Skip to main content

شمالي العراق: ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين منذ انتهاء الحرب

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم إن عدد القتلى أو الجرحى الذين سقطوا في صفوف المدنيين منذ انتهاء الحرب في شمالي العراق يفوق نظيره في أثنائها.

وتوحي البحوث المستفيضة التي أجريت على خمس مستشفيات ومشارح في كركوك والموصل بأن ارتفاع عدد القتلى والجرحى بين المدنيين يمكن أن يعزى إلى الحالة العامة من غياب النظام والقانون التي أعقبت انهيار السلطات المحلية، وإلى توافر الأسلحة والذخائر وتيسر الحصول عليها، وضخامة المخزون من الذخيرة ومكونات الذخيرة التي خلفها الجيش العراقي، ومنها ألغام أرضية وقنابل صاروخية وأنواع أخرى من المتفجرات.

ويلاحظ أن من بين الضحايا الكثير من الأطفال الذين كانوا يلعبون بالمتفجرات أو يلتقطون الذخائر غير المنفجرة على أنها لعب، فلحقت بهم إصابات خطيرة من جراء ذلك.
وقالت هانية المفتي مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفرع منظمة هيومن رايتس ووتش في لندن
"لقد كان السلام من بعض النواحي أشد فتكاً من الحرب".
ففي مستشفى الزهراوي في الموصل على سبيل المثال (المستشفى الجمهوري سابقا)، تبين سجلات غرفة الطوارئ أن ثلاثة مدنيين عولجوا يوم 22 أبريل/نيسان بعد أن ألقى شخص مجهول الهوية يركب دراجة بخارية قنبلة ناحيتهم. كما نُقل عشرة آخرون من المرضى إلى قسم الطوارئ في هذا اليوم بعد حادث سلب في منطقة حاوي الكنيسة بالمدينة، وتوفي ثلاثة منهم في وقت لاحق متأثرين بجروحهم الناجمة عن أعيرة نارية.
وكانت السلطات العراقية قد قامت بتخزين كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة الخفيفة في البيوت والمدارس وغيرها من المواقع في المناطق السكنية استعدادا للحرب. ففي مدرسة البيداء الثانوية للبنات في كركوك وجد باحثو هيومن رايتس ووتش يوم 13 أبريل/نيسان فصلا لا يزال مكدسا بعشرات من صناديق الذخيرة، بها قنابل صاروخية، وقذائف هاون عيار 82 ملم و100 ملم، وطلقات مدافع رشاشة عيار 12.7 ملم. وقال حارس المدرسة لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن الجيش العراقي أحضر الذخيرة إلى المدرسة قبل بدء الحرب بخمسة أو ستة أيام تقريبا، ووضع خفيراً واحداً في الفصل لحراستها، وإن التلاميذ اضطروا لمتابعة الدراسة في ظل هذه الظروف.
وجدير بالذكر أن تخزين الذخيرة في مدرسة تجري بها الدراسة يمثل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي.
وفي مستشفى الرازي في الموصل (مستشفى صدام سابقا) ذكر أحد الأطباء بعنبر الطوارئ لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن معظم إصابات المدنيين في أثناء غارات القصف التي شنتها قوات التحالف جاءت نتيجة للذخائر التي خلفها الجيش العراقي في المدينة والمناطق المحيطة بها.

وقال الطبيب "لقد وضع الجيش العراقي الذخيرة والأسلحة فيما بين المنازل ووسط المدنيين استعدادا للحرب، لكن الأمريكيين لم يهاجموا هذه المناطق المدنية، وعندما انسحب الجيش ترك خلفه القنابل والطلقات والمدافع الرشاشة. فكان الناس، وخصوصا الأطفال، يلتقطون هذه الأشياء فتنفجر فيهم".

وقال الطبيب إنه عالج حوالي 15 حالة إصابة بحروق كل يوم أثناء نوبة عمله التي تستغرق ثماني ساعات، وكثيراً ما كان هؤلاء من الأطفال الذين يحاولون إشعال البارود السائب.

وقال طبيب آخر في مستشفى الرازي في الموصل يوم 21 أبريل/نيسان إنه كثيراً ما كان يقوم بعلاج "عشرات من الحالات يوميا"، معظمها إصابات ناجمة عن الألغام الأرضية أو انفجار الذخائر أو الطلقات. كما قال إن الموالين لحزب البعث ما زالوا موجودين في المستشفى، وإنه لا يستطيع الكلام بحرية، خوفا من التعرض لاعتداءات انتقامية؛ وقال "إنهم في كل مكان يتجسسون علينا حتى في هذه اللحظة، فلكم أن تتخيلوا كيف كان الوضع قبل ذلك".
و ما زالت الإصابات الناجمة عن نيران القناصة والقنابل اليدوية من المشاكل الرئيسية في الموصل، حيث لا يزال الوضع أكثر تقلبا من كركوك.

وقال بعض الأطباء بمستشفى الأزدي في كركوك (مستشفى صدام سابقا) إنهم في الأيام الثلاثة الأولى عقب سقوط المدينة كانوا يقومون بعلاج 70 مريضا يوميا، معظمهم من المدنيين الذين تعرضوا للإصابة بطلقات نارية وجروح ناجمة عن الشظايا والإصابات المترتبة على انفجار الألغام الأرضية وغيرها من المتفجرات. لكن الأعداد بدأت تنخفض الآن إلى حالة أو اثنتين يومياً، وهي في الغالب من الأطفال المصابين بحروق بالوجه أو اليدين.

ولا زالت الألغام الأرضية المضادة للأفراد والذخيرة يُعثر عليها في حفر تم شقها في الأرض في المناطق السكنية، بينما توجد متفجرات مماثلة متناثرة في أراضي القواعد العسكرية على مشارف كل من الموصل وكركوك؛ ومن هذه القواعد حامية الخالد الواقعة إلى الجنوب من كركوك، وإحدى منشآت الحرس الجمهوري، وحامية الغزلاني الواقعة في الموصل.
يمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات بشان الحرب في العراق في الموقع التالي:
https://www.hrw.org/campaigns/iraq/

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة