Skip to main content
تبرعوا الآن

إسرائيل/لبنان: حصيلة القتلى في قانا تصل إلى 28 قتيلاً

لا بد من تحقيق دولي في الغارة الإسرائيلية

قالت هيومن رايتس ووتش اليوم أن التحقيقات الأولية التي أجرتها بشأن الغارة الجوية التي شنتها إسرائيل في 30 يوليو/تموز تؤكد حتى الآن مقتل 28 شخصاً بينهم 16 طفلاً.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "كان وقوع القتلى في قانا نتيجة يمكن التنبؤ بها لحملة القصف الإسرائيلي العشوائي في لبنان. لا يمكن معرفة حقيقة ما حدث هناك إلا من خلال تحقيق دولي نزيه".

لقد استندت التقديرات التي زعمت بوجود 54 قتيلاً إلى إحصاء يفيد بوجود 63 شخصاً كانوا قد التمسوا اللجوء إلى قبو البناء الذي أصيب في القصف وإلى حقيقة أن فرق الإنقاذ قد عثرت على تسعة ناجين. ويبدو أن ما لا يقل عن 22 شخصاً قد تمكنوا من الهرب من القبو، في حين تأكد مقتل 28 شخصاً؛ وذلك طبقاً لسجلات الصليب الأحمر اللبناني والمستشفى الحكومي في صور. وما زال هناك 13 مفقوداً يخشى أهالي قانا أن يكونوا مدفونين تحت الأنقاض رغم توقف أعمال الإنقاذ.

وقد أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مفصلة مع شهود الغارة على قانا، بمن فيهم شخص كان في المبنى المصاب لحظة وقوعها، وآخر يعيش في الحي نفسه وساهم في أعمال الإغاثة.

ويقول محمد محمود شلهوب، وهو فلاح يبلغ 61 عاماً كان في القبو نفسه أثناء الغارة، أن 63 شخصاً من عائلتي شلهوب وهاشم التمسوا الملجأ في ثلاث غرف ضمن قبو المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق عندما بدأت أول القذائف بالتساقت على القرية. وبدأت الطائرات الإسرائيلية تهاجم المنطقة في بداية مساء 29 يوليو/تموز ونفذت أكثر من 50 غارة. وتحدث أيضاً كيف أصابت قذيفة إسرائيلية الطابق الأرضي عند الساعة الواحدة فجراً من يوم 30 يوليو/تموز:

شعرت كما لو أن أحداً رفع المنزل من مكانه. يبلغ ارتفاع غرف الطابق الأرضي مترين ونصف المتر. وعند الضربة الأولى، كانت الإصابة تحت المنزل فارتفع كله. لقد جاء الصاروخ تحت البناء. كنت أجلس قرب الباب، وامتلأ الجو غباراً ودخاناً، وأصبنا بالصدمة جميعاً. لم أصب بأذى؛ ووجدت نفسي [وقد قذفت] إلى الخارج. كان الصراخ يعلو في الداخل. وعندما حاولت العودة لم أستطع رؤية شيء بسبب الدخان. وبدأت أدفع بالناس إلى الخارج؛ كنت أدفع كل من أجده.

وبعد خمس دقائق، جاءت غارة جديدة وأصابت الجهة الأخرى من المبنى، أي خلفنا. وبعد الضربة الثانية لم نعد نستطيع التنفس إلا بالكاد، ولم نكن نرى شيئاً. كانت في المنزل ثلاث غرف يختبئ فيها الناس [في الطابق الأرضي]. وبعد الضربة الأولى دخل الغرف كمية كبيرة من التراب. ولم نستطع العثور إلا على قليل من الناس في الغرفة الأولى.

ونفى شلهوب نفياً قاطعاً وجود أي مقاتلين من حزب الله في المبنى أو بالقرب منه عند حدوث الغارة. وقال أن الطرق الأربعة المفضية إلى قانا كانت مقطوعة بفعل القصف الإسرائيلي، مما يجعل من الصعب، أو من المستحيل، على حزب الله إدخال قاذفات الصواريخ إليها.

وقال شلهوب: "إذا كانوا [الجيش الإسرائيلي] قد رأوا القاذفة حقاً، فأين ذهبت؟". وأضاف: "لقد أرينا إسرائيل قتلانا، فلماذا لا يجعلوننا نرى قاذفات الصواريخ؟".

كما قدم غازي العديبي، وهو قروي آخر من قانا هرع إلى المبنى عندما أصابه القصف في الواحدة صباحاً، روايةً متطابقة مع رواية شلهوب. لقد قام، مع عدد من الناس، بإخراج بضعة أشخاص من المبنى بعد الضربة الأولى، كما يقول. لكنهم لم يتمكنوا من إخراج أحد بعد الضربة الثانية التي جاءت بعد خمس دقائق. وقد قال لهيومن رايتس ووتش: "لو كان حزب الله يطلق الصواريخ قرب المنزل، فهل كانت عائلة من خمسين فرداً لتجلس فيه؟"

وادعت الحكومة الإسرائيلية أول الأمر أن الجيش استهدف المبنى لأن مقاتلي حزب الله أطلقوا صواريخهم من تلك المنطقة. لكن باحثي هيومن رايتس ووتش الذين زاروا قانا في 31 يوليو/تموز، أي بعد الغارة بيوم واحد، لم يعثروا على أية معدات عسكرية مدمرة قرب المبنى. كما لم يبلغ أيٌ من عشرات الصحفيين الدوليين ومن عمال الإنقاذ والمراقبين الدوليين الذين زاروا قانا يومي 30 و31 يوليو/تموز عن مشاهدة أي دليل على الوجود العسكري لحزب الله في ذلك المبنى أو حوله.

لكن الجيش الإسرائيلي عاد فغير روايته بعد ذلك. حيث أفاد أحد كبار المراسلين العسكريين الإسرائيليين في الأول من أغسطس/آب بالقول: "يبدو الآن أن الجيش لم يكن يملك أية معلومات عن إطلاق صواريخ من موقع المبنى أو عن وجود رجال حزب الله قي تلك الآونة".

وقالت ويتسن: "من جديد، أطلقت القوات الإسرائيلية قذائفها على أهداف عسكرية مشكوك فيها موقعةً خسائر كبيرة بين المدنيين". وأضافت: "لقد كلف سلوكهم الصفيق مئات الأرواح البشرية".

أسماء من تأكد مقتلهم طبقاً لسجلات الصليب الأحمر اللبناني ومستشفى صور:
1. أحمد محمود شلهوب، 55
2. إبراهيم هاشم، 65
3. حسناء قاسم هاشم، 75
4. علي أحمد هاشم، 3
5. عباس أحمد هاشم، 9 أشهر
6. حوراء محمد قاسم شلهوب، 12
7. مهدي محمود هاشم، 68
8. زهرة محمود قاسم شلهوب، 2
9. إبراهيم أحمد هاشم، 7
10. جعفر محمود هاشم، 10
11. لينا محمد محمود شلهوب، 30
12. نبيلة علي أمين شلهوب، 40
13. علا أحمد محمود شلهوب، 25
14. خديجة علي يوسف، 31
15. تيسير علي شلهوب، 39
16. زينب محمد علي أمين شلهوب، 6
17. فاطمة محمد هاشم، 4
18. علي أحمد محمود شلهوب، 17
19. مريم حسن محسن، 30
20. عفاف الزبد، 45
21. يحيى محمد قاسم شلهوب، 9
22. علي محمد قاسم شلهوب، 10
23. يوسف أحمد محمود شلهوب، 6
24. قاسم سميح شلهوب، 6
25. حسين أحمد هاشم، 12
26. قاسم محمد شلهوب، 7
27. رقية محمود شلهوب، 7
28. رقية محمد هاشم، غير معروف

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة