(نيويورك، 15 أبريل/نيسان 2011) - قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن على السلطات الليبية أن توفر فوراً معلومات عن أماكن تسعة صحفيين أجانب وستة صحفيين ليبيين محتجزين أو في عداد المفقودين في ليبيا. وأضافت المنظمة أنه يجب الإفراج فوراً عن جميع الصحفيين المحتجزين تعسفاً.
وقال بيتر بوكارت، مدير قسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش: "يواجه الصحفيون الليبيون والأجانب قيوداً غير قانونية من الحكومة، منها الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي في طرابلس. إذا لم يكن لدى الحكومة شيئاً تخفيه، فعليها أن تدع الإعلام يؤدي عمله".
هناك ثلاثة صحفيين أجانب على الأقل، هم كلير مورغان جيليس ومانو برابو وجيمس فولي، محتجزين بمعزل عن العالم الخارجي في العاصمة طرابلس، منذ 8 أبريل/نيسان 2011، على حد قول هيومن رايتس ووتش. لم يُسمح لهم بالاتصال بأسرهم أو بتلقي زيارات من دبلوماسيين.
فضلاً عن ذلك، تقوم الحكومة باحتجاز صحفيين اثنين وسائق من محطة فضائية سعودية، هي الإم بي سي، وأحد الصحفيين من محطة العالم المملوكة لإيرانيين، طبقاً للجنة حماية الصحفيين. أحد المصورين، من الجزيرة، تم الإفراج عنه في 14 أبريل/نيسان، لكن هناك آخر ما زال رهن الاحتجاز.
جيليس، الصحفي الحر الأمريكي البالغ من العمر 34 عاماً يعمل لصالح صحف ذي أطلانطيك ودي فيلت ويو إس آيه توداي. فولي، 37 عاماً وهو مراسل أمريكي للمطبوعة الإنترنتية غلوبال بوست، ومانويل فاريلا، 30 عاماً، مصور إسباني في مهمة لصالح وكالة الأنباء الأوروبية ويعمل تحت اسم مانو برابو.. تعرض الثلاثة للاحتجاز طرف قوات الأمن الحكومية في 5 أبريل/نيسان في البريقة، بحسب هيومن رايتس ووتش.
عرف سي جيه شيفرس، مراسل النيويورك تايمز في ليبيا من شهود عيان أن مجموعة من ثلاثة صحفيين في عربة فان مرسيدس حمراء قد أُجبروا على التوقف على الطريق الساحلي السريع بالقرب من البريقة الجديدة، إثر تعرض عربتهم لوابل من القصف المدفعي من القوات الحكومية. بعد توقف العربة اقتربت القوات الحكومية في شاحنتين ميتسوبيشي، حسب قول شهود العيان لشيفرس، وأمروا الصحفيين بركوب الشاحنتين. ثم قام مقاتلو الحكومة بتدمير الفان المرسيدس بالقنابل اليدوية ثم ابتعدوا.
ظهرت تقارير عن اثنين من الصحفيين الأجانب أصبحوا في عداد المفقودين بالقرب من البريقة. المصور الحر الجنوب أفريقي أنطون هاميرل، 41 عاماً، ويعمل من لندن، شوهد لآخر مرة بالقرب من البلدة في 5 أبريل/نيسان. الكاتب الحر الأمريكي ماثيو فاندايك، 31 عاماً، شوهد لآخر مرة قرب البريقة في 13 مارس/آذار. ملابسات الحالات المذكورة ما زالت غامضة.
في 14 أبريل/نيسان أعلنت الجزيرة عن إفراج السلطات الليبية عن أحد مصوريها، وهو عمار الحمدان، وكان رهن الاحتجاز منذ 6 مارس/آذار. الحمدان قال لوسائل الإعلام إنه كان رهن الحبس الانفرادي لمدة 14 يوماً. مصور الجزيرة الآخر، عمار التلو، وهو مواطن بريطاني، ما زال رهن الاحتجاز. المصوران تم احتجازهما مع زملاء لهما من الجزيرة، هما لطفي المسعودي وأحمد فال ولد الدين. تم إطلاق سراح المسعودي في 3 أبريل/نيسان وولد الدين في 11 أبريل/نيسان. سبق ودعت هيومن رايتس ووتش الحكومة الليبية إلى الإفراج عن الرجال الأربعة.
طبقاً للجنة حماية الصحفيين، فإن الصحفيين التابعين للإم بي سي، مجدي هلالي ومحمد الشويهدي رهن احتجاز الحكومة منذ 6 أبريل/نيسان مع سائقهما يحيى (اسمه الكامل غير معروف). هناك زميل رابع لهم تم احتجازه ثم الإفراج عنه في 8 أبريل/نيسان. لطفي غرس، من العالم، رهن الاحتجاز منذ 16 مارس/آذار على حد قول لجنة حماية الصحفيين.
هناك ستة صحفيين ليبيين على الأقل من المعارضين للحكومة، تم القبض عليهم بدورهم وأماكنهم غير معروفة. المفقودون منهم عاطف الأطرش وإدريس المسماري ومحمد السحيم، وتم القبض عليهم في بنغازي أثناء الاحتجاجات الأولى هناك أواسط فبراير/شباط، على حد قول هيومن رايتس ووتش.
أحد العاملين بالإعلام - محمد شغلوف - ويعمل كسائق مع النيويورك تايمز، مفقود منذ أن تم احتجازه مع أربعة صحفيين أجانب تابعين للصحيفة نفسها في 15 مارس/آذار. تم الإفراج عن الأجانب الأربعة في 21 مارس/آذار، فيما ما زال مكان الشغلوف غير معروف.
وقد عرفت هيومن رايتس ووتش أن جيليس وفولي وبرادو هاميرل مفقودين منذ 7 أبريل/نيسان، وبدأت في الاتصال بأسرهم والمؤسسات الإعلامية التي يعملون فيها.
وقام عدد من الصحفيين الأجانب في طرابلس بالاتصال بمسؤولين حكوميين للسؤال عن الصحفيين الأربعة، ومنهم المساعد الشخصي للقائ الليبي معمر القذافي ومساعدي الأبناء سيف الإسلام وسعدي القذافي وكذلك الناطق باسم الحكومة موسى إبراهيم. بحلول مساء 7 أبريل/نيسان أكد مسؤولون حكوميون للمراسل الدولي للسي إن إن، نيك روبرتسن، أن الأربعة في أمان وطرف احتجاز الحكومة. تم نقل الأربعة إلى طرابلس حيث سيتم الإفراج عنهم "قريباً" على حد قول المسؤولين. كما قام نائب الكونغرس الأمريكي السابق كورتس ولدون، في زيارة خاصة لطرابلس لإجراء مباحثات مع عائلة القذافي، قام بفتح ملف الصحفيين المحتجزين مع المسؤولين الليبيين، مؤكداً أن الإفراج السريع عنهم من أهم أولويات زيارته.
منذ ذلك الحين لم توفر السلطات الليبية أية معلومات إضافية عن مكان الأربعة. ولم يُسمح للصحفيين المذكورين بالاتصال بعائلاتهم ولم يُسمح لممثلين دبلوماسيين لبلدانهم بزيارتهم، بما في ذلك مسؤولي السفارة التركية الذين لعبوا دوراً هاماً في الإفراج عن صحفيين سبق احتجازهم.
طبقاً لمعلومات موثوقة تم الحصول عليها بالتعاون مع صحيفة أطلانطيك، فإن جيليس وفولي وبرابو - وليس هاميرل - كانوا محتجزين في معقل الحكومة القوي في سرت، وذلك بتاريخ 6 أبريل/نيسان، قبل نقلهم إلى مركز احتجاز في طرابلس بتاريخ 7 أبريل/نيسان، على حد قول هيومن رايتس ووتش. يبدو أن الصحفيين المحتجزين الثلاثة في صحة جيدة ولم يتعرضوا لسوء المعاملة وقت احتجازهم. لكن لم يرد ذكر الصحفي الجنوب أفريقي، مما يثير التساؤلات حول هاميرل - الأب لطفل يبلغ من العمر شهراً - كونه أصبح رهن الاحتجاز في حادث آخر بعيداً عن الصحفيين الثلاثة.
وقال بيتر بوكارت: "لقد مر أكثر من أسبوع منذ نُقل كلير جيليس وجيمس فولي ومانو برابو إلى طرابلس، وما زال لم يُسمح لهم بالاتصال بالعالم الخارجي". وأضاف: "عزلتهم هذه تفاقم من معاناة أسرهم".
ذكرت تقارير إخبارية أن الرئيس جاكوب زوما، رئيس جنوب أفريقيا، لم يطرح تساؤلات عن مكان هاميرل مع السلطات الليبية أثناء زيارته لطرابلس في 10 و11 أبريل/نيسان بصفته من أعضاء فريق الوساطة التابع للاتحاد الأفريقي. وتعرف السلطات الجنوب أفريقية أن هاميرل مفقود منذ 7 أبريل/نيسان، وخبر اختفاءه ظهر على الصفحات الأولى للصحف الجنوب أفريقية.
وقال بيتر بوكارت: "من الباعث على الصدمة أن الرئيس زوما لم يذكر اختفاء مواطن جنوب أفريقي. كان من الممكن عن طريق دعوة مباشرة منه فيما يخص هاميرل أن تحدث فارقاً في العثور عليه. لا توجد أي أعذار مقبولة من زوما كونه تجاهل تناول هذا الموضوع".
بالإضافة إلى الصحفيين الأربعة المحتجزين أو المفقودين، أعربت هيومن رايتس ووتش عن قلقها العميق إزاء سلامة صحفي آخر، هو المراسل الحر ماثيو فاندايك، وتم الإبلاغ عن كونه مفقوداً بالقرب من البريقة في 13 مارس/آذار. لم تظهر عنه أي أنباء، رغم جهود بذلتها أسرته ووزارة الخارجية الأمريكية للتوصل لمكانه.
سبق وقامت هيومن رايتس ووتش بتوثيق الاعتقالات التعسفية والاحتجاز وفي بعض الحالات الإخفاء القسري لمئات الليبيين، منهم أربعة أطباء على الأقل، من شرق ليبيا على مدار الشهر المنقضي. بعضهم شوهدوا لآخر مرة طرف احتجاز القوات الحكومية، أو تمكنت عائلاتهم من التأكد من أنهم رهن احتجاز السلطات عندما أجاب على هواتف أقاربهم المفقودين أفراد من قوات الأمن.
وقال بيتر بوكارت: "قضايا الصحفيين الأجانب المحتجزين بمعزل عن العالم الخارجي مقلقة للغاية، لكن لم نتلق أي معلومات تُذكر عن مئات الليبيين المحتجزين في ذلك الثقب الأسود المعروف باسم مراكز احتجاز القذافي".