، صاروخاً يسقط على بيت جاره في 18 يوليو/تموز. وقد روى الحادثة قائلاً: "حوالي الساعة 6 بعد الظهر، خرجت لأجلس على شرفة بيتي الأمامية. وفجأة سمعت صوت انفجار هائل، فارتميت فوراً على الأرض. رأيت حطاماً متطايراً في أرجاء المكان، وعدت إلى داخل منزلي". لقد أصاب الصاروخ منزل عائلة عقوقة، جيران زامير، الذين كانوا قد غادروا المدينة، كما قال.
وقد أصيبت ملكة كاراسانتي، 70 سنة، عندما دمر صاروخ الطابقين العلويين من منزلها المكون من ثلاثة طوابق في حيفا في 17 يوليو/تموز. وقد أخبرت هيومن رايتس ووتش:
- كنت أستريح في شقتي في الطابق الثاني عندما سمعت، حوالي الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر، صافرات الإنذار. ذهبت إلى الحمام الذي أستعمله كمكان آمن نظراً لعدم وجود ملجأ في المبنى. سمعت صوت انفجار هائل، ثم بدأ كل شيء ينهار من حولي ... أصيب عظم كتفي الأيمن، وكسر أحد أضلاعي اليسرى، وتمزق غشاء الطبل عندي وما عدت أسمع بشكل جيد.
إصابة أماكن العمل
ضربت صواريخ حزب الله عدداً من أماكن العمل بشكل مباشر، وأدت إلى أضرار اقتصادية كبيرة في الزراعة والسياحة والصناعة والمشاغل الصغيرة في شمال إسرائيل. فالكثير من أماكن العمل في شمال إسرائيل إما أنها خفضت إنتاجها إلى حدود ضئيلة جداً أو أنها أغلقت جراء الغارات الصاروخية.
أخطر هجوم صاروخي تم في 16 يوليو/تموز، عندما ضرب أحد الصواريخ محطة قطار في حيفا، فقتل 8 عمال وجرح 12. وقد التقت هيومن رايتس ووتش أربعة من عمال السكك الحديدية في مشفى رامبام في حيفا كانوا قد جرحوا من الكرات المعدنية المحملة في رأس القذيفة الصاروخية.
وقال أليك فينسباوم، 61 سنة، وهو عامل في مصلحة القطارات في إسرائيل: "سمعنا ثلاثة انفجارات عنيفة، وبدأت الركض خارجاً من المستودع. صرخ علينا أحد الرجال، نسيم، الذي قتل فيما بعد، بأن نذهب إلى الملجأ. لقد أصابني الإنفجار الرابع عندما كنت على الباب تقريباً، أصابتني شظية...أصابتني كرة تحمل قطعاً معدنية في رقبتي وفي يدي وبطني وقدمي".
وقال سامي راز، 39 سنة، وهو كهربائي في السكك الحديدية، أن شظية على شكل كرة قد اخترقت رئتيه واستقرت في مكان قريب من قلبه. وقال: "كان من الصعب جداً علي أن أتنفس بعد أن أصبت".
في 23 يوليو/تموز، سقط أحد صواريخ حزب الله في معمل نجارة في كريات عطا يملكه ديفيد سيبوني، فقتل أحد العمال واسمه حبيب عواد، 60 سنة، وقد أفاد ديفيد هيومن رايتس ووتش:
- أملك هذا المشغل منذ 30 سنة. ورغم الظروف قررت أن أبقي مشغلي مفتوحاً، فقط لبضع ساعات وبعدد قليل من العمال. هذا الصباح كنت في مكتبي في الطابق الثاني عندمال سمعت صفارات الإنذار. كان في المعمل 8 عمال، صرخت عليهم أن يتجهوا إلى مكان آمن. اعتقدت أنه ليس لدي الوقت الكافي للنزول إلى الطابق الأول، لذلك بقيت في مكتبي، وفجأة ضربنا الصاروخ بشكل مباشر. يبدو أن حبيب كان على باب الغرفة الآمنة يتفقد البقية عندما طالته القذيفة. أعتقد أن الإصابات كانت في معظمها داخلية فأنت لا ترى شيئاً من الخارج.
في 19 يوليو/تموز، سقط أحد الصواريخ على كراج سيارات في نازاريت تعود ملكيته إلى أسد أبو النجا أسد منذ 35 سنة. الضربة المباشرة دمرت الكراج، ودمرت المكتب الذي يضم أجهزة كمبيوتر إضافة إلى المعدات الفنية وعدة سيارات كانت تتم صيانتها في الكراج وثلاث سيارات جديدة للبيع وصلت في اليوم ذاته. وقد شكر أبو النجا الله أن الهجوم تم يوم الأربعاء، اليوم الوحيد الذي يغلق الكراج فيه بوقت مبكر. وإلا لتواجد في الكراج ما لا يقل عن 20 عاملاً.
الملاجىء
زار باحثو هيومن رايتس ووتش ستة ملاجىء في حيفا ونهاريا حيث أمضى العديد من السكان المحليين أياماً وليال فيها منذ بداية النزاع. ومعظم هذه الملاجىء كانت حارة بشكل خانق ومزدحمة وذات مرافق غير كافية للعدد الذي صممت لخدمته.
وأخبرت روزا غوتمان، 52 عاماً، من ملجأ في نهاريا، هيومن رايتس ووتش عن الصعوبات التي يواجهها كبار السن. حيث قالت: "إن دخول الكبار أمر صعب بسبب الدرج"، وأضافت أنه "من الصعب بالنسبة لهم النزول السريع إلى الملجأ والخروج منه فيما بعد. كما أن الملاجىء مزدحمة وليس هناك متسع للجميع".
كما أخبرت امرأة أخرى من نفس الملجأ هيومن رايتس ووتش:
- نحن في الملجأ طيلة الوقت، منذ أن بدأت الأحداث. ونغادر فقط عندما تعلن خدمات الطوارىْ عبر مكبر الصوت أنه بإمكاننا الخروج. وأحياناً نمكث في الملجأ خلال النهار ونذهب إلى البيت ليلاً كي ننام. البارحة عدنا حوالي منتصف الليل إلى البيت كي ننام ولكن حوالي الثانية بعد منتصف الليل بدأت الصواريخ تسقط وفي الخامسة صباحاً توجب علينا العودة إلى الملاجىء. نحن نحتاج إلى المزيد من الفرشات كي يتمكن الجميع من النوم هنا. وهناك صعوبة خاصة بالنسبة للأطفال. فهم ضجرون وخائفون".
في 18 يوليو/تموز قتل أحد صواريخ حزب الله أندريه زلانسكي، 37 عاماً، خارج أحد الملاجئ في نهاريا. وقد وصل باحثو هيومن رايتس ووتش إلى مكان الحادث بعد الهجوم مباشرة وتحدثوا مع شاهد عيان يدعى ايلياف سيان، 34 عاماً، الذي قال:
- لقد وضع الرجل زوجته وولده في الملجأ ثم خرج، لا أعرف لماذا. ولم يكن هناك صفارة إنذار في ذلك الوقت، بل فقط تحذيرات عامة بضرورة دخول الملاجىء والمكوث فيها. وقد كنت واقفاً بالقرب من مدخل الملجأ في حين كان هو على بعد عدة أمتار. وفجأة سمعت صوت صفير فدخلت بسرعة إلى داخل الملجأ. في حين أن الرجل لم يدخل فقتل على الفور بالصاروخ".
وقد علمت هيومن رايتس ووتش لاحقاً أن زلانسكي كان قد خرج من الملجأ لجلب بطانية من أجل ابنته. "كان يوجد عادة حوالي 70 شخصاً في الملجأ غير أن الكثيرين غادروا البلدة بعد مقتله، وخصوصاً من كان لديه أطفال" هذا ما قاله يواف زالكان، 35 عاماً، وهو رجل عازب بقي في الملجأ. وأضاف: "أما الآن فيتواجد عادة حوالي 30 شخصاً هنا".
مدنيون في إسرائيل قتلوا بصواريخ حزب الله في الفترة 12 يوليو/تموز وحتى 4 أغسطس/آب 2006
التارخ الاسم العمر الجنس المكان
4 أغسطس/آب منال عزام 27 أنثى مرار
4 أغسطس/آب غير معروف بعد 32 ذكر مجدل كروم
4 أغسطس/آب غير معروف بعد 24 ذكر مجدل كروم
3 أغسطس/آب شيمون زريبي 44 ذكر عكا
3 أغسطس/آب مزال زريبي 15 أنثى عكا
3 أغسطس/آب أرييه تمام 51 ذكر عكا
3 أغسطس/آب تيران تمام 39 ذكر عكا
3 أغسطس/آب ألبيرت بن – أبو 41 ذكر عكا
3 أغسطس/آب شناتي شناتي 21 ذكر ترشيحا
3 أغسطس/آب أمير نعيم 18 ذكر ترشيحا
3 أغسطس/آب محمد فاعور 17 ذكر ترشيحا
2 أغسطس/آب ديفد لالشوك 52 ذكر ساعر
25 يوليو/تموز دعاء عباس 15 أنثى مرار
23 يوليو/تموز حبيب عواد 48 سنة ذكر حيفا
23 يوليو/تموز شيمون غليكبليش 60 ذكر كريات أتا
19 يوليو/تموز محمود عابد طلوزي 3 ذكر نازاريت
19 يوليو/تموز ربيع عابد طلوزي 7 ذكر نازاريت
18 يوليو/تموز أندرية زلانسكي 37 ذكر نهاريا
16 يوليو/تموز نسيم الهرار 43 ذكر حيفا
16 يوليو/تموز رافي هزان 30 ذكر حيفا
16 يوليو/تموز شمويل بن شيمون 41 ذكر حيفا
16 يوليو/تموز روفين ليفي 46 ذكر حيفا
16 يوليو/تموز دينيس لابيدوس 24 ذكر حيفا
16 يوليو/تموز أسايل داماتي 39 ذكر حيفا
16 يوليو/تموز ديفيد فيلدمان 28 ذكر حيفا
16 يوليو/تموز شلومي منصورة 35 ذكر حيفا
14 يوليو/تموز عومير باشوف 7 ذكر ميرون
14 يوليو/تموز يهوديت إتزكوفيتش 58 أنثى ميرون
13 يوليو/تموز مونيكا سيدمان 40 أنثى نهاريا
13 يوليو/تموز روبن نيتزو 33 ذكر صفد