السيد سيرغي شويغووزير الدفاع
وزارة الدفاع
19 شارع زنامنكا
119160، موسكو
روسيا
نسخة إلى السيد:
سيرغي لافروف
وزير الخارجية
وزارة الخارجية
32/34 Smolenskaya-Sennaya pl.
119200، موسكو
روسيا
16 نوفمبر/تشرين الثاني 2016
السيد شويغو،
نكتب إليكم لنطلعكم على نتائج تحليل صور الأقمار الصناعية الذي أجرته "هيومن رايتس ووتش" ويُظهر الآثار التي خلفتها القنابل الجوية في حاس، سوريا، في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2016. في ضوء معلومات موثوقة أن هذه الهجمات قد ترقى إلى انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب التي تنطبق على النزاع في سوريا، نطالب الوزارة بإجراء تحقيق شامل وشفاف في الهجمات.
ردا على بيان صحفي نشرته هيومن رايتس ووتش في 6 نوفمبر/تشرين الثاني حول قصف حاس، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء إيغور كوناشنكوف أننا لم نأخذ بعين الاعتبار صور الطائرات بدون طيار الروسية في 27 أكتوبر/تشرين الأول التي أظهرت "غياب أي آثار لقصف [مجمع] المدارس".
لكن بياننا المنشور في 6 نوفمبر/تشرين الثاني أخذ في الحسبان صور الطائرات بدون طيار التي تُظهر أضرارا لحقت بملعبي مدرستين في حاس تتفق مع تفجير فوق سطح الأرض أو انفجار ذخيرة معززة. حتى إن إحدى الصور تظهر موقع الضرر الناجم عن غارة جوية على مجمع مدرسي. في الصورة الثانية، علامة الهدف البيضاء في نظام مراقبة الطائرة بدون طيار تحجب جزئيا الأضرار التي لحقت بمجمع مدارس آخر.
بالإضافة إلى أبحاثنا السابقة، والتي تضمنت إفادات شهود عيان وتحليل مقاطع فيديو تُظهر إلقاء قنابل ذات مكابح مظلية على حاس، حللنا الآن صور الأقمار الصناعية لحاس في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، وقارنّاها مع صور طائرات بدون طيار، فضلا عن مقاطع فيديو صورتها جماعات محلية معارضة. يتفق الضرر الظاهر في صور الأقمار الصناعية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني تماما مع الضرر الظاهر في صور الطائرات بدون طيار لمجمع المدارس، ومع الضرر الظاهر على المجمع المدرسي ومناطق أخرى من حاس في مقاطع فيديو التُقِطت في موقع القصف ونُشِرت على "يوتيوب" في 26 أكتوبر/تشرين الأول.
تظهر صور الأقمار الصناعية 4 آثار دمار تتفق مع ضربات جوية، من بينها 2 على مدارس مجاورة مُلحَقة بمجمع المدارس، وثالث على مفترق طرق 100 متر شمالا، والرابع على مبنيين نحو 100 متر شرق المجمع بجانب بستان. درست هيومن رايتس ووتش صورا من 22 أبريل/نيسان، قبل الهجوم الأخير، لم تُظهر أي ضرر على مجمع المدارس.
صور الأقمار الصناعية من 5 نوفمبر/تشرين الثاني تظهر موقعين أصيبا في المجمع جراء الغارات التي دمرت جزئيا جدران فناء المدارس والعديد من المباني الصغيرة داخل المجمع. إحدى هاتين الغارتين دمرت مبان في الجهة المقابلة من الشارع.
الضرر الظاهر في صور الأقمار الصناعية يتفق مع عدة مقاطع فيديو وصور نُشرت عن الهجمات. يظهر فيديو صوّره "مركز كفرنبل الإعلامي" المعارض، ونشر على "يوتيوب" في 26 أكتوبر/تشرين الأول، سقوط ذخيرة ذات مكابح مظلية وانفجارها. توصلت هيومن رايتس ووتش إلى أن الذخيرة أصابت المجمع في حاس بعد مقارنة المشاهد في الفيديو مع صور الأقمار الصناعية.
يبدو أن القنابل فجرت في الجو بالقرب من الأرض، لتحقيق أكبر قدر من الأضرار الناتجة عن التأثير الانفجاري. القنابل التي تُفجَّر بهذه الطريقة لا تخلّف حفرة في الأرض كالتي تخلّفها القنابل التي تنفجر عند الارتطام.
تتفق مشاهد الأضرار في صور الأقمار الصناعية مع العديد من مقاطع الفيديو المنشورة. من هذه المقاطع فيديو نشرته مجموعة "شبكة الثورة السورية" المرتبطة بالمعارضة على يوتيوب يظهر أضرارا ناجمة عن انفجار كبير في جدار فناء إحدى المدارس، ومباني مجمع المدارس، وواجهات العديد من المباني داخل المجمع؛ وفيديو نشرته قناة "الجزيرة" يظهر الأضرار التي لحقت بمبنيي مدرستين على الأقل. وصورة لوكالة "فرانس برس" لصف مدمّر؛ وفيديو "سمارت نيوز" يظهر الأضرار الفادحة في موقعين آخرين خارج مجمع المدارس.
الأماكن والمباني الظاهرة في فيديو آخر، نشره "المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية"، تتفق أيضا مع صور الأقمار الصناعية من حاس. يتضمن الفيديو مقطعا تبدو فيه طائرة "سوخوي 24" تحلق على علو متوسط. ويظهر في مقطع آخر التُقط من نفس المكان عمود من الدخان يتصاعد من المباني في الأفق وسقوط جسم أحدث انفجارا. الجيشان الروسي والسوري فقط يشنان غارات جوية في سوريا باستخدام طائرات سوخوي 24.
"ذكّر" اللواء كوناشنكوف هيومن رايتس ووتش أن "الإرهابيين" يسيطرون على إدلب منذ فترة. وأشار بياننا الصحفي في 6 نوفمبر/تشرين الثاني إلى أن القوات المسلحة المعارضة لبشار الأسد تسيطر منذ فترة طويلة على حاس والمناطق المحيطة بها، وقمنا بتوثيق هجمات غير قانونية من قِبَل قوى المعارضة، بما في ذلك الهجمات التي أسفرت عن مقتل 3 أطفال على الأقل في غرب حلب تحت سيطرة الحكومة في 27 أكتوبر/تشرين الأول. وثقنا انتهاكات من قبل قوات المعارضة، وأيضا "داعش"، طوال فترة الصراع.
بموجب القانون الدولي، يمكن مهاجمة المدارس فقط إذا كانت هدفا عسكريا، وفقط خلال الفترة التي تشكل خلالها هدفا عسكريا، مثلا، إذا كانت تُستخدم لتخزين الأسلحة، أو لشن هجمات، أو لإيواء المقاتلين، وفي هذه الحالة يجب ألا تضر الهجمات بصورة غير متناسبة بالمدنيين الموجودين في المكان. لم تقدم وزارة الدفاع أي أدلة على أن مجمع المدارس أو أماكن أخرى في حاس احتوت أي هدف عسكري.
نطلب منكم فتح تحقيق في هجمات 26 أكتوبر/تشرين الأول على حاس ونشر المعلومات التي تجيب عن الأسئلة التالية:
- هل كان الجيش الروسي يشغّل الطائرات التي هاجمت حاس أو الجيش السوري، أم الاثنان معا؟
- ما هي المواقع التي استهدفها الهجوم، ولماذا اعتُبِرت أهدافا عسكرية؟
- ما نوع الذخائر التي أُلقيت أثناء الهجوم وما عددها؟
- ما هي الخطوات التي اتخذت لضمان أن الذخيرة التي استُخدمت في الهجوم لن تضر بالمدنيين عشوائيا أو بطريقة غير متناسبة؟
نشرت وزارة الدفاع صورتين فوتوغرافيتين فقط من لقطات الطائرات بدون طيار. نطلب منكم نشر بقية اللقطات بحيث تتكون صورة كاملة وأكثر وضوحا عما حدث في حاس.
يُمكن الاتصال بي على: cdr@hrw.org
مع فائق الاحترام والتقدير،
زاما كورسن ناف
المديرة التنفيذية
قسم حقوق الطفل