Skip to main content

قطاع غزة.. حالة وفاة جديدة جراء هجمات المدارس

توفي في قطاع غزة الأحد الماضي، شخص آخر جراء هجوم أصاب إحدى المدارس. هو مدحت فايز محمد غياض، البالغ من العمر 31 عاما، وهو شاب لا يعمل، يعاني من أوجه إعاقة بدنية، وكان في مدرسة تديرها الأمم المتحدة في مدينة رفح جنوبي القطاع في أغسطس/آب الماضي، أثناء قتال عنيف مع إسرائيل، حين قتل صاروخ، أصاب الجهة المقابلة للشارع، 12 شخصا كانوا في فناء المدرسة وما حوله، منهم ثمانية أطفال. وبوفاة مدحت ارتفعت حصيلة الموتى إلى 13.

وكان الهجوم الذي وقع خارج مدرسة ذكور (أ) الإعدادية التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، في الثالث من أغسطس/آب الماضي، أحد ثلاثة هجمات قتلت نازحين تؤويهم هذه المدارس، ووثقتها هيومن رايتس ووتش خلال القتال الذي استمر 50 يوما. وإجمالا، قتل في هذه الهجمات 45 شخصا، منهم 17 طفلا.

وترفع هذه المدارس جميعها علم الأمم المتحدة. وكان الجيش الإسرائيلي على علم بمواقعها. كما دأبت الأمم المتحدة على إطلاق تنبيهات أن هذه المدارس تؤوي مدنيين، ومع ذلك فإن القوات الإسرائيلية أطلقت عليها النار.

وتشكل هذه الهجمات الثلاث انتهاكا- على ما يبدو- لقوانين الحرب. واثنتان من المدارس الثلاث- تقعان في بيت حانون وجباليا وتعرضتا للهجوم يومي 24 يوليو/تموز و30 يوليو/تموز على الترتيب- لم يتضح أنهما تضمان هدفا عسكريا، سواء بداخلهما أو في المنطقة المحيطة بهما في ذلك الوقت. لكن حتى لو كان عدد قليل من مقاتلي حماس هناك، فإن ضرب هاتين المدرستين عمل غير مشروع، بسبب احتمال تعرض المدنيين الذين يلتجئون هناك لضرر غير متناسب.

أما في رفح، فقد قالت إسرائيل إنها استهدفت ثلاثة أعضاء متشددين من حركة الجهاد الإسلامي، كانوا يستقلون دراجة نارية بالقرب من المدرسة. لكنها لم توضح لماذا اختار الجيش استهداف الرجال الثلاثة في اللحظة التي كانوا يمرون فيها بجوار مدرسة تؤوي 3000  نازح.

ويتيح السلاح الذي استخدمته إسرائيل على ما يبدو في ذلك الهجوم- وهو صاروخ سبايك الموجه بصريا- يتيح لمستخدمه أن يغير وجهته، حتى اللحظة الأخيرة، إذا بدا أنه يعرض للخطر مدنيين.

وكان مدحت داخل المدرسة بالقرب من البوابة تماما، وهو مكان يعج بأطفال يشترون المثلجات، حين أُطلق الصاروخ. وقالت عائلته إن الشظايا اخترقت بطنه وظهره، وأصابته بكسرين في ذراعه. وبدا أن حالته كانت في تحسن، لكنه أعيد للمستشفى، في الآونة الأخيرة، جراء مضاعفات من الإصابة، يبدو أنها عدوى. وتوفى في السابع من فبراير/شباط.

وبوفاة مدحت يرتفع إلى 2220 عدد القتلى جراء القتال في غزة. وطبقا لبيانات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 1580 ممن قتلوا من المدنيين، ومنهم 551 طفلا و299 امرأة.

إن فرص تحقيق العدالة لمدحت ولغيره من الضحايا المدنيين في قطاع غزة ضئيلة. فإسرائيل صاحبة سجل طويل في الإخفاق في التحقيق على نحو ملائم في الهجمات غير المشروعة التي تقتل مدنيين، ناهيك عن التحقيق في السياسات التي أدت إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى المدنيين. (ولا تقل عنها حماس في ذلك).

بيد أن قرار فلسطين، في الآونة الأخيرة، بالانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية ربما يغير، في نهاية المطاف، من هذا الأمر بالنسبة للضحايا في كل الأطراف. لكن حتى الآن، فإن أقارب مدحت لا يتوقعون توقيع العقاب على أي فرد بسبب مصابهم.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة