Skip to main content

القتال يُدمّر غرب دارفور في السودان

المجتمعات ترزح بالفعل تحت وطأة موجات من الانتهاكات

أشخاص يسيرون وسط الأغراض المتناثرة في سوق الجنينة، عاصمة غرب دارفور، في أعقاب القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 29 أبريل/نيسان 2023. ©2023 "وكالة الصحافة الفرنسية" عبر "غيتي إيمدجز"

بينما ينصبّ الاهتمام العالمي على القتال الدائر بين "القوات المسلحة السودانية" و"قوات الدعم السريع" في العاصمة السودانية الخرطوم، هزت الهجمات مدينة الجنينة بغرب دارفور.

اندلعت الاشتباكات بين القوتين المسلحتين في الجنينة في 24 أبريل/نيسان. وفقا لشهود، سرعان ما انضم إلى القتال أعضاء الميليشيات من قبيلة المساليت والمجتمعات العربية المسلحة جيدا. أفادت "الأمم المتحدة" أن 96 شخصا قتلوا هناك. سُجّل أيضا تدمير للممتلكات، وحرق، ونهب في المدينة، منها في حي الجبل المكتظ بالسكان والمخيمات غير الرسمية للنازحين.

قال أحد السكان البالغ (39 عاما)، والذي فر من المدينة في بداية القتال: "كان الدخان والنار في كل مكان".

قالت منظمة "أطباء بلا حدود" الإنسانية الجمعة إن "مستشفى الجنينة التعليمي"، المستشفى الرئيسي الذي يُحال إليه المرضى والمصابون في المنطقة، تعرض للهجوم والنهب. اضطرت أطباء بلا حدود إلى تعليق عملياتها.

بخلاف الكثير من مناطق السودان، لا يُعدّ النزاع المسلح جديدا على غرب دارفور. تأثرت المنطقة بشدة بحملة التطهير العرقي الحكومية التي بدأت في 2003. منذ 2019، شهد غرب دارفور موجات من العنف قتلت مئات المدنيين، وشرّدت عشرات الآلاف، ودمرت الممتلكات. قال أطباء إنه 2021، خلفت أربعة أيام من الهجمات في الجنينة 144 قتيلا و233 جريحا على الأقل. اضطر حوالي 40 ألف شخص إلى الفرار.

وفقا لـ "برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة"، كان الأمن الغذائي في غرب دارفور مترديا بالفعل قبل القتال الحالي.

في فبراير/شباط، أثار فريق الخبراء المعني بالسودان في "مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة" مخاوف بشأن انتشار الأسلحة في غرب دارفور وحملات التجنيد الشرسة من قبل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

أثناء حديثنا عبر الهاتف مع أشخاص في غرب دارفور خلال الأيام الماضية، سمعنا قصصا مأساوية تترد على مسامعنا منذ فترة طويلة من دارفور: التهجير المتكرر، وموت الأحباء، وفقدان كل الممتلكات.

ثمّة حاجة إلى تدقيق دولي بشأن دارفور، خاصة في ظل عمليات الإجلاء الضخمة لعمال الإغاثة. ينبغي لمجلس الأمن الأممي أن يطالب جميع أطراف النزاع بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق والسماح للعاملين في المجال الطبي بالعمل بأمان. ينبغي للدول المانحة ضمان تخصيص الموارد الكافية لدارفور. ينبغي للحكومات الالتزام بحظر الأسلحة الذي يفرضه مجلس الأمن على دارفور ووقف نقل الأسلحة والذخيرة والعتاد إلى الأطراف المتحاربة.

مع تزايد التهديدات على المدنيين في كافة أنحاء السودان، ينبغي ألا تُضطر المجتمعات المحلية في دارفور إلى مواصلة البحث في الرماد لمعرفة ما إذا بقي لديهم أي شيء يتشبثون به.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

المنطقة/البلد

الأكثر مشاهدة