في 19 أبريل/نيسان، انتخبت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة السعودية عضوا في "لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة"، وهي هيئة "مخصصة لدعم المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة".
لكن كيف تتعامل هذه الحكومة القمعية مع النساء السعوديات اللاتي يسعين إلى تحقيق نفس أهداف اللجنة المعلنة؟
قبل بضعة أيام من التصويت، فرّت مريم العتيبي (29 عاما) من اعتداءات أسرتها من منطقة القصيم إلى الرياض، لكن السلطات اعتقلتها وسجنتها لأنها تجرأت واتخذت قرارات تخص حياتها. وهي الآن قابعة في سجن بُريدة في القصيم.
عانت مريم لسنوات بسبب نظام ولاية الأمر التعسفي، الذي يمنع النساء من استصدار جواز سفر أو الزواج أو السفر إلى الخارج دون موافقة وليّ ذكر، عادة ما يكون زوجا أو أبا أو أخا أو إبنا. سبق واعتقلت السلطات مريم لفترة وجيزة في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 بعدما حاولت التقدم بشكوى ضد أخيها بدعوى اعتدائه عليها، لكن عائلتها سبقتها وجعلتها تُسجن بدعوى "العقوق". وبعد احتجازها لمدة قصيرة، أعادتها السلطات إلى أهلها واستمر سوء المعاملة.
مريم ليست وحدها. في 10 أبريل/نيسان، حاولت دينا علي السلوم (24 عاما) الفرار إلى أستراليا من الكويت هربا من سوء معاملة عائلتها، لكنها أُعيدت إلى السعودية فيما كانت تنتظر طائرة في مانيلا بالفلبين. قال مسؤول سعودي إنها حاليا في مركز احتجاز، وتواجه إمكانية الاحتجاز لأجل غير مسمى أو الإعادة القسرية إلى العائلة التي هربت منها.
أحرزت السعودية تقدما هامشيا في مجال حقوق المرأة خلال السنوات الماضية، خاصة في مجال العمل والوصول إلى التعليم العالي، لكن تلك التغييرات أُعيقت أو أُبطلت لكون السلطات سمحت ببقاء نظام ولاية الرجل على المرأة، مّا يمكن الرجال من الاستمرار في السيطرة على حياة النساء.
انتخاب السعودية عضوا في اللجنة من قبل 47 دولة من بينها 3 دول أوروبية على الأقل هو إهانة لمُهمّة اللجنة نفسها وللنساء السعوديات. قال رئيس وزراء بلجيكا فيما بعد إنه يتأسف لتصويت بلاده لصالح عضوية السعودية.
المقعد الذي منح للسعودية في اللجنة يجب ألا يمنع الأخيرة من الوقوف إلى جانب النساء السعوديات اللاتي يسعين إلى تمكين أنفسهن. ويمكنها أن تبدأ بدعوة المملكة إلى إطلاق سراح مريم العتيبي ودينا علي السلوم، وضمان حقهما في السفر بحرية والعيش باستقلالية واتخاذ القرارات التي تخص حياتهما، ثم دعوة الحكومة إلى الالتزام أخيرا باتخاذ خطوات شاملة لإلغاء نظام الولاية بشكل كامل.