(نيويورك، 12 يوليو/تموز 2012) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن قرار اللجنة الأولمبية الوطنية السعودية بإرسال لاعبتين رياضيتين سعوديتين إلى دورة الألعاب الأولمبية في لندن خطوة إيجابية فاصلة وهامة للرياضة النسائية السعودية. إلا أنه ما زالت لا توجد بوادر على أي تقدم يُذكر من أجل إنهاء الحظر الفعلي القائم على ممارسة السيدات والفتيات للرياضة داخل المملكة.
اللاعبتان هما وجدان شهرخاني في رياضة الجودو، والعداءة سارة عطار.
وقال كريستوف ويلكى، باحث أول في قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "السماح للمرأة بالمنافسة تحت لواء العلم السعودي في دورة أولمبياد لندن سابقة هامة. لكن دون تغير في السياسات يسمح للنساء والفتيات بممارسة الرياضة والمنافسة داخل المملكة، فلن يتغير الكثير بالنسبة لملايين النساء والفتيات المحرومات من فرص ممارسة الرياضة".
قالت هيومن رايتس ووتش إن مسؤولين سعوديين أعلنوا مؤخراً عدة مرات عن رفض الموافقة على المبادرات الرياضية النسائية. في 3 يوليو/تموز 2012 كتبت صحيفة "هي وهو الرياضية" التي صدرت مؤخراً، إلى وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية، الأمير نواف بن فيصل، لتطلب موافقته على عقد دورة رمضانية رياضية للسيدات في جدة.
المدير العام للمجلة، أحمد مرزوقي، ورئيسة التحرير، هناء العلوني، كتبا أن المجلة تعتزم تنظيم دورة لكرة السلة والكرة الطائرة وكرة القدم للسيدات بما يتوافق مع الشريعة ومع القوانين السعودية، مثل عدم الاختلاط والحصول على موافقة ولي الأمر، والحفاظ على الزي الملتزم. لكن بعد يومين، قال شخص يعمل في الصحيفة لـ هيومن رايتس ووتش إن مسؤولاً بوزارة الرياضة أخبرهم هاتفياً بأن الوزارة لن توافق على هذه المبادرة، وطالبهم بإلغاء خطط تلك الدورة.
وأضاف الشخص الذي يعمل في الصحيفة إن هناك العشرات من السيدات والفتيات السعوديات يرغبن في ممارسة الرياضة، لكن عدم وجود الدعم الحكومي يجعل ممارسة الرياضة مشكلة. وقال: "نحن لا نهتم كثيراً بالأولمبياد، بل يهمنا السماح للسيدات بلعب الرياضة في المملكة".
وقالت سيدة سعودية تلعب كرة القدم في الرياض لـ هيومن رايتس ووتش بعد إعلان اليوم، أنها تأمل في أن تفتح مشاركة سيدات سعوديات في الأولمبياد المجال أمام ممارسة المرأة للرياضة في المملكة.
تنشر صحيفة "هي وهو الرياضية" مقالات لعدد من المؤيدين والمؤيدات السعوديين والسعوديات لممارسة المرأة للرياضة على موقع الصحيفة الإلكتروني، ومنهم د. ليلى الأحدب، الطبيبة والناشطة الاجتماعية، التي أكدت في 3 يوليو/تموز أن "ممارسة المرأة للرياضة حق شرعي". وكتبت د. حسناء القنيعير، الناقدة الاجتماعية البارزة، في 10 يونيو/حزيران تنتقد قرار وزارة التربية الخاص بالالتفاف حول اتخاذ قرار بإدخال التعليم الرياضي للفتيات في المدارس، وقالت الفنانة السعودية مروة محمد إن "كرة القدم لعبة ممتعة تصلح للجنسين... وممارسة المرأة للرياضة لم ولن تكن عيباً".
لكن في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 حذر د. محمد العريفي – رجل الدين السعودي البارز وله أكثر من مليوني متابع على تويتر، حذّر الأمير نواف من إرسال سيدات للأولمبياد، بعد يوم من إعلان إمكانية مشاركة سيدات بشروط معينة:
ممارسة المرأة للرياضة .. فإنها في الأصل مباحة .. لكن إن أدى ذلك إلى اختلاطها بالرجال .. أو كشف عورتها .. أو مشاهدة الرجال لها وهي تارة تركض وتارة تسقط على الأرض .. وتارة تضحك أو تبكي أو تخاصم لاعبة أخرى .. أو تركب الخيل .. أو تمارس ألعاب الجمباز .. أو المصارعة .. وغير ذلك.. والكاميرات تصور والقنوات تنقل .. فهذا لا يشك عاقل أنه حرام.
وقال كريستوف ويلكى: "أمام الرياضة النسائية في المملكة أشواط طويلة تقطعها". وأضاف: "المشاركة النسائية في أولمبياد لندن لن يكون لها أثر محسوس إلا إذا مهدت الطريق أمام مشاركة المرأة في الرياضة بالمملكة. حان الوقت لأن تستخدم اللجنة الأولمبية الدولية ما لديها من قدرة على الضغط وأن تقدم خططاً ملموسة لمشاركة المرأة في الرياضة، للفتيات في المدارس والأندية الرياضية للسيدات والمسابقات الرياضية التنافسية".