Skip to main content

إسرائيل/فلسطين ـ وفاة 5 أشخاص في هجوم على كنيس يهودي

جماعة مسلحة تتبنى مسؤولية الهجوم

(القدس) ـ إن من المستحيل إيجاد مبرر للهجوم غير المشروع الذي وقع على كنيس يهودي بالقدس الغربية في صباح 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2014. أدى الهجوم إلى وفاة 5 مدنيين وجرح ما لا يقل عن 6 آخرين. وينبغي للرد الإسرائيلي على هذا الهجوم أن يقتصر على المسؤولين عنه وأن يتقيد بأحكام القانون.

تبنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح المسلح للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مسؤولية الهجوم، وفي أحد التصريحات حددت الجماعة هوية المنفذين بأنهم غسان وعدي أبو جمال، وهما ابنا عمومة من حي جبل المكبر بالقدس الشرقية، وقالت إنهما نفذا الهجوم نيابة عنها.

قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "يخطيء القادة الفلسطينيون الذين يعتقدون أن ’الانتقام‘ يبرر الاعتداء على مدنيين إسرائيليين أشد الخطأ ـ إذ لا يوجد ما يبرر هذا الهجوم المروع على يهود يصلون في كنيس. وعلى إسرائيل بدورها أن تدرك أن الرد بالقوة المفرطة أو الإجراءات التعسفية، كما فعلت في حالات أخرى، إنما يصب الوقود على دورة الانتهاكات".

وقد أفادت تقارير إخبارية إسرائيلية، نقلاً عن شهود، بأن مسلحين اثنين يحملان بندقية وسكاكين جزارة اعتديا على المصلين في كنيس لليهود الأرثوذكس، هو كنيس كحيلات بني توراه، في حي هار نوف في نحو السابعة صباحاً، وقتلتهما قوات الأمن. حددت الخارجية الإسرائيلية هويات الضحايا بأنهم رابيس آريي كوبنسكي، 43 سنة، وكلمان ليفين، 55 سنة، وموشيه تويرسكي، 59 سنة، وأفراهام شموئيل غولدبرغ، 68 سنة. كما أطلق المعتديان طلقات مميتة على زيدان سيف، 30 سنة، وهو رجل شرطة إسرائيلي كان يستجيب للاعتداء.

وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عمليات القتل، وقال ناطق باسم حماس إن الاعتداءات تأتي "رداً على إعدام" يوسف الراموني، سائق الحافلة الفلسطيني الذي تم العثور عليه مشنوقاً في حافلته في القدس يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني. صرحت إسرائيل بأن الراموني توفي منتحراً، لكن طبيباً شرعيا فلسطينيا شهد عملية التشريح قال إن الأدلة المادية تثير شبهات القتل. وقال الناطق باسم حماس: "تدعو حماس إلى استمرار العمليات الانتقامية وتشدد على تحميل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية التوتر في القدس".

وقالت هيومن رايتس ووتش إن الانتهاكات التي يرتكبها أحد الأطراف في نزاع لا تبرر انتهاكات طرف آخر على الإطلاق.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قوات الأمن الإسرائيلية سترد على الهجوم "بيد ثقيلة". ودعا نتنياهو القوات الإسرائيلية إلى هدم منازل عائلتي المعتديين، كما كان قد فعل بفلسطينيين نفذوا سلسلة من الهجمات غير المرتبطة منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول.

وفي معرض الرد على احتجاجات المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل عقب قيام الشرطة بإطلاق النيران المميتة على رجل عمره 22 عاماً ببلدة كفر كانا الإسرائيلية في 8 نوفمبر/تشرين الثاني، قال نتنياهو: "سأوجه وزير الداخلية للنظر في نزع الجنسية عمن يدعون إلى تدمير دولة إسرائيل".

في عصر يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني، قامت قوات إسرائيلية باعتقال 10 من أقارب الرجلين اللذين يزعم أنهما نفذا الهجوم، بحسب مؤسسة الضمير، المعنية بحقوق السجناء الفلسطينيين.

ويتعين على إسرائيل ألا ترد على الاعتداء على مواطنيها باستخدام أساليب من شأنها أن تشكل عقاباً جماعياً أو أن تنتهك الحقوق في سلامة الإجراءات، بحسب هيومن رايتس ووتش.

تأتي عمليات القتل في الكنيس في أعقاب سلسلة من الهجمات الفردية على ما يبدو، قام بها فلسطينيون من سكان القدس والضفة الغربية ومن مواطني إسرائيل، فأدت إلى قتل 5 إسرائيليين منذ أواخر أكتوبر/تشرين الثاني. تم طعن جندي في تل أبيب ومستوطن في الضفة الغربية حتى الموت في 10 نوفمبر/تشرين الثاني، كما استعمل رجل سيارته لدهس مشاة في القدس في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، فقتل أحد ضباط شرطة الحدود، وأدى اعتداء مماثل في القدس يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول إلى مقتل رضيعة وإصابة سيدة بجروح مميتة. وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول، أطلق فلسطيني النار فجرح ناشطاً معروفاً كان ينادي بسيطرة اليهود دينياً على الحرم الشريف، أو جبل المعبد. فيما بعد قامت القوات الإسرائيلية بقتل عدد من المعتدين المشتبه بهم.

ومنذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول، فرضت القوات الإسرائيلية قيوداً شديدة على حرية التنقل في بعض الأحياء الفلسطينية بالقدس الشرقية، وقيدت الوصول إلى الحرم الشريف في وجه المصلين المسلمين، علاوة على تقييد وصول غير المسلمين القائم بالفعل.

كما استخدمت إسرائيل ما يبدو وكأنه قوة مفرطة أو غير ضرورية للرد على احتجاجات فلسطينية، فجرحت 45 فلسطينياً من 28 أكتوبر/تشرين الأول وحتى 10 نوفمبر/تشرين الثاني، في القدس الشرقية في معظم الحالات بحسب بيانات الأمم المتحدة. وفي القدس الشرقية أيضاً فتحت قوات إسرائيلية النار على سيارة في 14 نوفمبر/تشرين الثاني فأصابت فتاة فلسطينية في العاشرة بكسر في الجمجمة بحسب تقارير إعلامية فلسطينية. وفي 13 نوفمبر/تشرين الثاني أطلقت قوات إسرائيلية رصاصات اسفنجية الطرف فأدت بصبي فلسطيني عمره 11 عاماً إلى فقدان البصر في إحدى عينيه.

ونفذ مستوطنون إسرائيليون سلسلة اعتداءات على فلسطينيين في الضفة الغربية، ففي 12 نوفمبر/تشرين الثاني قام محرقون بإشعال النار في مسجد ببلدة المغير الفلسطينية بالضفة الغربية، قرب مستوطنة شيلو شمالي رام الله. لم يتبن أحد مسؤولية الحادث ولم تجر بشأنه اعتقالات.

قالت سارة ليا ويتسن: "لتخفيف التوتر في القدس وغيرها، يتعين على القادة الدوليين زيادة الضغط على جميع الأطراف لضمان المحاسبة على الجرائم. وينبغي لعمليات القتل البشعة لمصلين في كنيس أن تكون بمثابة تذكرة عاجلة بالحاجة إلى التصدي المحايد لزيادة العنف، وحماية سكان القدس جميعاً".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة