بعد سبع سنوات من الحرب الكارثية في اليمن، وقع الحوثيون خطة عمل مع "الأمم المتحدة"، تعهدوا بموجبها بإنهاء تجنيد الأطفال واستخدامهم كجنود، وقتل الأطفال وتشويههم، والهجمات على المدارس والمستشفيات. هذا التعهد يأتي بعد أسبوعين من بدء وقف لإطلاق النار لمدة شهرين، يأمل كثيرون أن يؤدي إلى محادثات سلام رسمية أكثر.
خلال الحرب، ارتكب الحوثيون انتهاكات جسيمة بحق الأطفال. تسببت الصواريخ التي أطلقها الحوثيون، وهجماتهم المدفعية العشوائية، واستخدامهم الألغام الأرضية في سقوط آلاف الضحايا من الأطفال. هاجم الحوثيون عشرات المدارس والمستشفيات، واستخدموا المدارس لأغراض عسكرية، ومنعوا المساعدات الإنسانية.
جنّد الحوثيون آلاف الأطفال كجنود وأرسلوهم إلى المعارك. قال أحد الأطفال لـ "هيومن رايتس ووتش" إنه جُنّد في سن 13 عاما، وأصيب برصاصة في صدره أثناء قتاله ضد الجيش اليمني. أفاد شهود عيان أنهم رأوا أطفالا مسلحين لا تتجاوز أعمارهم السابعة عند نقاط التفتيش. أفادت الأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني أنه بين يناير/كانون الثاني 2020 ومايو/أيار 2021، لقي نحو ألفَيْ طفل جنّدهم الحوثيون مصرعهم في المعارك.
الحوثيون ليسوا وحدهم من ارتكب انتهاكات بحق أطفال اليمن. نفّذ التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات أكثر من 25 ألف غارة جوية في اليمن. كان العديد منها هجمات عشوائية وغير متناسبة دمّرت المدارس والمستشفيات وقتلت أو أصابت آلاف الأطفال. نفّذت القوات اليمنية الموالية للحكومة أيضا هجمات صاروخية عشوائية، واستخدمت الأطفال في القتال، وهاجمت المدارس والمستشفيات.
كانت خطط عمل الأمم المتحدة أداة قوية لحث الأطراف المتحاربة على إنهاء الانتهاكات ضد الأطفال. منذ 2015، وقّعت القوات المسلحة الحكومية والجماعات المسلحة غير الحكومية 38 خطة عمل من هذا القبيل. امتثل 12 طرفا امتثالا كاملا لاتفاقاتهم وما تزال 20 خطة قيد التنفيذ.
مع ذلك، لأطراف النزاع في اليمن سجل هزيل في الوفاء بهذه الالتزامات. تعهد قادة الحوثيين في 2012 بإنهاء استخدام الجنود الأطفال، وكذلك فعلت الحكومة اليمنية في 2014. في 2019، تعهد التحالف بقيادة السعودية والإمارات بحماية الأطفال في مذكرة تفاهم وقّعها مع الأمم المتحدة. رغم هذه الوعود، تحققت الأمم المتحدة من 4,418 انتهاكا ضد الأطفال في اليمن في 2020. الصومال كانت وحدها من سجّل انتهاكات أكثر بحق الأطفال في ذلك العام.
خطة العمل الجديدة التي وقعها الحوثيون خطوة إيجابية، لكن تنفيذ هذا الالتزام والتعهدات السابقة هو فقط ما سيحدث فارقا لأطفال اليمن.