قالت مجموعة من كبريات منظمات حقوق الإنسان الدولية اليوم أن على السلطات القضائية الإيرانية إطلاق سراح سجناء الضمير على الفور، وخاصةً من هم بحاجة ملحة إلى العلاج الطبي.
وقالت هذه المنظمات أن أكبر غانجي وناصر زارافشان ورضا علي جاني وتقي رحماني وهدى صابر قد سجنوا جميعاً بسبب آراءهم السياسية ونشاطاتهم السلمية فقط. وبالتالي على السلطات إطلاق سراحهم فوراً دون قيدٍ أو شرط.
وعبرت كل من منظمة هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، ومنظمة مراسلون بلا حدود، و الفائزة بجائزة نوبل للسلام شيرين عبادي ، عن قلقهم إزاء صحة وسلامة هؤلاء المنشقين.
فقد حُرم أكبر غانجي وناصر زارافشان، وهما من منتقدي الحكومة البارزين، من الرعاية الطبية في السجن، حيث رفضت السلطات القضائية طلباً تقدمت به إدارة السجن من أجل تقديم الرعاية الطبية لهما.
وكان أكبر غانجي قد سُجن في أبريل/نيسان 2000، وهو صحفي كشف عن تورط مسؤولي الحكومة في قتل عدد من المثقفين والصحفيين في التسعينات. وبعد ذلك حكم عليه بالسجن ست سنوات بناءً على اتهامات صيغت بشكلٍ غامض، ومنها "العمل ضد الأمن القومي"، في إشارة إلى مشاركته في مؤتمر عقد في برلين. وقد مضى عليه أكثر من 62 شهراً في السجن حتى الآن.
وقالت شيرين عبادي، وهي محامية غانجي أيضاً، أن "أكبر غانجي موجودٌ في السجن لمجرد انتقاده السلمي للسلطات. وتعتبر إساءة معاملته داخل السجن انتهاكاً خطيراً للمعايير الأساسية لحقوق الإنسان". حيث يعاني من الربو الحاد، وهو محتجزٌ الآن في الحبس الانفرادي في سجن إيفين بطهران، وممنوعٌ من الاتصال بأسرته أو محاميه. وقد أطلق سراحه لفترةٍ وجيزة في 30 مايو/أيار لتلقي الرعاية الطبية، لكنه أعيد إلى السجن في 10 يونيو/حزيران قبل أن يتلقى تلك الرعاية. وتبعاً لما قالته زوجته، فإن أكبر غانجي بدأ إضراباً عن الطعام فور إعادته إلى سجن إيفين.
أما ناصر زارافشان فهو محامٍ يمثل أسر المثقفين والصحفيين الذين قتلهم عملاء وزارة الاستخبارات عام 1998. وقد حُكم عليه عام 2002 من قبل محكمة عسكرية بالسجن خمس سنوات بعد محاكمةٍ غير عادلة بشكلٍ جليّ، وذلك بسبب "تسريب معلومات سرية".
يعاني ناصر زارافشان من مرضٍ في الكلى، وهو بحاجةٍ إلى رعايةٍ طبية فورية. وقد قال محمد علي دادخان، وهو محامي زارافشان، هيومن رايتس ووتش أن موكله لا يتلقى أية رعايةٍ طبيةٍ متخصصة داخل السجن. وفي احتجاجٍ على ظروف سجنه، بدأ ناصر زارافشان إضراباً عن الطعام يوم 7 يونيو/حزيران، حيث تفيد الأخبار أن صحته في تراجع.
ويعاني كلٌّ من غانجي وزارافشان من أمراض خطيرة، وهما بحاجةٍ ملحة إلى الرعاية الطبية. ويرقى الحرمان من الرعاية الطبية إلى مرتبة العقاب القاسي وغير الإنساني والمهين، الذي يحرمه القانون الإيراني والمادة 7 من الميثاق الدولي حول الحقوق المدنية والسياسية، وإيران دولةٌ عضوٌ فيه.
وأجمعت كلٌّ من هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، ومنظمة مراسلون بلا حدود، وشيرين عبادي الفائزة بجائزة نوبل للسلام، على أن السلطات الإيرانية مسؤولة عن صحة وسلامة جميع من تحتجزهم الدولة بمن فيهم أكبر غانجي وناصر زارافشان.