قال مدير "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" في 4 أكتوبر/تشرين الأول، إن العينات من الهجوم الذي جرى في شمال سوريا في 30 مارس/آذار "أثبتت وجود السارين"، وهو غاز أعصاب قاتل.
أصاب هذا الهجوم العشرات وفقا لأبحاثنا، لكنه لم يقتل أحدا. لماذا تعتبر هذه النتيجة مهمة إذا؟
لأنها تؤكد استخدام السارين.
بعد أيام قليلة على هجوم 30 مارس/آذار، قُتل ما يقرب من 100 شخص جراء التعرض لمواد كيميائية في خان شيخون في 4 أبريل/نيسان. رغم الأدلة التي تشير إلى إلقاء طائرة حكومية سورية أسلحة كيميائية تسببت في الوفيات، حاولت سوريا، بمساعدة روسيا، إبعاد اللوم عنها بتقديم نظريات بديلة لشرح وجود المواد الكيميائية.
عقب الهجوم مباشرة، ادعى مسؤولون روسيون وسوريون أن التعرض للمواد الكيميائية في خان شيخون، كان نتيجة لإسقاط طائرة سورية قنبلة على مصنع ميداني للأسلحة الكيميائية تابع للمعارضة. انهارت النظرية لعدة أسباب، منها اكتشاف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تعرض ضحايا خان شيخون للسارين. إنتاج السارين معقد ولا ينتشر أبدا عبر تفجير مواد كيميائية مخزنة.
ثم قدمت روسيا وسوريا نظرية ثانية لانتشار المواد الكيميائية، مفادها قيام جماعات المعارضة المسلحة بفبركتها لتوريط الحكومة. لم نعثر على أي دليل يدعم هذه النظرية، ولم تقدم روسيا وسوريا أي دليل علني على ذلك.
هنا تكمن أهمية اكتشاف الأمس. إضافة إلى الأدلة التي تشير إلى مسؤولية الحكومة، فإن تعقيد فبركة هجوم بحجم الذي وقع في خان شيخون، جعل هذه النظرية مستبعدة. القيام بذلك في موقعين بتاريخين مختلفين يجعلها أقل قابلية للتصديق.
من المتوقع أن ينتهي التحقيق المشترك بين "الأمم المتحدة" ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول المسؤولية عن هجوم خان شيخون في وقت لاحق من أكتوبر/تشرين الأول. عند تقديم النتائج، ينبغي الأخذ بعين الاعتبار نتائج منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن استخدام السارين في 30 مارس/آذار.
يُذكر أن "اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية"، التي صادقت عليها أو وقعت عليها 192 دولة، هي إحدى أقوى القوانين الدولية. استخدام الحكومة السورية المتكرر للأسلحة الكيميائية لم يسبق له مثيل في تاريخ الاتفاقية. على الدول الأطراف إرسال أقوى رسالة ممكنة، مفادها أنها لن تتسامح مع تقويض سوريا لهذا الحظر.