Skip to main content

الصومال - مقتل مدنيين في مواجهات كيسمايو

قصف وإطلاق النار على المنازل والسوق وعيادة طبية

(نيروبي) ـ قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن القتال بين ميليشيات القبائل المتناحرة، في كيسمايو بالصومال، في بداية الشهر الجاري، خلف عددا غير معروف من الضحايا المدنيين في الهجمات، الواضح أنها عشوائية، على منشآت المدنيين.

ذكرت الأمم المتحدة أن 31 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب 38 آخرين خلال الاقتتال يومي 7 و8 يونيو/حزيران 2013، والتي اندلعت بعد أسابيع من التوتر المتصاعد من أجل السيطرة على الميناء المربح بالمدينة. أعداد الضحايا متضاربة لأن القتلى والجرحى نقلوا إلى مواقع مختلفة في جميع أنحاء المدينة، والمعلومات محدودة فيما يتعلق بحالة الضحايا.

وقالت ليزلي ليفكو، نائبة مدير قسم أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "أظهر قتال الميليشيات على كيسمايو عدم المراعاة الظاهرة لسلامة المدنيين في المدينة. يجب على جميع الأطراف المتقاتلة اتخاذ الإجراءات الاحتياطية اللازمة لتجنيب السكان المدنيين مخاطر القتال. تطبق قوانين الحرب على جميع الجماعات المسلحة".

تحدثت هيومن رايتس ووتش مع العديد من السكان وعمال الإغاثة في المدينة والذين وصفوا كيف قتلت الهجمات المدنيين ودمرت مبانٍ مدنية.

تركز الجانب الأكبر من القتال في قرية دلعدا ، في حي ألانلي جنوب غرب كيسمايو، على الطريق المؤدى للمطار. قتل مدني واحد على الأقل عندما اندلع القتال في 7 يونيو/ حزيران. وقال سكان محليون لـ هيومن رايتس ووتش إن كوسا نورو حسن، وهي امرأة معاقة، أصيبت بعدة أعيرة نارية في رأسها وذراعها الأيسر في سوق ألانلي حيث تبيع الحليب. وقالت سيدة ساعدت في جمع أشلائها: "جمعنا أسنانها من على الأرض وتفتت جانبها الأيسر. من المؤلم جدا تذكر كيف قتلت".

في 8 يونيو/ حزيران، اندلع القتال في حوالي الثامنة صباحا واستمر حتى السادسة مساء. وقال مصدر محلي لـ هيومن رايتس ووتش إن مدرس القرآن وأحد تلامذته أصيبوا برصاص طائش أثناء القتال في الصباح. وصف شهود عيان القصف العنيف على دلعدا خلال المساء. قتل ثلاثة أطفال، اثنان أشقاء أعمارهما أربعة وخمسة أعوام وفتاة تبلغ سبع سنوات، عندما ضربت قذيفة، ربما قذيفة هاون استنادا إلى وصف شهود العيان، منزلهم في دلعدا. أصيب خمسة مدنيين آخرين على الأقل في نفس المنزل الذي تم ضربه، بينهم فتاة أخرى تبلغ من العمر سبعة أعوام وامرأة شابة. وذكرت مصادر محلية أن منزلا آخر مجاور تم قصفه بقذيفة في الهجوم ذاته، أسفر عن إصابة امرأة.

في حوالي 6 مساء ضربت أيضا عيادة خاصة تدعى مستشفى وامو ، التي تضم عيادات خارجية للمرضى في دلعدا، بنيران الأسلحة. ويعتقد أحد شهود العيان أن قذيفة هاون ضربت العيادة، لكن الأدلة التي جمعناها من الصور الفوتوغرافية تعطي نتيجة غير مؤكدة. على مبنى العيادة ما يعلن بوضوح أنها مبنى طبي. وقال عدة مصادر لـ هيومن رايتس ووتش إن مختبر العيادة تم تدميره وغرفة الاستشارة دمرت جزئيا. لم يصب أحد من جراء الهجوم، عندما ضربت الغرف كانت شاغرة، لكن معدات المختبر دمرت.

القتال في كيسمايو بالأساس بين ميليشيات قبائل  الأورمال وراس كامبوني. وفقا لمصادر محلية، فإن ميليشا جالجيكل يعتقد أيضا أنها شاركت في القتال. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من تأكيد أي من الميليشيات هي المسئولة عن ضرب المنازل والعيادة بالنيران في دلعدا، ولا الأسلحة المستخدمة.

وقالت ليزلي ليفكو: "إن المعلومات غير المكتملة عن الاشتباكات الأخيرة في كيسمايو، وتأثيرها على المدنيين، تسلط الضوء مرة أخرى على الحاجة إلى التوثيق والبحث المنهجي". وأضافت: "يجب على بعثة الأمم المتحدة الجديدة في الصومال أن تباشر فوراً نشاط قسم حقوق الإنسان بعد توسعته".

يلزم القانون الدولي الإنساني، أو قوانين الحرب، جميع أطراف النزاع، بما في ذلك القوات المسلحة التابعة للدولة والجماعات المسلحة غير النظامية، باتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر الذي يلحق بالسكان المدنيين. الهجمات التي تستهدف المدنيين أو الممتلكات المدنية محظورة، وكذا الهجمات التي لا تميز بين الأهداف المدنية والعسكرية، أو المتوقع أن تسبب أضرارا مدنية أكبر من المكاسب العسكرية المتوقعة.

فيما لا تحظر قوانين الحرب القتال في المناطق الحضرية، فإن وجود العديد من المدنيين يفرض قدراً أكبر من الالتزام على جميع الأطراف المتقاتلة باتخاذ خطوات لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين.

شهدت كيسمايو توترات منذ 15 مايو/ أيار، عندما أعلن بعض زعماء القبائل المحليين عن ولاية جديدة تتمتع بقدر من الحكم الذاتي باسم "جوبالاند"، تحت قيادة أحمد محمد إسلام ، المعروف باسم "مادوبي"، وزعيم ميليشيا راس كامبوني. أستفز إعلان مادوبي غيره من قادة الميليشيات القبلية في كيسمايو لإعلان أنفسهم قادة جوبالاند، بما في ذلك ميليشا إفتن حسن باستو. اندلع القتار في 7 يونيو/ حزيران، عندما منعت ميليشا راس كامبوني حسب التقارير، منعت باستو من الاجتماع بوفد من الحكومة الصومالية الاتحادية من مقديشيو.

وقالت ليزلي ليفكو: "في حين لم تتوافر تفاصيل دقيقة عن القتال، يدفع المدنيون بوضوح الثمن". وأضافت: "يجب على السلطات الصومالية وجميع الأطراف الأخرى في هذا الصراع أن يجعلوا حماية المدنيين أولوية".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

المنطقة/البلد

الأكثر مشاهدة