مرت 48 ساعة، وما تزال العائلات تجهل مصير أحبائها في سجن إيفين بطهران. فمساء السبت، اندلع حريق، وانفجارات، وإطلاق نار كثيف داخل مجمع السجن بحسب روايات شهود وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي. يضم إيفين آلاف السجناء، بمن فيهم الجزء الأكبر من المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين، والنشطاء، والإيرانيين الذين يحملون جنسيات ثانية، ممن لم ينبغِ سجنهم أصلا.
ما يزال سبب الحريق في إيفين غامضا، لكن بحسب "وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان" (هرانا)، وقعت معظم الاشتباكات وأعمال العنف بالقرب من العنبر 7، ثم انضمت قوات الأمن من خارج السجن في وقت ما أثناء الليل إلى حراس السجن لمهاجمة السجناء. تابعت الوكالة أن قوات الأمن المسلحة ببنادق الخرطوش والذخيرة الحية اعتقلت المحتجين المزعومين أولا ونقلت الباقين إلى العراء. أجبرت السجناء على الوقوف خارجا، ثم ضربتهم بعد أن جعلتهم يخلعون ملابسهم ويتمددون أرضا على بطونهم. بحسب الوكالة، أصيب قرابة ثلاثة سجناء سياسيين بجروح بسبب الخرطوش. ليس واضحا العدد الكامل لمن أصيبوا أو أُلقي القبض عليهم، ونُقلوا إلى عنابر مختلفة من السجن.
أفاد العديد من السجناء السياسيين المعتقلين في أجزاء مختلفة من السجن والذين تمكنوا من الاتصال بأسرهم عن تعرضهم للغاز المسيل للدموع. وبينما أجرى عشرات النشطاء والسجناء السياسيين مكالمات هاتفية مقتضبة مع عائلاتهم، ما يزال آخرون بمعزل عن العالم الخارجي، خصوصا المحتجزين انفراديا وفي العنبر 8، الذين تعرضوا أيضا للعنف.
أفاد المركز الإعلامي الحكومي التابع للسلطة القضائية أن الحريق اندلع في ورشة عمل بسبب "اشتباكات بين السجناء المدانين بالجرائم المالية والسرقة". وبحسب الموقع الإعلامي للسلطة القضائية، لقي ثمانية سجناء حتفهم اختناقا وأصيب 61 آخرون. كما أفادت "وكالة أنباء فارس"، المقرّبة من أجهزة المخابرات الإيرانية، أن الانفجارات جاءت نتيجة فرار السجناء، ثم سرعان ما نفت الخبر.
لدى السلطات الإيرانية سجل مشين من الإفلات من العقاب، وينبغي أن تثير حملتها القاسية المستمرة ضد المتظاهرين والنشطاء المزيد من القلق بشأن العنف المستخدم ضد المحتجزين في إيفين. السلطات مسؤولة عن سلامة وأمن كل شخص وراء القضبان. ثمة حاجة ماسة إلى تحقيق مستقل لتسليط الضوء على ما حدث في إيفين والانتهاكات الخطيرة المحتملة مع سجل الحكومة الحافل، لكن ينبغي للسلطات حاليا إعلام العائلات حالا بصحة أحبائها.