Skip to main content

ليكن احتفالنا باليوم العالمي للفتاة بالسماح لبنات اليمن بالطفولة

نُشر في: هافنغتون بوست

ربما كنتم قد سمعتم بـ روان، التي ظهر اسمها في الأخبار بعدما أفادت تقارير بوفاة الفتاة اليمنية، التي تبلغ من العمر 8 سنوات، في سبتمبر/أيلول، بسبب إصابات في الجهاز التناسلي ليلة زفافها. وفق التقارير الإخبارية، فإن والد روان زوجها برجل يبلغ من العمر 40 عاما والذي اغتصبها، مما تسبب لها في إصابة قاتلة، وطالب وزير حقوق الإنسان اليمني بإجراء تحقيق.

قال مسؤولون محليون في اليمن إن الرواية غير صحيحة. وعقدوا مؤتمرا صحفيا قدموا خلاله فتاة صغيرة على أنها روان، ورجلا قالوا إنه والدها. وأصر المسؤولون على أن روان آمنة وحية ترزق – رغم أن القصة لم تتطابق مع روايات بعض الصحفيين، والسكان المحليين بمن فيهم العاملون في مجال الصحة الذين قالوا إنها توفيت.

ربما لا نعرف أبدا بما حدث لـ روان. لكن قصتها تبين ما هو على المحك في النقاش الدائر بشأن زواج الأطفال، وهو ممارسة عميقة الجذور، ومنتشرة، ومستمرة في اليمن. تظهر بيانات دراسة في عام 2006 أجرتها الحكومة اليمنية والأمم المتحدة أن ما يقرب من 14 في المائة من الفتيات في اليمن تزوجن قبل سن الـ 15 عاما، و أكثر من النصف – 52 في المئة - تزوجن قبل سن الـ 18 عاما.

لا يتوفر اليمن على قانون يحدد الحد الأدنى لسن الزواج. في عام 1999، أزال المشرعون الـ 15 عاما كحد أدنى لسن الزواج لكل من الفتيان والفتيات، والحماية الوحيدة التي ينص عليها القانون الآن هي منع الزوج من  الدخول بعروسه "حتى تصل سن البلوغ، حتى لو كانت فوق سن 15 سنة". وحتى الآن ليست هناك أي عقوبة على الرجال الذين ينتهكون الحظر المفروض على الجماع مع الزوجة قبل سن البلوغ، وليس  الاغتصاب الزوجي مجرما في اليمن. وقد وثقت هيومن رايتس ووتش حالات اغتصب فيها رجال زوجاتهم قبل أول فترة حيض للفتيات.

وفي عام 2009، صوتت أغلبية في البرلمان على تحديد الـ 17 سنة كحد أدنى لسن الزواج. ولكن مجموعة من المشرعين - يعتبرون أن إعادة سن حد أدنى سيكون مخالفا لأحكام الشريعة الإسلامية - استخداموا إجراءا برلمانيا لمنع القانون من الدخول إلى حيز التنفيذ. ومنذ ذلك الحين ظل القانون الذي يمكن أن يساعد في حماية الفتيات عالقا في البرلمان.

يتصدر زواج الأطفال عناوين الصحف عندما تموت فتاة شابة بعد ليلة زفافها. إلا أننا نادرا ما نسمع عن قصص الآلاف من الفتيات الأخريات اللواتي يتزوجن وهن في عمر الطفولة ولا زلن على قيد الحياة ليعانين من العواقب. وثق تقرير لـ هيومن رايتس ووتش في 2011 الضرر الشديد والدائم للفتيات اليمنيات اللواتي أجبرن على الزواج وهن أطفال، وفي بعض الحالات لم يكن عمرهن يجاوز الثمانية أعوام.

يعد معدل وفيات الأمهات والأطفال في اليمن من بين أعلى المعدلات في منطقة الشرق الأوسط. تظهر دراسات أن احتمال وفاة الفتيات في سن المراهقة بسبب الحمل – وأسباب مرتبطة بالولادة - هو احتمال مضاعف. والفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 10 و 14 سنة هن عرضة للوفاة خمس مرات أثناء الولادة أكثر من الأمهات اللائي تتراوح أعمارهن ما بين 20 و 24 سنة. وبالنظر إلى محدودية التعليم، فغالبا ما لا تستطيع الفتيات الصغيرات توفير التغذية الكافية لأنفسهن ولأطفالهن. الإملاص ووفيات الرضع هي أعلى بنسبة 50 في المئة عندما تحمل نساء وفتيات دون سن الـ 20 سنة.

ومعظم الفتيات اللواتي يتزوجن في سن مبكرة يتركن المدرسة ويفتقرن إلى التعليم وغيره من المهارات التي يحتجنها كبالغات لتوفيرها لأنفسهن ولأسرهن. والعديد من الفتيات والنساء اللواتي تحدثن إلى هيومن رايتس ووتش عن زواجهن المبكر لا يستطيعن القراءة أو الكتابة.

وكثير من الفتيات والنساء في اليمن عرضة للعنف القائم على النوع، بما في ذلك العنف الأسري والجنسي. وقد وجدت منظمة الصحة العالمية أن الفتيات اللواتي يتزوجن قبل سن الـ 18 سنة لديهن خطر أكبر أن يصبحن ضحايا لعنف الشريك أكثر من اللواتي تزوجن في سن أكبر. وقالت بعض الفتيات والنساء اللواتي قابلتهن هيومن رايتس ووتش إن أزواجهن أو أصهارهن اعتدوا عليهن جسديا. وعندما يهربن، فكثيرا ما تدعوهن أسرهن للعودة، وفي بعض الحالات تضربهن أسرهن أيضا.

يشهد اليمن في الوقت الراهن عملية تسمى "الحوار الوطني"، والذي يجمع بين مختلف شرائح المجتمع اليمني لوضع توجه لمستقبل البلاد، بما في ذلك إنشاء اللبنات الأساسية لوضع دستور جديد.

عندما كنت في اليمن هذا الشهر، اعتمد فريق عمل الحوار الوطني بشأن الحقوق والحريات توصية تجعل سن الـ 18 حدا أدنى لسن الزواج. هذا اقتراح ممتاز، لكنه لا يزال يحتاج إلى دعم من أعضاء آخرين في الحوار الوطني. يحتاج المسؤولون اليمنيون إلى اعتماد قانون يحدد سن الزواج في الـ 18 عاما، و يعاقب البالغين الذين يتواطئون في ترتيب الزواج قبل هذا السن. هناك الكثر مما يجب القيام به لتغيير المواقف ومنع مثل هذه الزيجات.

وبينما يحتفي العالم اليوم العالمي للطفلة في 11 أكتوبر/تشرين الأول، ولا يزال العديد منهن في اليمن في خطر.

قد لا نتوصل إلى حقيقة ما جرى بشأن حياة روان قط، ولكن الحقيقة هي أن هناك عدد لا يحصى من أمثال روان، وقد حان الوقت للحد من مخاطر زواج الأطفال.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة