Skip to main content

اليمن: أفرِجوا عن المدنيين ’المخفيين‘

الأطراف المتحاربة تتجاهل آلاف العائلات التي تسعى إلى الحقيقة والعدالة

نساء يشاركن في مظاهرة للمطالبة بإطلاق سراح المحتجزين من مركز احتجاز بئر أحمد، الذي تسيطر عليها السلطات اليمنية المرتبطة بالإمارات، "المجلس الانتقالي الجنوبي". كتب على اللافتتين: "أطلقوا سراح المعتقلين والمخفيين بسبب كورونا" و"نطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين تعسفا في بئر أحمد بسبب فيروس كورونا. كل العالم أفرج عن السجناء ما عدا في عدن". عدن، اليمن، 30 مارس/آذار 2020. © 2020 خاص

(بيروت) – قالت ثماني منظمات محلية ودولية، من ضمنها "هيومن رايتس ووتش"، اليوم إن على جميع أطراف النزاع في اليمن أن تكشف مصير ومكان وجود مئات المدنيين المخفيّين قسرا أو المحتجزين تعسفا. تجدون أدناه بيان هذه المنظّمات:

مع اقتراب العام السابع على بدء الحرب في اليمن، لا تزال العديد من العائلات تعاني، بما أن مصير أحبائها في مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية التي تديرها أطراف مختلفة في النزاع في جميع أنحاء اليمن لا يزال مجهولا.

نُعرِب عن تضامننا مع عائلات مئات المدنيين الذين تعرضوا للاحتجاز التعسفي أو الاختطاف أو الإخفاء القسري دون سبب، أو تحديدا بسبب آرائهم السياسية أو مهنتهم أو نشاطهم أو انتمائهم الديني. نحث جميع أطراف النزاع على الاستجابة لمناشداتهم والكشف عن مصير ومكان وجود المخفيين قسرا، والإفراج الفوري عن جميع المحتجزين تعسفا.

أولت أطراف النزاع الأولوية لتبادل المحتجزين العسكريين على المحتجزين المدنيين عقب محادثات ستوكهولم في 2018. على جميع الأطراف أن تجعل من أولوياتها الإفراج الفوري عن المدنيين المحتجزين بشكل تعسفي، بمن فيهم الصحفيون والنشطاء الذين يؤثر احتجازهم على حياة آلاف الأسر اليمنية التي تركت وحيدة في سعيها للوصول إلى الحقيقة وإحقاق العدالة لأحبائها.

عائلات أربعة صحفيين حكمت عليهم محكمة في صنعاء في أبريل/نيسان بالإعدام بتهم تتعلق بعملهم الصحفي، ليست سوى مثال واحد. لا يزال الصحفيون عبد الخالق عمران، وأكرم الوليدي، وحارث حميد، وتوفيق المنصوري، بالإضافة إلى خمسة من زملائهم، محتجزين وتعرضوا للتعذيب والحرمان من الرعاية الطبية لأكثر من خمس سنوات. لا يزال صحفيون آخرون في جميع أنحاء اليمن يتعرضون تعسفا للاحتجاز والاختفاء، مثل وحيد الصوفي المفقود منذ أكثر من خمس سنوات.

أطراف النزاع، بما في ذلك التحالف بقيادة السعودية والإمارات وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، شنّت هجمات غير قانونية على مراكز الاحتجاز، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المحتجزين.

كجزء من حقوق المحتجزين الأساسية، يجب منحهم إمكانية الحصول على المساعدة القانونية والإجراءات القانونية التي تلتزم بالمعايير الدولية للمحاكمة العادلة. ينبغي تحسين أوضاع السجون، بما في ذلك الوصول إلى الرعاية الطبية والصرف الصحي والنظافة لجميع المحرومين من حريتهم. نظرا لخطر تفشي فيروس "كورونا" في السجون المزدحمة، حيث يكون الحصول على الرعاية الصحية شبه معدوم تقريبا، تُشكل الظروف الحالية تهديدا لحياة جميع السجناء والعاملين في السجون.

يتعيّن على السلطات في مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية أن تمنع وتوقف التعذيب وسوء المعاملة. على أطراف النزاع احترام القانون الإنساني الدولي ومحاسبة الجناة وتوفير سبل انتصاف مناسبة للضحايا.

على أطراف النزاع إصدار قوائم دقيقة بالمحتجزين في مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية، والسماح بزيارات أفراد الأسرة والتواصل المنتظم بين المحتجزين ومحاميهم. ينبغي عليهم أيضا تزويد العائلات بمعلومات عن مصير وأماكن وجود الأقارب الذين اختفوا قسرا أو احتجزوا تعسفيا. ينبغي لجميع أطراف النزاع أيضا السماح للمراقبين الدوليين المستقلين بزيارة المحتجزين في جميع أماكن الاحتجاز دون عوائق.

منذ 2016، وثقت "مواطنة لحقوق الإنسان" ما مجموعه 1,605 حالة اعتقال تعسفي و770 حالة اختفاء قسري من قِبل جميع أطراف النزاع، بما في ذلك الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وجماعة أنصار الله، ودولة الإمارات والقوات المدعومة من الإمارات. "رابطة أمهات المختطفين" وثّقت أيضا 236 حالة اختفاء قسري أخرى منذ بداية النزاع.

أخيرا، تسببت الفيضانات المفاجئة الأخيرة بانهيار العديد من المباني والكثير من البنية التحتية ما نجم عنه سقوط مئات القتلى والجرحى ونزوح آلاف العائلات. نُعرب عن قلقنا من أن العديد من السجون وأماكن الاحتجاز تأثرت أيضا لأنها لا تخضع لصيانة منتظمة. لذلك، تُعتبر الحاجة إلى الكشف عن مصير المحتجزين تعسفيا والمخفيين قسرا أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.

 

الموقعون:

العفو الدولية

الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان

رابطة أمهات المختطفين

لجنة حماية الصحفيين

مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان

مواطنة لحقوق الإنسان

نقابة الصحفيين اليمنيين

هيومن رايتس ووتش

 

 

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة