Skip to main content
تبرعوا الآن

"كأس العالم 2026": على "الفيفا" التحرك بشأن حقوق الإنسان

مع التركيز على "جائزة السلام"، قلق بشأن العمال والرياضيين والمشجعين 

"كأس العالم" معروض في ملعب "لومن فيلد" في سياتل، ولاية واشنطن، الولايات المتحدة، 28 يوليو/تموز 2024. © 2024 أليكا جينير/فيفا عبر غيتي إيمجز


(واشنطن) – قال تحالف من منظمات حقوقية ونقابات عمالية ومجموعات مشجعين اليوم إن على "الاتحاد الدولي لكرة القدم" (الفيفا)، الهيئة الدولية المشرفة على إدارة كرة القدم، أن تقرن خطابها الرنّان حول الحقوق بإجراءات ملموسة. تعقد الفيفا قرعة كأس العالم في "مركز كينيدي" بواشنطن في 5 ديسمبر/كانون الأول 2025، وستمنح "جائزة الفيفا للسلام" لأول مرة. 

تضافرت جهود كل من "تحالف الرياضة والحقوق" و"ديغنتي 2026" و"الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية" و"الاتحاد الأمريكي للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية" و"منظمة العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" و"المجلس المستقل للمشجعين" و"الرابطة القومية لتقدّم الملونين" و"أثليت ألاي" و"مراسلون بلا حدود" للضغط على الفيفا لتنظيم كأس عالم يحترم حقوق المشجعين واللاعبين والعمال والصحفيين والمجتمعات المحلية. 

قالت المجموعات إن "كأس العالم لكرة القدم للرجال 2026" (كأس العالم 2026)، الذي تستضيفه الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، يمثل فرصة لتنفيذ نموذج جديد لفعاليات الفيفا – نموذج يدعم الحماية القوية للعمال، ويصون حقوق الأطفال، ويحافظ على حرية الإعلام، ويضمن استفادة العمال والمجتمعات المحلية من استضافة هذا الحدث الرياضي الضخم. 

قالت أندريا فلورنس، المديرة التنفيذية لتحالف الرياضة والحقوق: "العمال والرياضيون والمشجعون والمجتمعات هم الذين يجعلون كأس العالم ممكنا. كأس العالم 2026 هو الأول الذي يبدأ بمعايير حقوقية مدمجة في عملية تقديم الطلبات لاستضافته. لكن تدهور وضع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة عرّض هذه الالتزامات للخطر".

قالت منظمات حقوق الإنسان والنقابات العمالية إنه مع تبقي 200 يوم على انطلاق البطولة، فإن تصاعد الهجمات على المهاجرين في الولايات المتحدة، وإلغاء الفيفا رسائل مناهضة للتمييز، والتهديدات لحرية الصحافة وحقوق المتظاهرين السلميين تُنذر بأن البطولة تسير في الاتجاه الخاطئ.

لم تكن هناك شفافية حول عملية منح جائزة الفيفا للسلام. كتبت هيومن رايتس ووتش إلى الفيفا تطلب قائمة بالمرشحين والمحكمين والمعايير وعملية اختيار الفائز بالجائزة. لم تتلق هيومن رايتس ووتش أي رد.

قالت مينكي ووردن، المسؤولة عن ملف الرياضة في هيومن رايتس ووتش: "تُمنح جائزة الفيفا المزعومة للسلام على خلفية اعتقالات عنيفة للمهاجرين، ونشر الحرس الوطني في المدن الأمريكية، والإلغاء المُذعِن لحملات الفيفا المناهضة للعنصرية والتمييز. لا يزال هناك متسع من الوقت للوفاء بوعود الفيفا بإقامة كأس عالم لا تشوبه انتهاكات حقوق الإنسان، لكن الوقت ينفد".

فيما يلي المجالات التي أثارها خبراء من منظمات المجتمع المدني:

حقوق العمال

قالت كاثي فينغولد، المديرة الدولية في "الاتحاد الأمريكي للعمل" و"مؤتمر المنظمات الصناعية" ونائبة رئيس "الاتّحاد الدّولي للنّقابات": "يمثل كأس العالم 2026 فرصة لتنفيذ نموذج جديد لفعاليات الفيفا يدعم الحماية القوية لحقوق العمال ويضمن استفادة العمال والمجتمعات المحلية من استضافة مثل هذه الفعاليات الرياضية الضخمة. العمال هم من يجعلون كأس العالم ممكنا، من خلال العمل في الملاعب، وإعداد البنية التحتية، واللعب في المباريات، وتوفير الترفيه. ونظرا للعمل الذي يقومون به، على الفيفا الوفاء بالتزاماتها بأن المباريات ستقام مع التنفيذ الفعال لحقوق العمال وحقوق الإنسان".

حرية الإعلام

قال كلايتون ويميرز، المدير التنفيذي لـ مراسلون بلا حدود في الولايات المتحدة: "كل أربع سنوات، يوجه مليارات الأشخاص انتباههم إلى كأس العالم والبلدان المضيفة له. وهم يعتمدون على الصحفيين لتقديم معلومات موثوقة في سياق مناسب لسرد قصة هذه البطولة داخل الملعب وخارجه. للأسف، يواجه الصحفيون في الولايات المتحدة قيودا، وتهديدات على تأشيراتهم، وتشكيكا في سلامتهم. على الفيفا والحكومات المضيفة ضمان حرية وسلامة الصحفيين قبل كأس العالم 2026 وأثنائه وبعده".

الهجرة وإنفاذ القانون 

قال دانيال نورونيا، مدير المناصرة للأمريكيتين في منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة: "حضور مباراة كرة قدم ينبغي ألا يؤدي أبدا إلى الاحتجاز التعسفي أو الترحيل. التهديد بفرض إجراءات أمنية مفرطة، بما يشمل إنفاذ قوانين الهجرة، في ملاعب كأس العالم أمر مقلق للغاية، ولا يمكن للفيفا أن تلتزم الصمت. على الفيفا الحصول على ضمانات مُلزمة من السلطات الأمريكية بأن البطولة ستكون مساحة آمنة للجميع، بغض النظر عن الموقف السياسي أو الرأي أو وضع الهجرة".

الحقوق المدنية ومناهضة التمييز

قال جمال واتكينز، نائب الرئيس الأول للاستراتيجية والتطوير في الرابطة القومية لتقدّم الملونين: "قرار الفيفا بإلغاء الرسائل المناهضة للعنصرية والتمييز في كأس العالم للأندية بعث بإشارة مُرعبة إلى مجتمعات الملونين وجميع الذين ناضلوا من أجل المساواة في الرياضة. في وقت تتزايد فيه جرائم الكراهية وتتعرض فيه برامج التنوع والإنصاف والإدماج للهجوم، ينبغي للفيفا ألا تتراجع".

حقوق الرياضيين وسلامة مجتمع الميم-عين +

قال ماثيو باسيفيكي، لاعب كرة قدم محترف سابق في الولايات المتحدة وسفير "أثليت ألاي": "بصفتي رياضيا مُجاهرا بمثليتي، أعرف ما يعنيه التنافس في بيئات لا تكون فيها متأكدا من سلامتك. يحتاج اللاعبون والمشجعون من مجتمع الميم-عين + إلى أكثر من مجرد لفتات رمزية؛ نحتاج إلى حماية قابلة للتنفيذ. تظهر الهتافات المعادية للمثليين في كأس العالم للأندية في أتلانتا بالضبط سبب خطورة تراجع الفيفا عن رسائل مناهضة التمييز. يجب أن يعرف اللاعبون والمشجعون أن الفيفا ستحميهم ولن تتخلى عنهم".

صوت المشجعين وسلامتهم

قالت بايلي براون، رئيسة "المجلس المستقل للمشجّعين": "المشجعون هم العمود الفقري لهذه الرياضة، ومع ذلك تواصل الفيفا اتخاذ قرارات بشأن سلامتنا دون التحدث أبدا إلى الأشخاص الذين يحضرون فعليا. لا يمكنك الادعاء بـ’توحيد العالم‘ بينما تستبعد المشجعين أنفسهم الذين يضفون الطاقة والشغف على كل مباراة. ما نطلبه بسيط: الشفافية، والتشاور الحقيقي، والحماية الملموسة لكل مشجع في كأس العالم 2026".

حماية الأطفال

قالت كاثرين لا بوينتي، منسقة حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش: "من غير المقبول ألا يكون لدى الفيفا سياسة لحماية الأطفال في كأس العالم 2026. المخاطر التي قد يواجهها الأطفال في سياق الأحداث الرياضية الكبرى تشمل الاتجار بالبشر، والاستغلال الجنسي، وعمالة الأطفال، وتشريد الأسر، من بين أشكال أخرى من العنف والانتهاكات".

سكان المدن المضيفة ومجتمعاتها المحلية

قالت جينيفر لي، منسقة لدى "ديغنتي 2026" ومديرة "مركز الابتكار الصحي المجتمعي في كلية الحقوق بجامعة جورجتاون": "لكي يتمكن كأس العالم من ’توحيد العالم‘ حقا، يتعين على الفيفا واللجان المنظمة ضمان حماية حقوق وكرامة الجميع، سواء كانوا سكانا أو زوارا، وعدم استغلالهم. مثلا، ينبغي ألا يتم تجريم الأشخاص الذين لا مأوى لهم بسبب وضعهم أو تهجيرهم في إطار ما يسمى بجهود التجميل. تقع على عاتق الفيفا والمدن المضيفة مسؤولية ضمان استفادة المجتمعات المضيفة من هذا الحدث، وألا يتحمل السكان الأكثر ضعفا التكاليف الأكبر".

خطط المدن المضيفة

ضمن إطار عمل الفيفا لحقوق الإنسان لكأس العالم 2026، يتعين على كل مدينة من المدن الـ 16 المضيفة وضع "خطة عمل لحقوق الإنسان" خاصة بها لمنع التمييز، ودعم حقوق العمال، وحماية الأطفال، ومكافحة الاتجار بالبشر.

تدعو هيومن رايتس ووتش، إلى جانب تحالف الرياضة والحقوق وديغنتي 2026 والمنظمات الأعضاء فيهما، الفيفا واللجان المضيفة إلى: 

  • إعادة تفعيل رسائل مناهضة التمييز؛
  • الالتزام بضمان الحماية الفعالة ضد التمييز العنصري والاحتجاز التعسفي والإنفاذ غير القانوني لقوانين الهجرة خلال البطولة؛
  • العمل عن كثب مع الشركاء في المجتمع المحلي لإنجاز خطط عمل حقوق الإنسان؛
  • اتخاذ خطوات فعالة لضمان احترام حقوق حرية التعبير والاحتجاج السلمي؛
  • الإعلان عن سياسة شاملة لحماية الأطفال وتنفيذها؛
  • ضمان استفادة المجتمع بشكل ملموس من كأس العالم 2026؛
  • اتخاذ خطوات فعالة لضمان ألا يؤدي كأس العالم 2026 إلى انتهاكات للمجتمعات الضعيفة، بما يشمل سجن السكان الذين لا مأوى لهم.

GIVING TUESDAY MATCH EXTENDED:

Did you miss Giving Tuesday? Our special 3X match has been EXTENDED through Friday at midnight. Your gift will now go three times further to help HRW investigate violations, expose what's happening on the ground and push for change.