Skip to main content

أصوات منسية: الأشخاص ذوو الإعاقة في الأزمات الإنسانية

 

جاء السيليكا [جماعة متمردة مسلحة] وبدأوا في قتل الناس. كنت نائما عندما سمعت طلقات الرصاص وأفقت من النوم لأجد نفسي وحيدا في البيت. فرّ والدي من دوني. بدأت أصرخ وأزحف إلى مدخل البيت لكن عندما نظرت إلى الخارج، لم أجد أحدا. بقيت وحدي ليوم حتى مر صبي صغير بالجوار. بدأت أبكي عندما رأيته ورجوته قائلا: "أرجوك ساعدني! إذا تركتني فسوف أموت". خشى الصبي عليّ ووافق على حملي على ظهره حتى المطار [مخيم للنازحين].

- أنديت، رجل عمره 27 عاما مصاب بإعاقة بدنية، جمهورية أفريقيا الوسطى، أبريل/نيسان 2015

 

الملخص

مع انتشار النزاعات المسلحة حول العالم، بات من الضروري للمجتمع الدولي أن يعيد التأكيد على التزامه بألا يترك أحدا بلا مساعدة في الأزمات الإنسانية، بما يشمل الأشخاص ذوي الإعاقات.

هناك أكثر من مليار نسمة في شتى أنحاء العالم، أو حوالي 15 بالمائة من التعداد السكاني العالمي، مصابين بإعاقات.[1] بحسب تقدير مفوضية اللاجئين النسائية، فإن هناك ما يُقدر بـ 6.7 مليون نسمة من ذوي الإعاقات تعرضوا للنزوح القسري جراء الاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى والنزاعات والعنف الشامل.[2]

بين سبتمبر/أيلول 2013 ومارس/آذار 2016 قابلت هيومن رايتس ووتش أكثر من 100 شخص من ذوي الإعاقات وأقارب لهم، وقيّمت احتياجاتهم أثناء النزاعات في كل من جمهورية أفريقيا الوسطى والعراق واليمن. كما بحثنا في التحديات التي تواجه اللاجئين المصابين بإعاقات في أوروبا، وحصول الأطفال السوريين المصابين بإعاقات على التعليم في كل من لبنان والأردن.

وثقت هيومن رايتس ووتش كيف أنه في حالات الخطر، مثل النزاع المسلح والأزمات الإنسانية، يتعرض المصابين بإعاقات لخطر الهجر في بيوتهم أو في القرى المهجورة لأيام وأسابيع، دون توفر ما يكفي من طعام أو مياه. الأشخاص ذوو الإعاقات الذين وفدوا على مواقع لإقامة النازحين داخلياً أو اللاجئين كثيراً ما تعرضوا لمصاعب فيما يخص الحصول على الغذاء والخدمات الصحية والمساعدة الطبية. الأطفال المصابون بإعاقات إما لم يكونوا قادرين على ارتياد المدارس أو لم يتحصلوا على المساواة في تحصيل التعليم أسوة بالأطفال غير المعاقين.

تدعو هيومن رايتس ووتش الحكومات وهيئات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والمانحين إلى الاستجابة لاحتياجات وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقات كأولوية أساسية، في أوضاع النزاع والنزوح، وأن تعكف على تطوير ردود إنسانية أكثر فعالية وغير تمييزية وشاملة للجميع.

 

التوصيات

على الحكومات وهيئات الأمم المتحدة والمانحين والمنظمات الإنسانية العمل على ضمان حماية وأمن وكرامة الأشخاص ذوي الإعاقات في حالات الخطر، بما يشمل النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية، عن طريق:

عدم التمييز

يجب أن يُتاح للأشخاص ذوي الإعاقات المشاركة في تحصيل المساعدات الإنسانية، سواء من حيث الحماية والمساعدة، على قدم المساواة بالغير، أو عن طريق السماح لهم بالتمتع بكامل حقوقهم.
التصديق على "ميثاق ادماج الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل الإنساني" و"خطة عمل الميثاق"، الذي عُرض على القمة العالمية الإنسانية لعام 2016 في إسطنبول، بتركيا.

المشاركة

تعزيز المشاركة الحقيقية للأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمات التي تمثلهم في تصميم وتنفيذ ورصد وتقييم برامج الجاهزية والاستجابة، والاستفادة من قيادتهم للبرامج ومهاراتهم وخبراتهم وقدراتهم الأخرى عن طريق ضمان مشاركتهم الفعالة في صناعة القرار والتخطيط، بما يشمل تفعيل آليات التنسيق المناسبة.
توفير الدعم المالي وغيره من أشكال الدعم بما يضمن أن حقوق واحتياجات الأشخاص من المصابين بمختلف أنواع الإعاقات سيتم استيعابها في الجهود الإنسانية المبذولة.
تعيين أشخاص مصابين بمختلف أنواع الإعاقات في لجان إدارة المخيمات من أجل ضمان أفضل لمراعاة شواغل الأشخاص ذوي الإعاقة من حيث تمثيل هذه الشواغل ومعالجتها.

سياسة مستوعبة للجميع

تطوير وتنفيذ سياسات وأدلة توجيهية حول استيعاب قضايا الإعاقة في الأعمال الإنسانية. يجب أن تعالج هذه الأدلة التوجيهية ما يتصل بالتنسيق والتعاون والتنفيذ والرصد والتمويل، والمزيد من الممارسات المستوعبة لمختلف الأطراف في إطار تحركات وأعمال الأطراف المعنية بالمساعدات الإنسانية.
جمع بيانات مقسمة بحسب السن والنوع والإعاقة، وتحليل هذه البيانات بحيث يتم استيعاب حقوق واحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة في الأعمال الإنسانية. يجب احترام خصوصية وسرية بيانات الأشخاص ذوي الإعاقات أثناء عملية جمع البيانات.

أعمال وخدمات متكاملة

توفير سبل وصول منفصلة أو أية تدابير أخرى كفيلة بالتغلب على معوقات تحصيل الأشخاص المصابين بإعاقات للمساعدات الإنسانية.
توفير رعاية طبية مناسبة وملائمة وتحترم الحقوق، وتشمل رعاية الصحة العقلية وخدمات المشورة والدعم النفسي-الاجتماعي، تخصص للأشخاص ذوي الإعاقة.
تحسين القدرة على الوصول للمرافق الطبية، بما يشمل إتاحة مترجمين للغة الإشارة أو غير ذلك من الخدمات الداعمة للتمكين من الاستفادة من المرافق الطبية.
تيسير حصول الأطفال المصابين بمختلف أنواع الإعاقات على التعليم، عن طريق تدريب المعلمين وجعل قاعات الدرس كاملة الاستيعاب للأطفال ذوي الإعاقة.
العمل على توفير بيئة مادية في مخيمات اللاجئين – بما يشمل الاحتياجات الأساسية والإسكان والمدارس والمرافق الطبية – تستوعب الأشخاص ذوي الإعاقة، وأن يكون معمار وتصميم المخيمات مستوعبا لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة. يمكن تيسير هذا الأمر عن طريق ضم أشخاص مصابين بمختلف أنواع الإعاقات إلى عمليات تصميم المخيمات وخطط الإجلاء الطارئة.
إمداد الأشخاص ذوي الإعاقة بالمساواة في الحصول على المعلومات حول خدمات المخيم، مثل الرعاية الطبية وتوزيع الغذاء وخطط الإجلاء عند الحاجة، من خلال مواد سهلة الفهم وغير ذلك من وسائل الاتصال ذات الصلة.

التعاون والتنسيق

توعية جميع العاملين الدوليين والمحليين بالمجال الإنساني، والسلطات المحلية والوطنية، بشأن حقوق وتدابير حماية وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة، مع تعزيز قدرات ومهارات مختلف الأطراف المذكورة للتعرف على الأشخاص ذوي الإعاقة وضمهم إلى أعمال وآليات الجاهزية والأعمال الإنسانية.
مطالبة بعثات حفظ السلام الأممية – ومعها الأشخاص ذوي الإعاقة وخبراء حقوق الإنسان – بتطوير وتنفيذ خطط عمل تستوعب كيفية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة ودعمهم وحمايتهم في معرض أنشطة حفظ السلام المختلفة.
الدعوة لأن تُجهز كل من بعثات حفظ السلام بخبراء معنيين بالإعاقة، وأن تكون برامج حفظ السلام حساسة لشواغل الأشخاص ذوي الإعاقة.

الهجر والعوائق أثناء الفرار من الخطر

عندما تقع الهجمات تواجه العائلات التي بها أفراد مصابين بإعاقات خيارا صعبا: إما أن تساعد القريب وتخاطر بالتعرض للقتل، أو أن تفر من دونه وتنقذ نفسها. النتيجة أن الأشخاص ذوي الإعاقة كثيرا ما يُهجرون.[3]

وثقت هيومن رايتس ووتش المعوقات التي تعترض الفرار، والهجر، في كل من جمهورية أفريقيا الوسطى والعراق، وفي أزمة اللاجئين في أوروبا.

جمهورية أفريقيا الوسطى

توصلت هيومن رايتس ووتش في جمهورية أفريقيا الوسطى إلى أنه في أعقاب هجمات على تجمعات سكانية شنتها جماعات مسلحة بدءا من عام 2013، فقد هُجر ما لا يقل عن 96 شخصا من ذوي الإعاقات، أو لم يتمكنوا من الفرار عندما وقعت هجمات على بيوتهم، فقُتل 11 شخصا منهم.[4]

هاماماتو، صبية عمرها 13 عاما مصابة بشلل الأطفال، نجت من هجوم بعد أن حملها أخوها على ظهره إبان هجوم على قريتهما. بعد أن تعب شقيقها ولم يعد قادرا على الاستمرار، ترجته هاماماتو أن ينقذ حياته ويتركها. عندما عثر عليها المقاتلون بعد أسبوعين، على حد قول هاماماتو لـ هيومن رايتس ووتش: "قال المقاتلون: وجدنا حيوانا، لنقضي عليه". تدخل مقاتل آخر وأنقذ حياتها.[5]

قضى أشخاص من ذوي الإعاقة في جمهورية أفريقيا الوسطى أياما وأسابيع – وفي بعض الحالات نحو الشهر – في أحياء أو قرى مهجورة من سكانها، ليس معهم إلا القليل من الغذاء والماء. من الصعوبات التي تواجههم عند الفرار غياب المعدات التي تساعد على الحركة، مثل المقعد المتحرك والتروسيكل والعكازات، التي تُفقد وسط الفوضى، أو تُنسى أو تُنهب. كما أن العديد من المصابين بإعاقات بدنية أو حركية وجدوا فكرة الارتحال بدون سيارات مرهقة للغاية فقرروا البقاء. هناك آخرون قرروا البقاء في بيوتهم وهم يعتقدون أن المقاتلين سيحجمون عن قتلهم بسبب إعاقاتهم. لكن في بعض الحالات لم يتمكن معاقون من الفرار فقتلهم المقاتلون.

يواجه المصابون بإعاقات مخاطر إضافية في حالات الأزمات بسبب العوائق التي تحول دون حصولهم على المعلومات أو عدم الوعي بالمخاطر التي هم بصددها. على سبيل المثال، بما أن الهجمات تأتي دون تحذير، فإن الشخص الأصم أو المصاب بإعاقة نفسية-اجتماعية أو عقلية يمكن ألا يسمعها بالمرة أو لا يعرف بها أو أن يفهم ما الذي يحدث. وثقت هيومن رايتس ووتش حالة خياط مصاب بإعاقة نفسية-اجتماعية في بانغي أُطلق عليه الرصاص ومات على يد جماعة متمردة لأنه استمر في العمل في متجره بالسوق في حين فر الآخرون. قال أحد معارفه: "الأمر ببساطة أنه لم يفهم ما الذي يجري".[6]

العراق

بناء على تحقيقات أجريت بشأن مواقع الدفن في جبل سنجار في شمال العراق، وثقت هيومن رايتس ووتش حالات لأطفال مصابين بإعاقات هُجروا في حين فرت عائلاتهم مع اقتراب الهجمات من بيوتهم.[7] أصبح الوصول لهذه المواقع متاحا بعد أن عاودت القوات الكردية السيطرة على المنطقة إذ انتزعتها من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف، المعروف أيضا بـ "داعش".

تشير المعلومات التي جُمعت من الشهود والمسؤولين المشاركين في كشف المواقع إلى أن 3 ضحايا على الأقل من مختلف المواقع كانوا مصابين بإعاقات.

أسرت داعش وقتلت إيزيديين مسنين ومرضى وأشخاص من ذوي الإعاقات، بعد أن فشلوا على ما يبدو في الفرار في الوقت المناسب، على حد قول شهود عيان.

أزمة اللاجئين في أوروبا

وثقت هيومن رايتس ووتش كيف أن المصابين بإعاقات وعائلاتهم يواجهون بدورهم تحديات أثناء رحلة الخروج من بلاد مزقتها الحرب مثل سوريا والعراق وأفغانستان إلى أوروبا.

على سبيل المثال قال أشخاص من ذوي الإعاقة لـ هيومن رايتس ووتش إن المهربين لم يسمحوا لهم بأخذ أجهزتهم المعاونة معهم، مثل المقاعد المتحركة، على متن القوارب المطاطية الصغيرة، أثناء الفرار التماسا للحماية في أوروبا. أوضح آخرون إن التضاريس الصعبة جعلت الرحلة بأجهزة معاونة غير ممكنة.[8] قام أقارب وأصدقاء للعديد من السوريين الذين فقدوا أطرافا أثناء القصف الغاشم لبلدهم بحملهم لمسافات طويلة، فكانت تجربة مضنية للغاية على الشخص المصاب بإعاقة وعلى حامله الذي يساعده.

سارة، فتاة سورية عمرها 13 عاما، ارتحلت مع شقيقتها الكبرى وأمها، وهي مصابة بإعاقة بدنية وبمرض السكري وتستخدم مقعدا متحركا. روت لـ هيومن رايتس ووتش تجربتها المروعة على متن القارب المطاطي من تركيا، وخلال الرحلة انفصلت عن أسرتها وانتهى بها المطاف في الماء في قعر القارب المطاطي والماء المالح يبتلعها، ثم فقدت وعيها.[9] بعد الفرار من الحرب في سوريا في يوليو/تموز 2015 رفضت سفارتا ألمانيا والسويد طلباتهم في تركيا، فلم يعد أمام الأسرة خيار سوى المخاطرة بحياتها والسفر بحرا إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.

توفر الغذاء والخدمات الصحية والطبية

يُعدّ غياب ما يكفي من غذاء ونظافة صحية وخدمات طبية مبعث قلق كبير للأشخاص ذوي الإعاقات في الأزمات الإنسانية. السبب أن هناك تحديات عديدة، منها تدمير المستشفيات وغيرها من مرافق البنية التحتية التي يعتمد عليها المعاقون، ومصاعب في التنقل إلى حيث تتوفر الخدمات، ونقص في الإمدادات اللازمة بسبب اقتصار القدرة على الوصول للمساعدات الإنسانية أو بسبب كثرة الطلب على علاج المصابين في النزاع، فضلا عن تحديات الوصول لعمليات تسجيل اللاجئين أو المطالبة بالوضع القانوني للاجئ.

وثقت هيومن رايتس ووتش حالات لمثل هذه المعوقات في جمهورية أفريقيا الوسطى واليمن والعراق وأوروبا ولبنان.[10]

أزمة اللاجئين في أوروبا

في مارس/آذار وأبريل/نيسان 2016 وثقت هيومن رايتس ووتش كيف واجه الآلاف من طالبي اللجوء والمهاجرين – وبينهم عدة أشخاص من ذوي الإعاقة – في ميناء بيرايوس في أثينا وفي جزيرتي ليسبوس وخيوس اليونانيتين أوضاعا معيشية مزرية مع اشتداد الأزمة الإنسانية على الأشخاص العالقين في اليونان بسبب غلق الحدود.[11]

توصلت هيومن رايتس ووتش – على سبيل المثال – لأن الوصول للضروريات مثل المراحيض، مسألة صعبة للغاية على المعاقين. الكثيرون، وبينهم نساء كثيرات من ذوات الإعاقات، وصفوا لـ هيومن رايتس ووتش كيف أن الصعوبات لا تقتصر على عدم الاغتسال لأيام، إنما لأسابيع أحيانا.

نوائل امرأة سورية (34 عاما) تستعين بمقعد متحرك، مكثت في بيرايوس مع زوجها وأبنائها الثلاثة لأكثر من 10 أيام. قالت لـ هيومن رايتس ووتش:

من الصعب للغاية هنا أن أذهب لدورة المياه. يساعدني زوجي عند الباب وتساعدني سيدات كلما اتفق داخل المرحاض. لا أنام ليلا لأنني أشعر بالحكاك. ساعدني زوجي وغسلت شعري بالماء البارد، لكنني مرضت. قبل 10 أيام جاءت الدورة الشهرية وأقسم بالله، ما زلت لم أستحم بعدها. أنا أصلي [بانتظام]، لكن نظرا لعدم اغتسالي فلا يمكنني الصلاة.[12]

في مركز فيال (VIAL) للاجئين والمهاجرين وطالبي اللجوء في خيوس – والذي تحول إلى مركز احتجاز منذ تنفيذ اتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في 20 مارس/آذار – يُسمح لنحو 1000 محتجز تقريبا بالتحرك في منطقة محدودة فيها حاويات أعدت كمساكن مؤقتة، والمكان محاط بسياج من السلك الشائك. ليس لدى مركز فيال كبائن اغتسال يمكن لمستخدمي المقاعد المتحركة استخدامها، والمراحيض المتوفرة غير مصممة لاستخدام المصابين بإعاقات، باستثناء مرحاض واحد من النوع المجهز لهم في كل من قطاعات المخيم.[13]

في المخيمات غير الرسمية مثل تلك في بيرايوس وليسبوس وخيوس التي يزيد حجمها يوما بعد يوم، مع انشغال المتطوعين البالغ – وهم المدراء الفعليون للمخيمات – وجدت هيومن رايتس ووتش أن الاحتياجات الأساسية للنساء المصحوبات بأطفال صغار والأمهات غير المصحوبات بأزواج والنساء الحوامل والمصابين بإعاقات ومن يحتاجون لرعاية طبية، هي احتياجات لا تتم تلبيتها.

قابلت هيومن رايتس ووتش امرأة (45 عاما) من أفغانستان في جزيرة ليسبوس، وهي أستاذة جامعية فرت من طالبان، وكانت جالسة في ركن من الحاوية التي تتخذها مسكنا. قالت ابنة أخيها إنها مصابة باضطرابات نفسية-اجتماعية حادة وكشفت عن وثيقة من الصليب الأحمر الإسباني تشير لأنها مصابة باكتئاب حاد ومشكلات في التأقلم، وهي المضاعفات التي يؤدي إليها عادة معايشة موقف ضاغط للغاية. العلاج الموصى به – بحسب الوثيقة – هو مجموعة من مضادات الاكتئاب والاضطرابات النفسية، لكن قريبتها قالت إنها لم تتمكن من تحصيل أي من الأدوية أو أي شكل من أشكال الرعاية للصحة العقلية.[14]

هناك امرأة أفغانية أخرى هي أم لصبيين (9 أعوام و18 شهرا)، ومصابان بالصرع. قالت لـ هيومن رايتس ووتش إن ابنها الكبير الذي تعرض لنوبات منذ رحلة القارب من تركيا، لم يأخذ علاجه منذ أسبوع. قالت إن المهربين ألقوا بالأدوية والأغذية الخاصة التي تطعمه إياها في البحر، وهددوا بإلقاء الصبي في البحر بدوره إذا هي احتجت.[15]

في أكتوبر/تشرين الأول 2015 وثقت هيومن رايتس ووتش أيضا حالة شاب يُدعى أيمن (28 عاما)، وكان مصابا بإعاقة بدنية جراء صاروخ سقط على بيته في دمشق. كان محروما من مقعد متحرك أثناء احتجازه في مركز المهاجرين في المجر، جراء عبوره الحدود إلى المجر من الصرب.[16] عندما تحدثت إليه هيومن رايتس ووتش، كان أيمن محبوسا لأكثر من 40 يوما. قال إن مقعده انكسر على الحدود، وأنه أمضى 23 يوما راقدا على الفراش حتى تمكن محاميه من الحصول على مقعد تبرع به أحدهم. قال: "كل يومين أو 3 أيام يؤخذ الآخرون جميعا إلى الفناء للحصول على بعض الهواء النقي، لـ 15 أو 20 دقيقة. لم أخرج منذ 42 يوما بسبب الدرج. حتى الحيوانات تلقى معاملة أفضل. لم نرتكب جريمة، لماذا نحن هنا".

سوريا

في ديسمبر/كانون الأول 2012 تضررت بعض المستشفيات النفسية في حلب بسوريا وهُدم بعضها جراء القصف المتواصل، ما أدى بالعاملين إلى الفرار وترك المرضى يعانون وحدهم. مرافق الرعاية النفسية القليلة التي ظلت مفتوحة، مثل دار العجزة، واجهت قصورا مزمنا في الإمدادات.[17] يعتمد المستشفى الآن على رجال أعمال يقدمون مساعدات خيرية للبقاء مفتوحا. قال أبو عبده، أحد العاملين بالمستشفى (31 عاما): "لا توجد كهرباء ولا خبز ولا أدوية ولا أطباء". في إحدى الحجرات يتجمع 12 مريضا مصابين بإعاقات عقلية ونفسية-اجتماعية حادة، يتبادلون النوم على 4 أسرة. مع تجمعهم وسط كومة من البطانيات يبدو وكأنهم كتلة واحدة كبيرة.[18]

اليمن

بالنسبة للمصابين بإعاقات فإن السعر المبالغ فيه للأدوية والوقود وعدم توفر المرافق كانت له آثار جسيمة. منذ أبريل/نيسان 2015 وحتى أبريل/نيسان 2016 عمق إغلاق نحو 300 منظمة كانت توفر مساعدات خاصة للمعاقين في اليمن من هذا الاحتياج الشديد للمساعدات.[19]

على سبيل المثال، فإن خالد (15 عاما) مصاب بحثل عضلي دوشيني، ويعيش مع أسرته في العاصمة صنعاء. كان خالد حتى بلوغه السنة الثانية من عمره قادرا على المشي بشيء من الصعوبة، لكن تدهورت حالته وهو الآن مصاب بالشلل الرباعي. منذ ما قبل الحرب لم يكن خالد أو أمه صفية يحصلان على أية مساعدات، مثل الحفاظات أو مرتبة أو علاج طبيعي، سواء من الحكومة أو المنظمات الإنسانية الناشطة في صنعاء، بما يكفي للوفاء باحتياجاته.

رأى باحثو هيومن رايتس ووتش خالد راقدا على الأرض على مرتبة إسفنجية ناحلة قالت أمه إنه يمضي عليها يومه.[20] كان ملتحقا بمدرسة حتى وصل الصف الرابع لكن لم يعد يرتاد أية مدرسة. ليس لدى خالد مقعد متحرك يساعده في التنقل.

أدت ضغوط وتوتر الحرب إلى المزيد من التدهور لصحة خالد البدنية والعقلية. عندما بدأت الغارات الجوية بقيادة السعودية على قوات الحوثيين المتمردة في صنعاء في مارس/آذار 2015 كان يصاب بالذعر، ويرفض تناول الطعام، ويكتفي بشرب الحليب. اضطرت الأسرة لتغذيته عن طريق خط وريدي لأنه سريعا ما نال منه سوء التغذية.

حنان (4 أعوام) مصابة بشلل دماغي وصرع في اليمن، وتحتاج إلى أدوية أصبحت غير متوفرة مع استمرار النزاع. قال والد حنان لـ هيومن رايتس ووتش: "دواؤها مهم لصحتها لأنها عندما تأخذه بانتظام تصاب بنوبة صرع مرة واحدة كل أسبوعين. لكن عندما لا تأخذه، تتعرض لنوبة مرتين يوميا... الإحساس بقلة الحيلة صعب".[21]

العراق

في يناير/كانون الثاني 2016، قابلت هيومن رايتس ووتش 15 امرأة وفتاة هربن من داعش، وكانت 7 منهن يقمن في مخيمات للنازحين داخليا في محافظة دهوك شمال غربي منطقة كردستان العراق. كانت النساء والفتيات اللائي قابلتهن هيومن رايتس ووتش قد احتجزن لأكثر من سنة، وقلن إنهن تعرضن للبيع والشراء عدة مرات على يد مختلف عناصر داعش. مُلكت 3 من النساء لـ 4 أشخاص أثناء أسرهن، واغتصبن على يد أغلبهم.[22] واحدة فقط من الـ 15 امرأة وفتاة اللائي قابلتهن هيومن رايتس ووتش حصلت على رعاية صحية عقلية ودعم نفسي-اجتماعي أثناء تواجدها في مخيم النازحين داخليا.

بحسب 11 موفر لخدمات الدعم النفسي-الاجتماعي ورعاية الصحة العقلية، من أطراف حكومية وغير حكومية، فإن أغلب الإيزيديات اللائي هربن من داعش بدت عليهن دلائل الإصابة بالكرب التالي للصدمة النفسية واضطرابات للصحة العقلية.[23] مع كثرة الاحتياجات وفرت الحكومة مركزين للناجيات مجهزين باثنين من الأخصائيين النفسيين.

د. نزار عصمت طيب المدير العام لمديرية الصحة في محافظة دهوك، قال لـ هيومن رايتس ووتش إن المركز سجل 668 امرأة وفتاة، وقد هربن جميعا من داعش. تقدم منظمات غير حكومية أنشطة تواصل تستهدف مخيمات النازحين، وتشمل الخدمات أنشطة نفسية-اجتماعية وفي بعض الحالات تقدم رعاية أخصائيين نفسيين. تم إرساء مسارات الإحالة، وهو ما ساعد النساء والفتيات المعرضات لكرب نفسي شديد في الحصول على الرعاية الطبية الطارئة. هناك 60 امرأة على الأقل في مخيم كبرتو على سبيل المثال هددن بالانتحار أو حاولن الانتحار بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب 2015.[24]

لكن جودة الخدمات في المخيمات متباينة، والنساء والفتيات المقيمات في مخيمات بعيدة عن مدينة دهوك، أو خارج مخيمات، يحصلن على فرص أقل للدعم. مع النقص في خدمات التواصل مع المحتاجات للرعاية، والوصم المحيط بالمعاناة من أمراض الصحة النفسية والعنف الجنسي، وعدم توفر النقود اللازمة للانتقال إلى مراكز الناجيات وغيرها من المرافق، وعدم معرفة أو فهم الخدمات القائمة، هي عوامل أدت مجتمعة على إحجام نساء وفتيات عن الحصول على المساعدة.[25]

هناك واحدة فقط من النساء والفتيات اللائي قابلتهن هيومن رايتس ووتش تحدثت عن حصولها على خدمة مشورة نفسية متوسطة أو طويلة الأجل، رغم أنهن جميعا أفدن بالمعاناة من مشكلات مثل الأرق ونوبات تذكر لحظات الصدمة، والتوتر، والاكتئاب.[26] قالت نورين (19 عاما) لـ هيومن رايتس ووتش: "أريد طبعا الذهاب لأخصائية نفسية إذا توفرت هذه الخدمة".

جمهورية أفريقيا الوسطى

الأشخاص ذوو الإعاقة الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش في مخيمات النازحين داخليا في جمهورية أفريقيا الوسطى شهري يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان 2015 قالوا إنهم لم يتمكنوا من الوصول لمواقع توزيع الطعام لأن ذلك كان صعبا عليهم أو أنهم وصلوا إلى تلك المواقع بعد مساعدة من الغير لكن بعد انتهاء التوزيع.[27] على سبيل المثال، هناك أنديت (رجل عمره 27 عاما مصاب بالشلل في نصف جسده السفلي)، الذي قال لـ هيومن رايتس ووتش كيف كان الوصول لموقع توزيع الطعام في مخيم مبوكو عصي عليه، وأن من هم مثله نُحوا جانبا أثناء التدافع على الطعام، وقال إنه كان اليوم يمر عليه كاملا أحيانا دون طعام بالمرة.[28]

كما أن الوصول للمرافق الضرورية مثل المراحيض كان صعبا وكثيرا ما اضطر المصابين بإعاقات بدنية للزحف على الأرض لدخول المرحاض، فتعرضوا لمخاطر صحية ومختلف أنواع العدوى.

جين رجل مصاب بإعاقة بدنية، قابلته هيومن رايتس ووتش في مخيم مبوكو في يناير/كانون الثاني 2015. قال: "دراجتي الثلاثية لا تدخل المرحاض فأضطر للنزول على أطرافي الأربعة وأزحف. في البداية كنت أرتدي قفازات حتى لا تتلوث [بالفضلات] لكن الآن أستخدم أوراق الشجر في الارتكاز على الأرض. حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2015 كان هناك 233 شخصا مصابين بإعاقات يعيشون في مختلف مواقع النازحين في شتى أنحاء البلاد: 110 في مخيم مبوكو، 44 في ماونت كارمل في بيمبو، 33 في مخيم سيمينار سانت مارك، في بيمبو أيضا.[29] من بينهم قضي 181 شخصا في المخيمات أكثر من عامين، إذ دخلوها في ديسمبر/كانون الأول 2013.

بالنسبة للمصابين بإعاقات متعلقة بالحواس، فالتنقل في أنحاء مخيم مبوكو دون مساعدة يمكن أن يكون خطرا للغاية. وثقت هيومن رايتس ووتش حالات عدة لأشخاص عميان سقطوا في مجارير مفتوحة في المخيم، أو أحرقتهم نار الطهي أو مياه مغلية. ليس في عيادة المخيم شخص لتيسير التواصل مع الأشخاص المصابين بالصم.[30] نتيجة لذلك فإن الشخص الأصم الذي لا يمكنه القراءة أو الكتابة ولا يصحبه قريب أو صديق يساعده في التواصل مع الغير، قد يحجم عن طلب المساعدة الطبية أو يجد صعوبة في التعريف باحتياجاته إذا وجدها.

توفر التعليم

النزاع والنزوح ينطويان على إشكاليات خاصة تنال من الأطفال والصغار المصابين بإعاقات، غير القادرين على ارتياد المدرسة أو الحصول على التعليم بشكل متكامل، أو من لا يحصلون على الدعم النفسي-الاجتماعي المناسب جراء الأحداث التي شهدوها أثناء النزاعات. عادة ما تحتل أطراف النزاع المدارس، فتحولها إلى أهداف عسكرية يمكن أن تنال منها هجمات. وثقت هيومن رايتس ووتش حالات لمثل هذه التحديات في اليمن وجمهورية أفريقيا الوسطى ولبنان والأردن.

اليمن

في اليمن عرض المتمردون الحوثيون بشكل غير قانوني مركز النور لرعاية وتأهيل المكفوفين في صنعاء لخطر داهم إذ تمركزت قوات تتبعهم في المبنى، مع عدم اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لإبعاد المدنيين عن المنطقة. ضربت قنبلة أطلقها التحالف بقيادة السعودية المبنى في 5 يناير/كانون الثاني 2016، لكنها لم تنفجر، وعلى ذلك فقد أدت لإصابات لحقت 4 مدنيين وأضرت بالمركز الوحيد في العاصمة المخصص للمصابين بإعاقات بصرية.[31]

تفقدت هيومن رايتس ووتش المدرسة المكونة من 3 مباني في 6 يناير/كانون الثاني وقابلت 5 شهود على الغارة الجوية، بينهم 3 من المصابين.

قال موظف بالمركز، هو صالح المطري، (27 عاما):

رأيت ضوءا، ثم بدأ الزجاج بالتشظي. سمعت صوت صراخ وبكاء من بناء المهجع. بعد لحظات رأيت حشودا في ساحة المجمع للمساعدة في إجلاء نحو 30 طالبا كفيفا من المقر.[32]

أدى ضرر الصدمة الناتج عن القنبلة إلى تحطم نوافذ وأبواب مباني المجمع الثلاثة، إضافة إلى 4 مبانٍ مجاورة على الأقل. أصيب موظفان وطالب (18 عاما) من المركز وأحد السكان المحليين وحارس حوثي. لو انفجرت القنبلة، لكانت أحدثت أضرارا أكبر بالمباني وضحايا أكثر.[33]

جمهورية أفريقيا الوسطى

في يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان 2015، وثقت هيومن رايتس ووتش في جمهورية أفريقيا الوسطى كيف أن قلة قليلة من الأطفال المصابين بإعاقات يلتحقون بالمدارس في مخيمات النازحين داخليا مثل مخيم مبوكو.[34] عندما زارت هيومن رايتس ووتش مدرسة في مخيم مبوكو في أبريل/نيسان 2015 كان فيها أكثر من 3797 طفلا، بينهم 14 طفلا فقط مصابين بإعاقات. في حين أن مرافق المدرسة مجهزة لاستيعاب المقاعد المتحركة، فإن الطريق للمدرسة ليس كذلك. لا يمكن للأطفال المصابين بإعاقات بدنية ارتيادها ما لم يأخذهم إليها أقارب ويأخذوهم منها، مع توفر معدات للمساعدة على الحركة. دون معدات من هذا النوع، مثل المقعد المتحرك، قد يجد الأطفال المصابين بإعاقات بدنية صعوبة في الجلوس طوال اليوم على الأرض في قاعة الدرس.

قال عاملون بالمدرسة لـ هيومن رايتس ووتش إن بعض الآباء أحجموا عن إرسال أطفالهم المصابين بإعاقات بدنية للمدرسة خشية أنه في حال الهجوم عليها، قد لا يتمكن أبناؤهم من الفرار. لا يمكن للأطفال المصابين بإعاقات في الحواس أو إعاقات ذهنية ارتياد المدرسة لأن ليس في المدارس معلمين مدربين على طرق التعليم المستوعبة لأطفال معاقين.

قال موظف بالمدرسة: "لا يوجد في المدرسة معلمون مدربون على التعامل مع الأطفال المكفوفين أو المصابين بالصم أو غيرها من الإعاقات. لذا فلا فائدة هنالك من إرسال أطفال معاقين إلى هذه المدرسة".[35] حث الموظف المذكور الآباء على إلحاق أطفالهم بالمدرسة، لكن لم يسع لتشجيع آباء الأطفال المعاقين على إلحاقهم بها.

الأردن

توصلت بحوث أجرتها هيومن رايتس ووتش في أكتوبر/تشرين الأول 2015 إلى أن بعض المدارس الأردنية قبلت أطفالا سوريين مصابين بإعاقات، بالاتساق مع السياسة الأردنية القاضية بإتاحة التعليم للجميع. لكن تفتقر بعض المدارس الحكومية لمرافق خاصة للأطفال المصابين بإعاقات بدنية، الذين يواجهون صعوبات أيضا في التنقل إلى المدرسة ومنها. هناك آباء لأطفال مصابين بأنواع مختلفة من الإعاقات – عادة إعاقات ذهنية وبدنية – أخبروا هيومن رايتس ووتش بأنهم إما لم يتمكنوا من إلحاق الأبناء بالمدارس أو لم يحاولوا لأنهم افترضوا أن المدرسة سترفض الطفل المعاق.

توصل بحث ميداني أجري عام 2015 من قبل الأمم المتحدة ومنظمة غير حكومية إلى أن 3 بالمائة من الأطفال اللاجئين السوريين في سن المدارس في الأردن مصابين بإعاقة واحدة على الأقل، وأكثرها إعاقات بدنية أو ضعف نظر أو عمى.[36] السبب الأكثر شيوعا لعدم ارتياد الأطفال السوريين المعاقين للمدارس هو أن المدارس غير مجهزة لاستيعاب الطلبة المعاقين.[37]

حنين وبيان شقيقتان ترتادا الصفين الأول والرابع بمدرسة أردنية حكومية في المفرق، وتعانيان من صعوبة في المشي. ليس في المدرسة مصاعد أو درج مخصص للمقاعد المتحركة، على حد قول أمهما لـ هيومن رايتس ووتش. ورغم امتنانها للمعلمين والموظفين بالمدرسة، فهي تخشى أنهما قد تخرجان من التعليم بسبب كلفة نقلهما الباهظة ولغياب المرافق اللازمة لابنتيها في المدرسة:

قبل الناظر بالتحاقهما بالمدرسة رغم أنها غير مهيأة لاستيعاب إعاقتهما. ولا يأمرهما المعلمون بالوقوف في طابور الصباح، فتذهبان إلى الفصل مباشرة. كانت حنين هي ثاني أفضل طالبة في فصلها حتى إن الناظر أخبرني ألا أخرجها من المدرسة. لكن أحتاج لثلاثين دقيقة لتوصيلهما إلى المدرسة، ويجب أن أبقى معهما وأرعاهما. زاد وزنهما، وحقيبة كل منهما ثقيلة. لا يمكنني تحمل كلفة مواصلات تزيد عن دينار واحد [1.4 دولارا]، لكن السائق يطلب 25 دينارا [35 دولارا] في الشهر. لا أريد أن تبقى البنات بالبيت، وقد أخبرتاني بأنهما تريدان الدراسة، حتى يتمكنا من القراءة، التي لا أجيدها. لكن بيان تضطر للصعود إلى طابق علوي، مع أطفال الفرقة الأولى، وهناك درجتين كبيرتين. لا يوجد أطفال آخرين معاقين في المدرسة على حد علمي. ولا أعتقد أنهما ستتمكنان من البقاء فيها.[38]

من بين الأطفال السوريين الخمسة المصابين بإعاقات بدنية وذهنية معا الذين قابلت هيومن رايتس ووتش أسرهم، لم يرتد 4 أطفال المدرسة في الأردن على الإطلاق. قالت أمل التي انتقلت إلى الأردن عام 2013 قادمة من حمص إن ابنها علي (12 عاما) مصاب بإعاقات بدنية وذهنية، وإنه لا يذهب للمدرسة لأن "لم تكن هناك مدارس تقبل الأطفال المصابين بإعاقات مثله".[39]

لدى هند 7 أطفال، 5 منهم تحت سن 18 عاما. قالت لـ هيومن رايتس ووتش إن ندى ابنتها البالغة من العمر 12 عاما، المصابة بمتلازمة داون سبق أن ألحقتها بمدرسة خاصة للأطفال المصابين بمتلازمة داون بعد وصول الأسرة إلى الأردن عام 2012. اضطرت هند لإخراج ندى من المدرسة في 2014 لأنها لم تتمكن من تحمل كلفة حافلة المدرسة. وكانت تأمل في إلحاقها بمدرسة عامة قريبة التحق بها بعض أطفالها الآخرين، وتكاليف الحافلة الخاصة بها أرخص (6 دينارات أردنية شهريا، أو حوالي 8 دولارات). لكن قالت مديرة المدرسة إنه "لا يوجد مكان لها"، ومن ثم، على حد قول هند: "بقيت ندى في البيت".[40]

أحلام (31 عاما) قالت إن محمد ابنها (10 أعوام) أصيب بحرق في عنقه وفقد الإبصار بإحدى عينيه في سوريا أثناء واقعة بمدرسته في يوليو/تموز 2014، بمدرسة كان يحتمي بها 4 آلاف شخص معاق. مر محمد بجراحتين وهو "يشعر بألم في رأسه باستمرار"، على حد قول أمه. تتابع معلمته مع الأسرة، لكن التيسيرات الوحيدة المتاحة له في المدرسة على ضوء إصابته البصرية هي أنها "تدعه يجلس في المقعد الأمامي في الفصل".[41]

قال عدد من الآباء السوريين إن أطفالهم تعرضوا لوقائع صادمة في سوريا قبل الفرار للأردن. في بعض الحالات أدى بهم عدم توفر رعاية الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي إلى الإحجام عن إلحاق الأبناء بمدارس في الأردن. على سبيل المثال، أحمد (16 عاما) تسرب من التعليم في سوريا وهو في سن التاسعة ليساعد والده في متجره الصغير، لكنه أراد العودة للتعليم، إلى أن أدت التجارب التي تعرض لها أثناء النزاع إلى "تغير شخصيته" على حد قول والدته. قالت: "كان يحمل المقاتلين المصابين والقتلى، وذات مرة حمل رأس ابن عمه. اعتُقل والده في 2011 واحتُجز لعام ونصف. حاولت تسجيله في مدرسة [بالأردن] لكنه لا يرد الذهاب. لم يعد راغبا حتى في الخروج من البيت".[42] قالت إنها لا تعرف بوجود أية خدمات صحة نفسية متاحة لابنها.

كانت الخدمات الأخرى متوفرة بشكل محدود، أو لا تتوفر لفترة زمنية طويلة. يقدم نظام الرعاية الصحية الأردني علاجا طبيعيا مجانيا لعلي، وهو صبي عمره 12 عاما ناقشنا حالته أعلاه، وذلك في مستشفى الأميرة بسمة في عمان، في عام 2014. قالت أم علي: "لكن بعد شهر اتصلوا بنا وقالوا إن العلاج الذي أخذه هو كل ما يمكنهم تقديمه، وهكذا انتهى العلاج".[43] قالت أمل، أم علي، إن أسرتها حصلت مرة واحدة على مساعدة نقدية من "هيئة إنقاذ الطفولة"، إضافة إلى مقعد متحرك وحفاظات من مؤسسة خيرية محلية، لكن لم تتمكن من تحمل كلفة أدوية علي.

أمدت منظمات إنسانية مئات الآلاف من اللاجئين في الأردن بخدمات الدعم النفسي-الاجتماعي.[44] لكن مطلوب مزيد من الدعم والمساعدات المجتمعية طويلة الأجل للأطفال المصابين باضطرابات ذهنية، لا سيما لصالح عائلات اللاجئين المتواجدين في الأردن منذ سنوات.[45]

لبنان

وثقت هيومن رايتس ووتش تعرض أطفال مصابين بإعاقات للاستبعاد – إلى حد بعيد – من جهود إتاحة التعليم للأطفال السوريين، رغم دراسة صدرت عام 2014 عن "هانديكاب إنترناشيونال" توصلت لأن نحو 20 بالمائة من اللاجئين السوريين في لبنان مصابين بإعاقات.[46]

قالت 13 منظمة، بين منظمات إنسانية وأخرى معنية بالمعاقين في لبنان، لـ هيومن رايتس ووتش، إنه لم يُبذل إلا القليل، إن وجد، لضمان قدرة الأطفال المعاقين على الحصول على التعليم.[47] أثناء مناقشة الخيارات المتاحة للأطفال المصابين بإعاقات قال خبير محلي لـ هيومن رايتس ووتش: "في أغلب الحالات لا تقبل المدارس العامة السوريين المصابين بإعاقات. وعندما يلتحقون بها لا تتوفر لهم خدمات خاصة".[48] تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى عائلات 14 طفلا مصابين بإعاقات، وقد رُفض إلحاق الكثيرين منهم بالمدارس العامة اللبنانية التي حاولوا التقديم فيها.

اشتملت جهود التعامل مع الأزمة الإنسانية على بعض الخطوات الرامية لتحسين إتاحة المرافق للمصابين بإعاقات، لكن أغلبها أوجه تحسن محدودة تركز على الإتاحة المادية. على سبيل المثال، حتى ديسمبر/كانون الأول 2015 كان 7 فقط من 72 مدرسة أعيد تجهيزها مؤخرا تستوفي المعايير الخاصة بإتاحة المرافق للأطفال المعاقين.[49]

ميساء (30 عاما) لديها ابنة تُدعى ليلى (10 أعوام) مصابة بإعاقة ذهنية. حاولت إلحاق ليلى بعدة مدارس حكومية ومدرسة تديرها منظمة غير حكومية، ورُفضت في جميع الحالات. قالت: "قالوا لي: لا نقبل هذا النوع من الحالات... لا أريد شيئا. اريدها أن تتعلم فقط".[50] مرت عبير (30 عاما) بتجربة مشابهة. لديها طفلين، 6 و10 أعوام، وهما مصابان بإعاقات ذهنية. حاولت أولا إلحاق الطفل الأصغر في مدرسة خاصة لكن "لم تكن مجهزة" لتعليمه، على حد قولها، وأخبرها الموظفون بأنها "تضيع نقودها لأن لديه احتياجات خاصة". في عام 2014 ألحقت الطفلين في مدرسة خاصة بكلفة إجمالية بلغت 1650 دولارا في العام، لكن لم تعد قادرة على تحمل المصروفات. منذ ذلك الحين لم تتمكن عبير من إدخال الطفلين مدرسة خاصة أو حكومية في لبنان. قالت لـ هيومن رايتس ووتش: "حاولت إلحاق ابني الأكبر في مدرسة حكومية لكنهم رفضوه، رفضوا أن يدخل حتى مرحلة التعليم الأولي. قالوا لي إن الطلاب الآخرين سيسخرون منه. لذا فهو الآن في البيت".[51]

حتى عندما يتمكن السوريون من إلحاق الأطفال المعاقين بمدارس حكومية لبنانية، فلا يعني هذا أن المدارس مجهزة بالقدر الكافي لتلبية احتياجات جميع الأطفال بما يضمن حصولهم على تعليم جيد على قدم المساواة بالأطفال الآخرين. على سبيل المثال، لدى كوثر (33 عاما) ابنا يبلغ عمره 12 عاما اسمه وائل، مصاب بمتلازمة هانتر، وهي إعاقة تحول دون النمو الطبيعي للطفل. في حين تمكنت كوثر من إلحاق وائل بمدرسة حكومية، رفضت المدرسة اتخاذ أولى الخطوات اللازمة لتمكنه من التعلم، مثل السماح له بالجلوس في الصف الأول بحيث يتحسن تركيزه. "إنه طلب بسيط"، على حد قول كوثر، التي أضافت:

عنده مشاكل في الفهم، ودون الكتب لا يمكنني مساعدته على استيعاب الدروس. لا يحصل على أية رعاية خاصة، ويعاملونه مثل جميع الطلاب الآخرين. ذات مرة عاد للبيت باكيا لأن الطلاب الآخرين سخروا منه. مستوى [التعليم] بائس. أحاول تعليم الأطفال في البيت، لكن لم تصلنا كتبهم بعد.[52]

في مقابلة ثانية للمتابعة مع كوثر في فبراير/شباط 2016، قالت لـ هيومن رايتس ووتش إنها سحبت أطفالها من المدرسة لأنهم لا يتعلمون، وبسبب الكلفة العالية للمواصلات (نحو 80 دولارا شهريا) للذهاب إلى المدرسة.[53]

عدم توفر الفرص التعليمية للأطفال المصابين بإعاقات في لبنان محبط للغاية بالنسبة للأطفال الذين كان بإمكانهم ارتياد المدرسة في سوريا. قال خالد (29 عاما) لـ هيومن رايتس ووتش إن شقيقه مؤيد (13 عاما) وشقيقه ماجد (18 عاما) مصابان بالخرس والصم. بلغا الفرقة الخامسة والتاسعة في سوريا وكانا طالبين متفوقين. قال خالد: "في عام 2013 غادرا إلى دمشق عند سقوط الرقة [في يد الجماعات المتمردة المسلحة]. أهم شيء هو التعليم. كانا يستيقظان من النوم في الخامسة فجرا للذهاب للمدرسة في الثامنة، بسبب الحواجز الأمنية. كان الأمر باهظ التكلفة للغاية". عندئذ أرسل والدا خالد كل من ماجد ومؤيد إلى لبنان، حيث لم يرتادا المدرسة لـ 3 أعوام.

حاول خالد في لبنان إلحاق شقيقيه بعدد من المراكز والمدارس. يقول إن هناك مدرسة أخبرته بأنها لا تقبل الأجانب، وقالت أخرى إنها ستأخذ منه رسوم تعليم 4000 دولار، وقالت ثالثة إنها تفتقر للقدرة على تعليم شقيقيه. قال خالد:

يمكنني الانتقال لأي مكان حتى يرتاد شقيقيّ المدرسة ويحصلان على الرعاية الصحية... فقدت الأمل في تسجيلهما في أية مدرسة. أحاول إخراجهما من البيت، لكنهما يمكثان بالبيت في النهار.[54]

الطريق نحو المستقبل

الأشخاص ذوو الإعاقة يواجهون تحديات خاصة أثناء الأزمات الإنسانية، من الهجر والإهمال، إلى الافتقار للمساواة في الفرص للحصول على الخدمات الأساسية. في حين تواجه الحكومات والمنظمات الإنسانية والمانحون أولويات كثيرة متنافسة أثناء الأزمات، فعليها أن تعمل على ضمان تلبية احتياجات وشواغل الأشخاص ذوي الإعاقة أثناء الاضطلاع بالجهود والأنشطة الإنسانية. إن ضمّ الأشخاص ذوي الإعاقات والمنظمات المعنية بهم يعني إضافة بُعد مهم – قلما يلقى الاهتمام – من أبعاد الأنشطة والجهود الإنسانية، ويعني استفادة قطاعات أكبر من المجتمعات المتضررة.

[1]  انظر:

World Health Organization, “Disability and Health,” December 2015, http://www.who.int/mediacentre/factsheets/fs352/en/.

[2]  انظر:

Women’s Refugee Commission, “Refugees with Disabilities Fact Sheet,” 2014, https://www.womensrefugeecommission.org/disabilities/disabilities-fact-sheet.

[3]  انظر:

Human Rights Watch, “Central African Republic: People With Disabilities Left Behind,” 28 April 2015,  https://www.hrw.org/news/2015/04/28/central-african-republic-people-disabilities-left-behind.

[4]  انظر:

Human Rights Watch, “Central African Republic: People With Disabilities Left Behind,” 28 April 2015,  https://www.hrw.org/news/2015/04/28/central-african-republic-people-disabilities-left-behind.

[5]  انظر:

Human Rights Watch, “Central African Republic: People With Disabilities Left Behind,” 28 April 2015,  https://www.hrw.org/news/2015/04/28/central-african-republic-people-disabilities-left-behind.

[6]  انظر:

Human Rights Watch, “Central African Republic: People With Disabilities Left Behind,” 28 April 2015,  https://www.hrw.org/news/2015/04/28/central-african-republic-people-disabilities-left-behind.

[7]  مقابلات هيومن رايتس ووتش مع عائلات عراقية، فرت من هجمات لـ "داعش"، أغسطس/آب 2014. وانظر هيومن رايتس ووتش، "على حكومة كردستان العراق حماية المقابر الجماعية"، 30 يناير/كانون الثاني 2016: https://www.hrw.org/ar/news/2016/01/30/286362

[8]  هيومن رايتس ووتش، "المعوقون يواجهون مخاطر متزايدة أثناء الحروب والنزوح"، 3 ديسمبر/كانون الأول 2015: https://www.hrw.org/ar/news/2015/12/03/284121

[9]  هيومن رايتس ووتش، "المعوقون يواجهون مخاطر متزايدة أثناء الحروب والنزوح"، 3 ديسمبر/كانون الأول 2015: https://www.hrw.org/ar/news/2015/12/03/284121

[10]  انظر:

Human Rights Watch, “Dispatches: Invisible Victims of the Syrian Conflict—People With Disabilities,” 19 September 2013, https://www.hrw.org/news/2013/09/19/dispatches-invisible-victims-syrian-conflict-people-disabilities; Human Rights Watch, “Attacks on Health Facilities, Staff, Patients Lack of Monitoring, Protection, Justice Impede Access,”20 May 2015, https://www.hrw.org/news/2015/05/20/attacks-health-facilities-staff-patients;

انظر أيضا، هيومن رايتس ووتش، "طائرات التحالف تقصف مستشفى في اليمن – مطلوب تحقيق موثوق ومحايد في الهجوم"، 27 أكتوبر/تشرين الأول 2015: https://www.hrw.org/ar/news/2015/10/27/282743 وانظر: هيومن رايتس ووتش، "حرب اليمن – يجب حظر بيع الأسلحة للسعودية"، 22 مارس/آذار 2016: https://www.hrw.org/ar/news/2016/03/21/287876

انظر أيضا:

Human Rights Watch, “Central African Republic: People With Disabilities Left Behind,” 28 April 2015,  https://www.hrw.org/news/2015/04/28/central-african-republic-people-disabilities-left-behind.

[11]  هيومن رايتس ووتش، "أزمة إنسانية في ميناء أثينا"، 23 مارس/آذار 2016: https://www.hrw.org/ar/news/2016/03/30/288257  وانظر: هيومن رايتس ووتش، "طالبو لجوء محتجزون في اليونان"، 14 أبريل/نيسان 2016: https://www.hrw.org/ar/news/2016/04/14/288855

[12]  انظر:

Human Rights Watch, “Greece: Chaos, Insecurity in Registration Center Information, Attention to Vulnerable Groups Urgently Needed,” 12 October 2015, https://www.hrw.org/news/2015/10/12/greece-chaos-insecurity-registration-center.

[13]  هيومن رايتس ووتش، "طالبو لجوء محتجزون في اليونان"، 14 أبريل/نيسان 2016: https://www.hrw.org/ar/news/2016/04/14/288855

[14]  انظر:

Human Rights Watch, “Greece: Chaos, Insecurity in Registration Center Information, Attention to Vulnerable Groups Urgently Needed,” 12 October 2015, https://www.hrw.org/news/2015/10/12/greece-chaos-insecurity-registration-center.

[15]  انظر:

Human Rights Watch, “Greece: Chaos, Insecurity in Registration Center Information, Attention to Vulnerable Groups Urgently Needed,” 12 October 2015, https://www.hrw.org/news/2015/10/12/greece-chaos-insecurity-registration-center.

[16]  انظر:

Human Rights Watch, “Dispatches: Seeking Protection, Behind Bars in Hungary,” October 30, 2015, https://www.hrw.org/news/2015/10/30/dispatches-seeking-protection-behind-bars-hungary.

[17]  انظر:

Human Rights Watch, “Dispatches: Invisible Victims of the Syrian Conflict—People With Disabilities,” September 19, 2013, https://www.hrw.org/news/2013/09/19/dispatches-invisible-victims-syrian-conflict-people-disabilities.

[18]  انظر:

Syria Deeply, “Fear and Loathing in Aleppo's Mental Hospital,” June 1, 2013, http://www.syriadeeply.org/articles/2013/06/2354/fear-loathing-aleppos-mental-hospital/

[19]  هيومن رايتس ووتش، "المعوقون يواجهون مخاطر متزايدة أثناء الحروب والنزوح"، 3 ديسمبر/كانون الأول 2015: https://www.hrw.org/ar/news/2015/12/03/284121

[20]  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع صفية، صنعاء، 26 مارس/آذار 2016.

[21]  هيومن رايتس ووتش، "المعوقون يواجهون مخاطر متزايدة أثناء الحروب والنزوح"، 3 ديسمبر/كانون الأول 2015: https://www.hrw.org/ar/news/2015/12/03/284121

[22]  هيومن رايتس ووتش، "العراق – الهاربات من داعش يصفن عمليات اغتصاب ممنهجة"، 14 أبريل/نيسان 2015: https://www.hrw.org/ar/news/2015/04/15/269611

[23]  السابق.

[24]  السابق.

[25]  السابق.

[26]  السابق.

[27]  انظر:

Human Rights Watch, “Central African Republic: People With Disabilities Left Behind,” 28 April 2015,  https://www.hrw.org/news/2015/04/28/central-african-republic-people-disabilities-left-behind.

[28]  انظر:

Human Rights Watch, “Witness: Left Behind to Die – Andet’s Story,” 27 April 2015, https://www.hrw.org/news/2015/04/27/witness-left-behind-die-andets-story.

[29]  انظر:

Human Rights Watch, “Central African Republic: People With Disabilities Left Behind,” 28 April 2015,  https://www.hrw.org/news/2015/04/28/central-african-republic-people-disabilities-left-behind.

[30]  انظر:

Human Rights Watch, “Central African Republic: People With Disabilities Left Behind,” 28 April 2015,  https://www.hrw.org/news/2015/04/28/central-african-republic-people-disabilities-left-behind.

[31]  هيومن رايتس ووتش، "اليمن: الحوثيون يعرضون مدرسة مكفوفين للخطر"، 13 يناير/كانون الثاني 2016: https://www.hrw.org/ar/news/2016/01/14/285354

[32]  هيومن رايتس ووتش، "اليمن: الحوثيون يعرضون مدرسة مكفوفين للخطر"، 13 يناير/كانون الثاني 2016: https://www.hrw.org/ar/news/2016/01/14/285354

[33]  هيومن رايتس ووتش، "اليمن: الحوثيون يعرضون مدرسة مكفوفين للخطر"، 13 يناير/كانون الثاني 2016: https://www.hrw.org/ar/news/2016/01/14/285354

[34]  انظر:

Human Rights Watch, “Central African Republic: People With Disabilities Left Behind,” 28 April 2015,  https://www.hrw.org/news/2015/04/28/central-african-republic-people-disabilities-left-behind.

[35]  انظر:

Human Rights Watch, “Central African Republic: People With Disabilities Left Behind,” 28 April 2015,  https://www.hrw.org/news/2015/04/28/central-african-republic-people-disabilities-left-behind.

[36]  انظر:

Education Sector Working Group, Access to Education for Syrian Refugee Children and Youth in Jordan Host Communities: Joint Education Needs Assessment Report, March 2015, pp. 2, 3.

[37]  انظر:

Education Sector Working Group, Access to Education for Syrian Refugee Children and Youth in Jordan Host Communities: Joint Education Needs Assessment Report, March 2015, pp. 2, 3.

[38]  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حميدة، المفرق، 13 أكتوبر/تشرين الأول 2015.

[39]  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أمل، المفرق، 13 أكتوبر/تشرين الأول 2015.

[40]  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع هند، قرية سمر، 12 أكتوبر/تشرين الأول 2015.

[41]  مقابلة جماعية لـ هيومن رايتس ووتش مع 6 لاجئات سوريات، البقعة، 10 أكتوبر/تشرين 2015.

[42]  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سناء، المفرق، 13 أكتوبر/تشرين الأول 2015.

[43]  مقابلة هيومن رايتس ووتش، المفرق، الأردن، 13 أكتوبر/تشرين الأول 2015.

[44]  انظر:

Reva Dhingra, “Providing sustainable psychosocial support for Syrian refugees in Jordan,” Oxford Monitor of Forced Migration, Vol. 5, No. 1, pp. 33-37, August 2015, available at http://oxmofm.com/wp-content/uploads/2015/08/DHINGRA-Reva-Providing-sustainable-psychosocial-support-for-Syrian-refugees-in-Jordan.pdf(تم الاطلاع في 3 مارس/آذار 2016).

[45]  انظر:

Dhingra, “Providing sustainable psychosocial support for Syrian refugees in Jordan,” Oxford Monitor of Forced Migration, August 2015, p. 36.

[46]  انظر: Handicap International, https://data.unhcr.org/syrianrefugees/download.php?id=5812 p 6

[47]  مقابلات هيومن رايتس ووتش مع منظمات إنسانية ومنظمات للمعاقين، بيروت، 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، و10 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، و10 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، و11 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، و12 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، و12 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، و16 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، و16 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، و16 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، و26 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، و26 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، و3 ديسمبر/كانون الأول 2015، و11 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[48]  مقابلة مع منظمة معنية بحقوق المعاقين في بيروت، 11 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[49]  انظر:

 Nov/Dec 15 Education Dashboard, http://data.unhcr.org/syrianrefugees/download.php?id=10292

[50]  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع ميساء، بيروت، 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[51]  مقابلة هاتفية لـ هيومن رايتس ووتش مع عبير، بيروت، 3 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[52]  مقابلة هاتفية لـ هيومن رايتس ووتش مع كوثر، بيروت، 11 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[53]  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع كوثر، جونية، 13 فبراير/شباط 2016.

[54]  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع خالد، بيروت، 3 ديسمبر/كانون الأول 2015.

 

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة