بعد أسبوعين على بدء اليمن عملية عسكرية في الجنوب ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، اتصلت السلطات اليمنية بالعاملين بقناة الجزيرة وأمرت بأن يغادر المنطقة مراسل ومصور الجزيرة الذين كانا يغطيان الهجوم.
وفقا لمدير مكتب قناة الجزيرة، فقد اتصل به وبمراسل القناة الأسبوع الماضي مدير عام الإعلام الأجنبي بوزارة الإعلام، شوقي شاهر. قال المراسل حمدي البكاري، إن شاهر لم يقدم لأي منهما ـ مدير القناة أو هو ـ سببا لأمرهم بالخروج من شبوة، وهي المحافظة التي يجري فيها الاقتتال، قبل أن يهدد بإلغاء تأشيرة الصحفي للبكاري في حال رفضه تنفيذ الأمر. قال زملاء من قناة الجزيرة الإنجليزية إنهم خططوا للسفر إلى المنطقة لكن عدلوا عن قرارهم بعد التهديد.
اتصلت هيومن رايتس ووتش بوزارة الإعلام لتأكيد المكالمة لكنها لم تتلق ردا.
قبل تسعة أشهر، أصدرت هيومن رايتس ووتش تقريرايوثق لموجة من الهجمات على الصحفيين في اليمن ـ بما في ذلك من قبل القوات الحكومية ـ منذ تولي الرئيس عبد ربه منصور هادي تولي لمنصبه في 2012. لم تتخذ الحكومة إجراءات لمعالجة هذه الهجمات. يمكن أن تكون الخطوات الأخيرة ضد الجزيرة نذيرا لمزيد من القمع لحرية التغطية الإعلامية في اليمن.
إن القتال في الجنوب، وهو أهم الموضوعات التي تجرى على ألسنة الجميع في العاصمة صنعاء، جدير بالتغطية الإعلامية. لكن التغطية الحالية في اليمن تقتصر على إعادة نشر البيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة معلنة النصر تلو النصر.
قال لي البكاري إنه يعتقد أنه هو وزميله تم أمرهما بالمغادرة لأنهما كانا سيغطيان الأثر الإنساني للحملة العسكرية، على المدنيين في المنطقة، بما في ذلك مزاعم القصف العشوائي من جانب الحكومة. قال إن اللقطات التي قام بتصويرها تفند ادعاءات الحكومة بأنها حققت سيطرة كاملة على بعض معاقل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك في بلدة عزان.
ينبغي ألا تحاول الحكومة إخفاء هذه المعلومات عن شعبها.