Skip to main content

بتاريخ 12 أبريل/نيسان، قامت وكالة أنباء فارس، وهي موقع مقرب من أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية، بنشر مقال هجومي بعنوان "رؤيا جديدة حول علاقة جیسون رضائیان بوكالة الاستخبارات المركزية." وبعد البحث بتفاصيل موجزة تتعلق بقضية رضائیان القانونية، بما في ذلك محاكمته المقبلة أمام محكمة طهران الثورية بتهمة انتهاك الأمن القومي الإيراني، زعمت المقالة تسليطها الضوء على جيسون رضائیان "الحقيقي".

اعتقل مسؤولو الأمن الإيراني رضائیان، وهو حامل للجنسيتين الإيرانية والأمريكية ومراسل واشنطن بوست المقيم في طهران، في يوليو/تموز 2014. ويُعتقد أنه معتقل في الوقت الراهن في قسم من سجن المدينة المسمى إيفين والذي يسيطر عليه الحرس الثوري الإيراني.

في ما يُقرأ بشكل مختلف على أنه فضائح الصحافة الصفراء والإدانة النموذجية من مكتب المدعي العام في طهران، عرضت وكالة فارس لمحة عن الحياة المفترضة لمن أشارت له "بالصحفي الجاسوس". واتهمت رضائیان بالتواطؤ مع الصحافيين الإيرانيين في المنفى والناشطين وغيرهم من "الجنود الميدانيين" للكونجرس الأمريكي، ووزارة الخزانة، ووكالة الاستخبارات المركزية. وتزعم المقالة ارتكاب رضائیان لأعمال تجسس بطريق "بيع" المعلومات الحساسة لمجتمع الاستخبارات الأمريكية بشأن جهود إيران للتحايل على العقوبات الدولية المفروضة عليها فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

لم تقدم وكالة فارس أية حقائق ثابتة لدعم مزاعمها الخيالية. وتنقل عن رضائیان فيما يمكن أن يكون تصريحا مأخوذا من بيان اعتراف، واصفا علاقته الوثيقة المزعومة مع أميد معماريان، وهو صحفي إيراني مقيم في الولايات المتحدة وهو الذين رأى رضائیان لآخر مرة إبان جنازة والد رضائیان في ولاية كاليفورنيا في 2011. وقال معماريان، الذي لاحقته السلطات قضائيا على خلفية تهم مماثلة تتعلق بنشاطاته في مجالي الصحافة والتدوين منذ أكثر من 10 سنين، لصحيفة واشنطن بوست: "نعم، ذهبت إلى جنازة والده. وهذا ما يفعله الأشخاص العاديون."

وللأسف، فإن الانتهاكات الخطيرة لإجراءات التقاضي السليمة التي اعترت قضية رضائیان ليست فريدة من نوعها وليست غير نموذجية. وما تزال إيران اليوم واحدة من أكبر السجون في العالم بالنسبة للصحفيين والناشطين عبر وسائل الإعلام المجتمعي بوجود ما لا يقل عن 46 خلف القضبان حتى مطلع أبريل/نيسان وفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود. وتأتي مقالة وكالة فارس بعد ما يقرب من تسعة أشهر على اعتقال السلطات لرضائیان وثلاثة آخرين، احتجزتهم في حبس انفرادي لعدة أشهر، وأخضعتهم لعمليات استجواب متكررة دون حضور محام. تم تقديم التهم لرضائیان بحسب ما ورد في ديسمبر/كانون الاول. وقد أُفرج عن الثلاثة الآخرين، بما في ذلك زوجة رضائیان وزميله الصحفي يكانه صالحي بكفالة. وكانت هيومن رايتس ووتش قد أعربت عن قلقها من أن السلطات تضغط على عائلتي الزوجين لكي لا تتحدثا مع وسائل الإعلام.

بدلا من تقديم لمحة عن حياة الصحفي المشاكس، تظهر مقالة وكالة فارس المأساة التي حلت بالصحفيين والصحافة في إيران. حتى قبل أن تحاكمهم المحاكم الثورية بتهم أمنية وطنية غامضة، يُحرم الصحفيون من أمثال رضائیان من سير العمليات القضائية السوي، وتفترض فيهم الإدانة، وتقذع بهم الصحافة دون منحهم فرصة للرد.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.