نددت منظمة "مراقبة حقوق الإنسان" اليوم بتصاعد حملة التضييق على النشطاء السياسيين المستقلين التي بدأت في أواخر مارس/آذار، وقالت إن هذه الحملة قد بدأت تتخذ أبعاد الانقلاب. فقد اعتُقل أكثر من 40 ناشطاً سياسياً مستقلاً في العاصمة طهران ومدن أخرى منذ 7 إبريل/نيسان؛ والكثيرون من هؤلاء لهم صلة "بحركة الحرية الإيرانية"، وهي حزب سياسي محظور ولو أن السلطات ظلت تغض الطرف عنه حتى عهد قريب.
وحذرت منظمة "مراقبة حقوق الإنسان" من أن اتخاذ مثل هذه الإجراءات المشددة ضد المعارضين السياسيين من شأنه أن يحبط الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم الثامن من يونيو/حزيران؛ إذ تأتي هذه الاعتقالات في الوقت الذي يقيِّم فيه الرئيس محمد خاتمي احتمال ترشيح نفسه لولاية رئاسية ثانية؛ وكان خاتمي ـ الذي يتوقع الكثيرون فوزه في الانتخابات إذا رشح نفسه ـ قد شكا من عجزه عن النهوض بواجباته الدستورية والتفويض الممنوح له بتنفيذ برنامجه الإصلاحي، وذلك بسبب القوى المتنفذة التي تتصدى له.
ويقول جو ستورك، مدير الدعاية والحملات بقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة "مراقبة حقوق الإنسان":
"إن هذه الحملة قد بدأت تتخذ شكل انقلاب يرمي إلى قطع الطريق على الإصلاحيين ومنعهم من الفوز في الانتخابات؛ وهي محاولة سافرة لخنق حرية التعبير والنشاط السياسي الهادف إلى الإصلاح في الفترة السابقة للانتخابات".
وتأتي الاعتقالات الأخيرة في أعقاب القبض على أكثر من 20 ناشطاً في مارس/آذار؛ وقد انتقد الرئيس خاتمي هذه الاعتقالات في بيان له صدر أمس، قائلاً إن مثل هذه الأفعال "تعزز مناخ التعصب في المجتمع".
ومن بين المعتقلين الدكتور سيد أحمد الصدر حاج سيد جوادي، البالغ من العمر ثمانين عاماً، وهو من الأعضاء المؤسسين "لحركة الحرية"، ومن رجال القانون المرموقين؛ وعند القبض عليه، صودر من منزله أرشيفٌ قانوني قيِّم يرجع تاريخه إلى ما قبل الثورة الإسلامية.
وتُعدُّ "حركة الحرية" من الحركات السياسية الدينية التي تتسم بالتسامح، وتؤكد في الوقت ذاته على القومية الإيرانية؛ ورغم تأييدها للجمهورية الإسلامية، فإن السلطات لم تسمح لها بخوض الانتخابات أو ممارسة نشاطها بحرية منذ عقود.
ويأتي هذا الانقضاض على "حركة الحرية" في الوقت الذي يُعالج فيه زعيم الحركة إبراهيم يزدي في الولايات المتحدة من سرطان في البروستاتة. ولطالما اتهمت صحف التيار المحافظ "حركة الحرية" بارتباطها بجهات أجنبية؛ ففي عددها الصادر يوم 9 إبريل/نيسان، أوردت صحيفة "كيهان" المحافظة مقالاً يثير الشكوك حول الأسباب والدوافع وراء مكوث الدكتور يزدي في الولايات المتحدة. وقد داهمت قوات الأمن مكاتب مؤسسة بازركان واتحاد المهندسين الإسلاميين، حيث قامت بتفتيشها ونهب محتوياتها؛ واستولت قوات الأمن على أجهزة كمبيوتر وملفات ترجع إلى عهد بعيد. وقد أنشئت كل من مؤسسة بارزكان، وهي مؤسسة ثقافية، واتحاد المهندسين الإسلاميين قبل تأسيس "حركة الحرية"؛ وكلتا المؤسستين مسجلتان رسمياً بموجب القانون الإيراني.
وقال ستورك:
"إن هذه الاعتقالات تمثل تصعيداً مثيراً إذ تأتي في أعقاب الإغلاق الشامل للصحف المستقلة في إيران؛ ونخشى أن يقع المزيد من الاعتقالات في صفوف الطلبة، وأعضاء البرلمان، وغيرهم من الشخصيات السياسية المستقلة، في الفترة السابقة للانتخابات".
ولا يزال 10 من النشطاء السياسيين المقبوض عليهم في 12 مارس/آذار رهن الاعتقال دون السماح لهم بالاتصال بأحد خارج المعتقل، مما يشكل انتهاكاً للقانونين الإيراني والدولي. ومن بين هؤلاء الدكتور حبيب الله بيمان، وهو زعم حزب إسلامي متشدد، والدكتور محمد مالكي، وهو رئيس سابق لجامعة طهران.
هذا، وقد دعت منظمة "مراقبة حقوق الإنسان" إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين الذين ألقي القبض عليهم خلال المداهمات الأخيرة، ووضع حدٍ لما يتعرض له النشطاء السياسيون المستقلون من اضطهاد بسبب ممارستهم حقهم في حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات أو الانتماء إليها.
وفيما يلي قائمة بما لدى منظمة "مراقبة حقوق الإنسان" من أسماء المعتقلين في شتى المدن:
طهران:
الدكتور سيد أحمد الصدر حاج سيد جوادي، وزير سابق للعدل والداخلية في الحكومة الانتقالية.
هاشم سبقيان، نائب سابق لرئيس الوزراء، ومتحدث باسم الحكومة الانتقالية.
محمد توسلي، عمدة سابق لطهران.
الدكتور غلام عباس توسلي، رئيس سابق لجامعة إصفهان.
أبو الفضل بازركان، مهندس ونائب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية.
رضا مسموعي، مهندس.
محمود نايمبور، مهندس.
الدكتور حسين بني أسدي.
أبو ذري، رئيس مؤسسة بازركان الثقافية.
الدكتور رزمجو.
باقر وليبك.
وحيد ميرزاده.
أغائي.
بديع زاديقان، رئيس مؤسسة بازركان.
خوسرو منصوريان.
مشهد:
طاهر أحمد زاده، محافظ سابق لمقاطعة خراسان، يبلغ من العمر 80 عاماً.
الدكتور ديلاسي، طبيب.
الدكتور علي أكبر سار جمعي.
أحمد علوي.
حجة الإسلام اتساق.
الدكتور هادي هاديزاده، طبيب إيراني معروف.
إصفهان:
الدكتور رضا قروي.
مصطفى مسكين.
إشقاقي.
مصلحي.
صلواتي، المدير العام لصحيفة "مفيد" التي أغلقتها السلطات.
تبريز:
أحد رضائي.
رءوف طاهري.
بوكان:
خسرو كردبور، مدرس.
شيراز:
سيد محمد مهدي جعفري، أستاذ بجامعة شيراز.
عباس زاديغان.