(نيويورك). سلسلة تفجيرات بالسيارات المفخخة وعمليات انتحارية استهدفت محطات حافلات مدنية ومشفى في مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية في 23 مايو/أيار 2016، وقد ترقى إلى جرائم حرب. ذكرت وكالة أنباء "داعش"، "أعماق"، أن داعش أعلن مسؤوليته عن هجمات محافظة اللاذقية قائلا إن انتحاريين استهدفوا مناطق "يتجمع فيها العلويون". يُعتبر استهداف المدنيين المتعمد جريمة حرب، وينبغي إخضاع أي شخص متورط في إعداد أو ترتيب أو تنفيذ مثل هذه الهجمات للمساءلة.
قالت وكالة الأنباء السورية الحكومية "سانا" إن 78 شخصا قتلوا في سلسلة هجمات انتحارية وسيارات مفخخة ضربت مدينتي طرطوس وجبلة في محافظة اللاذقية. قالت سانا إن 45 شخصا قتلوا في جبلة و33 في طرطوس، في حين قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، وهي منظمة مراقبة محلية، إن 145 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في الهجمات.
قال نديم حوري نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط: "تظهر الهجمات القاتلة على محطات الحافلات ومشفى في المدن الساحلية السورية استهتار المهاجمين بحياة المدنيين. يحب التذكير، في مواجهة مثل هذه الفظائع، على ضرورة أن تكون حماية المدنيين في سوريا أولوية قصوى – أكثر من أي وقت مضى – بغض النظر عن دينهم والجهات التي يساندونها والمناطق التي يسكنون فيها".
ذكرت سانا أن انتحاريين يرتديان حزامين ناسفين استهدفا مدخل محطة حافلات جبلة، في حين هاجم ثالث مدخل الطوارئ في مشفى جبلة الوطني وشركة الكهرباء. كما انفجرت سيارة مفخخة في محطة حافلات طرطوس في نفس الوقت الذي فجر فيه انتحاري حزاما ناسفا داخل المحطة.
أفاد المرصد السوري أن الهجوم الثاني في محطة حافلات طرطوس جاء بعد تجمع الناس حول مكان الهجوم الأول. أظهرت لقطات فيديو بثتها سانا سيارات وحافلات صغيرة محطمة قرب ما بدا أنه محطة حافلات. أظهرت قناة "الإخبارية"، وهي محطة إخبارية موالية للحكومة، لقطات لشظايا معدنية ومبان متضررة ودماء على الأرض.
جاءت التفجيرات والهجمات الانتحارية ليوم 23 مايو/أيار ضمن سلسلة فظائع مستمرة يرتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف، المعروف أيضا بـ داعش، في جميع أنحاء سوريا. وثقت هيومن رايتس ووتش سابقا هجمات متعمدة ضد المدنيين نفذها داعش وجماعات مسلحة أخرى في مناطق يقطنها العلويون أو غيرهم من المدنيين ممن يُنظر إليهم على أنهم موالون للحكومة.
يحظر على جميع الأطراف المتحاربة، بما في ذلك الجماعات غير الحكومية، شن هجمات تستهدف مدنيين عمدا، أو لا تميز بين مدنيين ومقاتلين، أو تتسبب في خسائر مدنية لا تتناسب مع الميزة العسكرية المتوقعة. يعتبر تخطيط أو إعداد أو تنفيذ هجمات غير مشروعة متعمدة جريمة حرب.
قال حوري: "رغم أنه يبدو من المستحيل التأثير على سلوك داعش الإجرامي، إلا أنه يجب على الأطراف المتحاربة في سوريا والأطراف الدولية الداعمة لها بذل مزيد من الجهد ليس فقط لإدانة هجمات داعش، بل أيضا لضمان وقف استهداف المدنيين".