قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن حكومات الشرق الأوسط يجب عليها أن تحذو حذو سوريا في استقبال اللاجئين وطالبي اللجوء الهاربين من العنف في العراق. فقد استقبلت سوريا في الأسبوع الجاري 244 لاجئا فلسطينيا كانوا عالقون على الحدود الأردنية، وكذلك مجموعة أخرى من حوالي 40 شخصا هربوا إلى سوريا من بغداد مباشرة.
صرح بيل فريليك مدير سياسات اللاجئين بمنظمة هيومن رايتس ووتش الذي زار اللاجئين في مخيمهم المؤقت في الجانب العراقي من الحدود الأردنية في 30 إبريل/نيسان "إن سوريا بادرت إلى حماية مجموعة بالغة الضعف من اللاجئين". وأضاف قائلا "إن بعض هؤلاء اللاجئين شاهدوا أقاربهم وأصدقاءهم يتعرضون للمعاملة الوحشية والقتل في العراق".
وصل أول فوج من 89 لاجئا إلى الحدود الأردنية في 19 مارس/آذار ولحق بهم آخرون بعد مدة وجيزة هربا من التهديدات والعنف ضد الفلسطينيين في بغداد. وجد اللاجئون أنفسهم محصورين عند مركز حدودي ناء وجدوا لديه معاملة جافة، وكانوا يعيشون على الكفاف وفي خوف. وفي 7 إبريل/نيسان، ناشدت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات الأردنية أن تستقبلهم ولكن بلا طائل.
وفي يوم 9 مايو/أيار، نقلت المنظمة الدولية للهجرة اللاجئين في تسع حافلات إلى الحدود السورية. ترددت أنباء عن أن رجالا مسلحين في العراق هاجموا القافلة، وقد حطموا نوافذ القافلات ولكنهم لم يطلقوا النار بحسب روايات اللاجئين عن هذا الحدث.
بذل مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ضمن أطراف أخرى جهودا لتأمين سلامة حوالي 34 ألف فلسطيني يقيمون في بغداد. وأصدر آية الله العظمى سيد السيستاني بيانا في 30 إبريل/نيسان حظر فيه مهاجمتهم، وذلك ردا على موجة من الهجمات التي تعرض لها فلسطينيون في أعقاب تفجير أحد الأماكن المقدسة الشيعية ، وهو مسجد العسكرية في سامرّاء في 22 فبراير/شباط الماضي. وقالت هيومن رايتس ووتش أن رغم هذه الجهود، لا يملك الفلسطينيون المعرضون للخطر في العراق وسائل آمنة لمغادرة البلاد ولا يجدون أماكن راغبة في استلامهم إذا اقتضت الضرورة إجلاءهم.
قالت ساره ليا ويتسون مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش "إن هؤلاء الفلسطينيين لاجئون مرتين. إسرائيل تنكر عليهم الحق في العودة إلى وطنهم، ولكن العراق أصبح بلدا يستهدفون فيه للعنف". وأضافت قائلة "إن مبادرة سوريا باستقبالهم يجب أن تكون مثالا يحتذى بالنسبة لبلاد أخرى في المنطقة".
ومما يذكر أن معظم الفلسطينيين في العراق أصبحوا لاجئين خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 عندما فروا من القتال في غزة ومناطق توجد الآن في إسرائيل. ولد أطفالهم وعاشوا كل حياتهم في العراق.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن سوريا لا ينبغي أن تتحمل وحدها عبء اللجوء. فيجب أن يساعد المجتمع الدولي سوريا ماليا ، وأن يوفر – بحسب الأحوال - إعادة توطين للاجئين الذين لا يستطيعون البقاء في المنطقة.
وجدير بالذكر أن سوريا تؤوي بالفعل 425 ألف فلسطيني وعلى الأقل عددا مماثلا من العراقيين الذين فروا من العقوبات أو الحرب أو الاضطهاد، والغالبية العظمى منهم لا يعترف بها كلاجئين.