Skip to main content

العراق: تقارير جديدة عن إعدام فارين من الموصل وإساءة معاملتهم 


يجب التحقيق في كل جرائم الحرب ومعاقبة المرتكبين


عنصر من قوات الأمن العراقية يقف على برج عربة مصفحة عند طريق سريع بالقرب من غرب الموصل، العراق، 22 يونيو/حزيران 2017. © 2017 رويترز
 

(بيروت) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن هناك ادعاءات تشير إلى ارتكاب القوات العراقية الضرب والقتل غير المشروع بحق الرجال والفتيان الفارين من الموصل في المرحلة الأخيرة من المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (المعروف أيضا بـ "داعش").

قال 4 شهود لـ هيومن رايتس ووتش إنهم شاهدوا القوات العراقية تضرب الرجال والفتيان العُزّل الفارين من القتال خلال الأيام السبعة الماضية، وقالوا إنهم حصلوا أيضا على معلومات عن إعدام القوات العراقية رجالا عزلا خلال هذه الفترة.

قالت لما فقيه، نائبة مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "بينما تتحضر القوات العراقية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل بأكملها، فإن مزاعم القتل غير المشروع والضرب تثير مخاوف كبيرة عند المدنيين هناك، الذين يعيشون تحت سيطرة داعش. تعِد القوات العراقية بالتحرير، ولكن عليها معرفة ما يحدث الآن ووقف أي اعتداء".

قال أحد الشهود إن 3 أفراد من "فرقة الرد السريع"، وأفراد من قوات الأمن العراقية على طريق رئيسي للمدنيين الهاربين من المدينة، تباهوا أمامه بأنهم أعدموا رجالا أسرى غير مسلحين يُعتقد أنهم ينتمون إلى داعش بدلا من احتجازهم. قال الشهود إن القوات المتمركزة على بعد 3 كيلومترات من أعنف المعارك في المدينة القديمة قالت إنها استثنت الرجال المسنين.

قال شاهدان آخران إنهما رأيا جنودا عراقيين بالزي العسكري ينتقون 6 رجال وأطفال على الأقل من حشود المدنيين الفارين عند نقطة تفتيش، يضربونهم ويأخذونهم بعيدا. قالوا إنهم رأوا الجنود يختارون رجلا آخر ويضربونه ثم ينقلوه إلى مبنى كانوا يستخدمونه كقاعدة. قال أحد الشهود إن الجنود قالوا فيما بعد إنهم قتلوه.

قال أحد الشهود: "سمعت عن عدد لا يُحصى من الانتهاكات والإعدامات في هذه المعركة. لكن ما تغير هو أنه في هذه المرحلة الأخيرة لم يعد المقاتلون يخفون ما يقومون به، وأصبحوا يسمحون لنا بمشاهدة الانتهاكات بشكل مباشر بلا خوف".

قال إنه سمع في وقت سابق من هذا الأسبوع 3 صرخات من مبنى تستخدمه نخبة "جهاز مكافحة الإرهاب"، وبعدها قام مقاتلون من الوحدة بإبعاده. رأى الشاهد مقاتلَين من "جهاز مكافحة الإرهاب" بعد ظهر ذلك اليوم في حي آخر غربي الموصل ينزلان جثة مقاتل مزعوم من داعش كانت مربوطا بعمود كهربائي، ويضربونها بالحجارة قبل التقاط بعض الصور لبعضهما مع الجثة.

قال إنه في تلك الليلة عرض عليه مقاتل من جهاز مكافحة الإرهاب أيضا فيديو لرجل يُضرب ضربا شديدا، قال المقاتل إنه سجين من داعش. يظهر الفيديو المقاتل من جهاز مكافحة الإرهاب يطلق النار على المعتقل الأعزل ويقتله.

قال الرجل إنه رأى في الأيام السابقة 5 جنود عراقيين عند نقطة تفتيش يخرجون ما لا يقل عن 10 رجال كل ساعة ويضربونهم ويسحبونهم نحو مبنى يستخدمه الجنود كقاعدة. قال إن أحد الرجال الذين كان الجنود يضربونه أصِيب، بعد أن وصل مع عائلته من مستشفى ميداني عند خط الجبهة. قال الشاهد إنه عندما كان يغادر المنطقة رأى الجنود يفرزون المزيد والمزيد من الرجال، يضربونهم ويأخذونهم بعيدا، لكنه لم يستطع عدهم.

تذكر مقالة نشرتها صحفية سويدية كانت عند خط الجبهة، في صحيفة سويدية في 28 يونيو/حزيران 2017، إن عنصرا من الشرطة الاتحادية تفاخر بقطع رؤوس ما لا يقل عن 50 رجلا بالسكين وضرب آخرين، بينما كان زملاؤه من الضباط يشاهدون ويهللون وأحيانا يصورون. ذكرت المقالة أن الشرطة الاتحادية دعمت هذه الادعاءات بالصور ومقاطع الفيديو.

طوال عملية استعادة السيطرة على الموصل، وثقت هيومن رايتس ووتش قيام القوات العراقية باعتقال واحتجاز آلاف الرجال والفتيان في ظروف لا إنسانية دون تهم، وتعذيبهم وإعدامهم في بعض الحالات، بحجة التدقيق في انتمائهم إلى داعش. في مايو/أيار 2016، استعادت القوات العراقية مدينة الفلوجة من داعش، ولكنها ارتكبت في العملية انتهاكات مروعة، بما فيها الإعدام والتعذيب وإخفاء أكثر من 600 رجل لم يعثر على جثثهم بعد.

أثارت هيومن رايتس ووتش مخاوف بشأن ادعاءات سوء المعاملة والتعذيب والإعدام مرات عديدة في لقاءات مع مسؤولين عراقيين ببغداد، وكذلك مع ممثلين من الدول الأعضاء في التحالف ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة. ليس لـ هيومن رايتس ووتش علم بوجود أي تحقيق شفاف في الانتهاكات التي ترتكبها القوات المسلحة العراقية، وأي حالات لقادة حوسبوا على إساءة المعاملة، أو حصول أي من ضحايا الانتهاكات على تعويض.

على السلطات العدلية الجنائية العراقية أن تحقق بطريقة سريعة وشفافة وفعالة في جميع الجرائم المزعومة، بما فيها القتل غير القانوني وتشويه الجثث، التي يرتكبها أي طرف في النزاع، وصولا إلى أعلى مستويات المسؤولية. ينبغي محاكمة المسؤولين عن الجرائم جنائيا على نحو مناسب. عمليات الإعدام خارج نطاق القانون والتعذيب أثناء النزاع المسلح هي جرائم حرب. يُعتبر التمثيل بالجثث وغيرها من الاعتداءات على الكرامة الشخصية انتهاكات لقوانين النزاع المسلح وقد ترقى إلى جرائم الحرب.

قالت فقيه: "التقارير عن عمليات الإعدام غير المشروعة والضرب من قبل الجنود العراقيين يجب أن تكون كافية لرفع القلق في أعلى المستويات في بغداد ولدى أعضاء التحالف الدولي لمحاربة داعش. على المسؤولين العراقيين ترجمة هذا القلق إلى مساءلة عن جرائم الحرب".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة