Skip to main content
تبرعوا الآن

منظمات تطالب بالإفراج الفوري عن الحقوقي السعودي محمد البجادي

ما يزال محتجزا رغم انقضاءمحكوميته منذ عامين

 

نحن، المنظمات الموقّعة أدناه، نعرب عن بالغ قلقنا إزاء استمرار الاحتجاز التعسفي للمدافع السعودي عن حقوق الإنسان محمد البجادي، وذلك لأكثر من عامين بعد انقضاء مدة محكوميته. إن استمرار احتجازه، إلى جانب احتجاز عدد لا يُحصى من المعتقلين الآخرين، يؤكد أن موجة الإفراجات الأخيرة عن بعض المعتقلين لا تعني تراجع السلطات السعوديّة عن نهجها القمعي الشديد تجاه النشطاء الحقوقيين وأصحاب الرأي. وعليه، فإننا نطالب بالإفراج الفوري عنه، وعن جميع المحتجزين تعسفيا في المملكة لمجرد ممارستهم السلميّة لحرياتهم الأساسيّة.

محمد البجادي، أحد الأعضاء المؤسّسين في عام 2009 لـ "جمعيّة الحقوق المدنيّة والسياسيّة في السعوديّة" (حسم) التي حُظرت لاحقا، اعتُقل وسُجن ثلاث مرات بسبب نشاطه السلمي في مجال حقوق الإنسان، وكان آخرها في 24 مايو/أيار 2018 خلال حملة قمع استهدفت المدافعات عن حقوق المرأة. وقد صدر بحقه لاحقا حكم جائر بالسجن 10 سنوات، خُفّض إلى خمس سنوات نافذة، وانتهت مدة محكوميته في أبريل/نيسان 2023.

وبعد مرور أكثر من عامين على انقضاء مدة محكوميته، لا يزال محمد البجادي محتجزا في سجن بريدة، حيث يُحرم من حقه في التمثيل القانوني. ووفقا لمنظمة "القسط"، وهي مجموعة سعوديّة مستقلة تعنى بحقوق الإنسان، فقد تعرّض للتعذيب وسوء المعاملة، بما في ذلك الاعتداء الجسدي والاحتجاز المطوّل بمعزل عن العالم الخارجي.

وفي أبريل/نيسان 2025، سلّطت المقررة الخاصّة للأمم المتحدة المعنيّة بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، ماري لولور، الضوء على قضيّة محمد البجادي، في محاولة للفت الانتباه إلى نمط مقلق آخذ في التصاعد في المملكة العربية السعوديّة، حيث تواصل السلطات احتجاز السجناء بعد انقضاء مدة محكوميتهم، في انتهاك صارخ للمعايير الدوليّة الأساسيّة، وحتى للقوانين الوطنيّة المعمول بها في المملكة نفسها.

كما احتُجز اثنان من أبرز المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان، وهما محمد القحطاني – أحد المؤسّسين الآخرين لجمعيّة "حسم"، وعيسى النخيفي، تعسفا لأكثر من عامين بعد انقضاء مدة محكوميتهما، قبل أن يُفرج عنهما بشكل مشروط في يناير/كانون الثاني 2025.

وفي حالات أخرى، ومع اقتراب انتهاء مدة محكوميّة المعتقلين السياسيين، تعمد السلطات السعوديّة إلى إعادة محاكمتهم وفرض أحكام إضافيّة بحقهم. إلى جانب ما يشكله ذلك من ظلم مضاعف بعد سنوات من الاحتجاز التعسفي، فإن عدم الإفراج عن السجناء الذين أنهوا مدة عقوبتهم يثير مخاوف من إمكانيّة إعادة محاكمتهم هم أيضا، ما يكرّس مناخا من القلق والتهديد المستمر.

كما أنه وعلى الرغم من أن السلطات السعوديّة كانت قد أفرجت خلال الأشهر الأخيرة عن عشرات الأشخاص الذين سُجنوا بسبب ممارستهم السلميّة لحقوقهم، فإنها لا تزال تحتجز العديد من الآخرين بشكل تعسفي. أما الذين تم الإفراج عنهم، فيواجهون قيودا صارمة، من بينها حظر السفر التعسفي وإلزامهم بارتداء جهاز تتبع إلكتروني (سوار الكاحل).

من بين المدافعين عن حقوق الإنسان الذين لا يزالون رهن الاحتجاز، عضو آخر في جمعيّة الحقوق المدنيّة والسياسيّة (حسم)، عيسى الحامد، (المحكوم عليه بالسجن تسع سنوات)، ومحمد العتيبي (17 عاما)، ووليد أبو الخير (15 سنة)، وخالد العمير (تسع سنوات)، وإسراء الغمغام (13 سنة)، التي شاركت في احتجاجات سلميّة ضد التمييز الممارس بحق الطائفة الشيعيّة في المنطقة الشرقية للمملكة منذ العام 2011 وما بعده. ويشمل المحتجزون أيضا عبدالرحمن السدحان، الموظف في "الهلال الأحمر"، (المحكوم بالسجن 20 عاما)، والذي لا يزال في عداد المختفين قسريا؛ ومدرّبة اللياقة البدنيّة والناشطة في مجال حقوق المرأة مناهل العتيبي، (المحكوم عليها بالسجن 11 عاما) وتواجه إعادة محاكمة؛ ونورة القحطاني (35 عاما)؛ والطبيب والإداري في ويكيبيديا أسامة خالد (32 عاما)؛ والرسام الكاريكاتيري محمد الهزاع الغامدي (23 عاما)؛ إضافةً إلى رجال الدين محمد الحبيب (12 عاما)، وسلمان العودة، وحسن فرحان المالكي (اللذان لا تزال محاكمتهما تشهد تأجيلا طويلا). كما تضم القائمة عشرة مواطنين مصريين من أصول نوبية، صدرت بحقهم (أحكام بالسجن بين 10 و18 عاما)، فضلا عن عشرات من أبناء قبيلة الحويطات الذين يقضون أحكاما بالسجن لفترات متفاوتة أو يواجهون أحكام الإعدام.

في المقابل، ما يزال سجل السلطات السعوديّة في مجال حقوق الإنسان يشهد تدهورا متسارعا، لا سيّما في ظل التصاعد الملحوظ في استخدام عقوبة الإعدام، بما في ذلك تنفيذ حكم الإعدام مؤخرا بحق الصحفي السعودي البارز تركي الجاسر، إلى جانب الارتفاع اللافت في عدد الإعدامات التي تطال رعايا أجانب على خلفيّة جرائم غير عنفية تتعلق بالمخدرات.

يُعد محمد البجادي واحدا من بين عدد من النشطاء الذين تعرّضوا للاعتقال التعسفي رغم أن نشاطهم الحقوقي يمتد لعقود. ففي الفترة ما بين سبتمبر/أيلول 2007 ويناير/كانون الثاني 2008، أمضى أربعة أشهر في السجن دون توجيه تهمة أو عرضه على محكمة، ثم أُعيد اعتقاله مجددا لأكثر من خمس سنوات، من مارس/آذار 2011 حتى أبريل/نيسان 2016، على خلفيّة مشاركته في وقفة احتجاجيّة أمام وزارة الداخلية. وخلال ذلك الاحتجاج، قال البجادي: "لا أحد من أفراد عائلتي يقبع قيد الاحتجاز، ولكن لا يجب علينا أن ندافع عن عائلاتنا فحسب، وبل عن بلدنا بأكمله وجميع المضطهدين أيضا. وجميع معتقلي الرأي هم عائلتي".

تدعو المنظمات الموقّعة أدناه السلطات السعوديّة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن محمد البجادي، وجميع الأشخاص المحتجزين رغم انقضاء مدة محكوميتهم، وكل من حُرم من حريته لمجرد ممارسته السلميّة لحقوقه وحرياته الأساسيّة.

المنظمات الموقّعة:

  1. الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، ضمن إطار مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان
  2. بيت الحرية (فريدم هاوس)
  3. الديمقراطية الآن للعالم العربي (داون)
  4. فير سكوير
  5. القسط لحقوق الإنسان
  6. مركز الخليج لحقوق الإنسان
  7. مركز الديمقراطية في الشرق الأوسط
  8. منّا لحقوق الإنسان
  9. المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان
  10. المنظمة الدولية ضد التعذيب، ضمن إطار مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان
  11. هيومن رايتس ووتش
  12. هيومينا لحقوق الإنسان والمشاركة المدنية

 

GIVING TUESDAY MATCH EXTENDED:

Did you miss Giving Tuesday? Our special 3X match has been EXTENDED through Friday at midnight. Your gift will now go three times further to help HRW investigate violations, expose what's happening on the ground and push for change.

الأكثر مشاهدة