كيف يعاني الأطفال في حلب؟ كانت الفظائع المرتكبة خلال الأشهر القليلة الماضية وحدها أكثر من أن تُروى.
يُقصفون بالغارات الجوية السورية الروسية على حلب الشرقية. أحيانا نرى نتائج ذلك، كما في الفيديو الذي صوّر صبيين صغيرين يبكيان أخاهما المقتول بغارة جوية في أغسطس/آب في ضواحي حلب الشرقية. بعدها بأيام، قصفت الطائرات السورية الجنازة، ثم قصفوا من هبّوا للنجدة.
يُقتلون بقذائف هاون وصواريخ وأسلحة انفجارية أخرى تطلقها جماعات المعارضة المسلحة، مثل المستخدمة في هجمات قتلت 22 طفلا على الأقل في حلب الغربية في أكتوبر/تشرين الأول.
يُقتلون ويُصابون بأسلحة مُستخدمة في الغارات الجوية لقوات التحالف السوري-الروسي. يُصاب الأطفال بالقنابل العنقودية التي تحظرها "اتفاقية الذخائر العنقودية"، ومخلفاتها المتفجرة، كما في حالة طفلة في الرابعة قتلتها واحدة من المخلفات التي التقطتها وهي تظن أنها لعبة. يقع الأطفال ضحايا للأسلحة الكيميائية، المُستخدمة في خرق لـ "اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية"، كما يعانون من هجمات الأسلحة الحارقة التي تُشعل حرائق هائلة وتسبب حروقا مؤلمة لا تطاق.
تقصف القوات السورية-الروسية المستشفيات التي تعالج جراحهم. في 23 يوليو/تموز، قصفت غارتان مستشفى للأطفال وأسفرت عن مقتل 4 رُضّع. في سبتمبر/أيلول، قصفت غارات مستشفى أطفال آخر. دمرت وأعطبت الغارات كل مستشفيات حلب الشرقية تقريبا.
مُنع إخلاء المدنيين من شرق حلب لتلقي العلاج الطبي، مع مهاجمة القوات الحكومية معبر الخروج الوحيد من المدينة. في أكتوبر/تشرين الأول، رفضت جماعات المعارضة المسلحة مناشدة من الأمم المتحدة بالسماح بخروج الناس لتلقي الرعاية الطارئة، مثل طفل عمره 9 سنوات يعاني من مشاكل في القلب، وطفل عمره 14 سنة يعاني من مرض معوي، وذلك بعد فشل التوصل الى اتفاق إخلاء مع السلطات السورية.
تجوّعهم القوات الحكومية. في 7 يوليو/تموز تمكنت الأمم المتحدة لآخر مرة من دخول حلب الشرقية، حيث يوجد 100 آلف طفل تحت الحصار، وتوشك إمداداتهم الغذائية على النفاد. في سبتمبر/أيلول، عندما أُبلغ عن وفيات ناجمة عن سوء التغذية، هاجمت الطائرات السورية الروسية قوافل المساعدات مرارا مما أسفر عن مقتل 18 شخصا. قطعت كل من الحكومة وجماعات المعارضة السورية إمدادات المياه عن المدنيين.
يُقتلون عندما يذهبون إلى المدرسة، أحيانا بالغارات الجوية السورية الروسية، وأحيانا بقذائف الهاون وصواريخ المعارضة - مثل تلك التي قتلت 8 أطفال في مدارس حلب الغربية قبل أسبوعين، وقت أن كان فصل من أطفال الصف الرابع يحضرون لتدريب على الرقص. أُغلقت مدارس حلب الشرقية، وانتقل بعضها إلى الأقبية، في محاولة يائسة لإبقاء الأطفال في مأمن من القنابل. ثلث المدارس السورية فقط ما زالت مفتوحة.
لماذا لا تهرب أسر الأطفال في حلب الشرقية من هذه الفظائع؟ ألقت قوات العملية السورية الروسية المشتركة منشورات للسكان هناك، ويُقدر عددهم بـ 250 ألف مدني، تقول "إن لم تغادر بسرعة، ستموت... لقد تخلى الجميع عنك وتركوك تواجه الموت".
لكن الكثيرين إما مرضى أو ضعفاء أو مسنين أو صغار أو يخافون الهروب نظرا لمهاجمة ممرات الخروج مرارا وخوفا من انتقام القوات السورية منهم حال وصولهم الأراضي الخاضعة للحكومة.
مطالبة الجيش المدنيين بالمغادرة لا تمنحه تفويضا مطلقا ليهاجم كما لو كانوا غادروا حقا. بتحذير أو بدونه، لا يمكن تنفيذ هجمات إلا ضد أهداف عسكرية، مع ضرورة توفر شرط التناسب في الهجمات.
لماذا يعاني أطفال حلب؟ بسبب جرائم الحرب.
كيف يمكن للسلطات الروسية تخفيف معاناة الأطفال؟ عبر إنهاء الهجمات غير القانونية والكف عن استخدام الأسلحة غير المشروعة، ودفع القوات السورية للقيام بالمثل. من خلال السماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى المحاصرين في حلب الشرقية، والسماح للمدنيين بالخروج. وعبر الدعوة إلى العدالة لا صدها.