Skip to main content

مع اقتراب كأس العالم، عائلات خذلتها كرة القدم

"الفيفا" وقطر مدينون لعائلات العمال الذين ماتوا أثناء بناء منشآت البطولة

رام بوكار ساهاني يعرض صور والده غانغا ساهاني الذي توفي في قطر. © 2022 Private

توفي والد رام بوكار ساهاني في قطر قبل عدة شهور، لكن ذكراه لا تزال حية إلى حد كبير. يذكّر رام وعائلته بكثيرين خُذِلت بعد وفاة أحبائهم أثناء عملهم في قطر.

التقت "هيومن رايتس ووتش" العائلة في جنوب نيبال هذا الشهر، عندما كانت تجري مقابلات مع عائلات العمال الوافدين الذين توفوا في قطر، وكثير منهم جعلوا بطولة "كأس العالم فيفا لكرة القدم 2022"، التي ستنطلق في نوفمبر/تشرين الثاني، ممكنة.

قال رام إنه علِم لأول مرة بوفاة والده من صديق. لم يصدّق، واتصل بوالده في قطر. أجاب صديق والده مؤكدا النبأ الصادم. قال وهو يبكي: "سقط الهاتف، وفقدت الوعي".

وفقا لرام، توفي والده في موقع العمل مرتديا زي العمل، لكنه لم يكن مؤهلا للحصول على تعويض لأن شهادة وفاته تنص على "قصور حاد في القلب بسبب وفاة طبيعية". وفقا لقانون العمل القطري، لا تعتبر الوفيات المنسوبة إلى "أسباب طبيعية" دون التحقيق فيها بشكل كاف مرتبطة بالعمل وبالتالي لا تستوجب التعويض. مثل عائلات عديد من العمال الشباب الأصحاء الذين ماتوا في قطر "لأسباب طبيعية"، لم يستطع رام فهم ذلك: "كيف يموت شخص يتمتع بصحة جيدة، وقوي؟ لم أصدق الخبر".

تعرّض كثير من العمال الوافدين للخداع بشأن أجورهم ومكافآت نهاية الخدمة أثناء بناء البنية التحتية لكأس العالم، وفي كثير من الأحيان لم تتلق عائلات العمال المتوفين تعويضات من صاحب العمل أو الحكومة القطرية.

توجد خطط تعويضات للعمال الوافدين وعائلاتهم، بما فيها من بلدانهم الأصلية وبعضها من الحكومة القطرية، لكن الفجوات الكبيرة تعني عدم حصول جميع العائلات على تعويض، أو أن التعويض ليس كافيا في معظم الأحيان.

ربما نسيت الفيفا والحكومة القطرية وأصحاب العمل والد رام - وآلاف آخرين مثله - لكن ذكراه لا تزال حية مع رام. قال رام وهو يستعرض الصور في هاتف والده- الذكرى القيّمة من والده الذي استطاع استردادها من قطر: "هذا أبي. انظروا إليه. عندما أواجه الصعوبات، أفتقد والدي كثيرا، وأستعرض هاتفه لأواسي نفسي."

ينبغي ألا تضطر عائلات المتوفين الانتظار أكثر. قبل انطلاق كأس العالم، على الفيفا والحكومة القطرية الالتزام بتقديم تعويضات لجميع العائلات التي فقدت أحبائها.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.