Skip to main content

هربت مريم الخولي، وهي أم لأربعة أطفال، مع عائلتها من العنف الدائر في سوريا، ولجأت إلى لبنان. لكن الشعور بالارتياح للهروب من فظاعات سوريا تحول، في نهاية المطاف، إلى يأس. وقفت مريم التي عجزت عن إطعام أطفالها لأن أسرتها لم تعد تنطبق عليها شروط وكالة الأمم المتحدة للاجئين، وقفت خارج مكتب الوكالة في طرابلس، يوم 25 مارس/آذار، وأشعلت في نفسها النار، وفقا لزوجها.

تلقت أسرة مريم المساعدة خلال الأشهر الـ18 الأولى في لبنان، لكن لأن عائلتها شملت بالغين، يعدون معيلين محتملين لهم، علاوة على عوامل أخرى، فلم تعد الأسرة مؤهلة للحصول على المساعدات الغذائية، بعد تخفيض وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة المساعدة في الخريف الماضي من تغطية بنسبة 100% من اللاجئين إلى 72%. لكن فرص العمل نادرة في لبنان المحاط بالمشكلات، لذلك فإن عائلتها، مثل كثيرين آخرين، لم تتمكن من إيجاد سبيل لدفع الإيجار، ناهيك عن شراء المواد الغذائية.

كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ إن مريم التي تخضع للعلاج حاليا من حروق من الدرجة الثالثة، وحروق شديدة من الدرجة الثانية، يتركز معظمها في وجهها وصدرها، هي واحدة من 992 ألف لاجئ في لبنان، يستمر معدلهم في الازدياد بحوالي ألفين و300 لاجئ يوميا في هذا البلد الصغير ذي الـ4.4 مليون نسمة. يعادل هذا مثل وصول 72 مليون لاجئ فجأة إلى الولايات المتحدة. يقدر ما يحتاجه لبنان من الدعم الإنساني لعام 2014، وفقا لنداء الأمم المتحدة، بـ 1.8 مليار دولار. وبرغم هذا، فإنه حتى 21 مارس/آذار تم تمويل 14% فقط من احتياجات لبنان التي نادت بها الأمم المتحدة.

إذا ما كنت تعتقد أن الوضع لا يمكن أن يكون أسوأ، فأعد حسابتك. إن الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء العالم الناجمة عن الأزمات المتزايدة تفوق بكثير قدرات الجهات الإنسانية الفاعلة للاستجابة لها. تم تلبية نداء الأمم المتحدة في جنوب السودان، مع وجود مليون نازح، بنسبة 25% فقط، وتم تلبية النداء الخاص بإفريقيا الوسطى بنسبة 21%.

تعتمد وكالة الأمم المتحدة للاجئين كليا على التبرعات الطوعية. وعندما لا يكون المال متوفرا، لا يكون أمام الهيئة الدولية خيار سوى توفير المساعدة لأولئك الذين يتم تقييمهم على أنهم الأكثر عرضة للخطر. لذلك، دعونا نضع المسؤولية حيث يجب أن تكون. عندما يدير المانحون الدوليون ظهورهم لضحايا النزاعات، فإن أناسا مثل مريم يتجاوزون نقطة اليأس، ونحن جميعنا نخسر جزءا من إنسانيتنا.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

المنطقة/البلد