(نيويورك) - قُتل 87 شخصاً على الأقل اليوم ، أغلبهم من النساء والأطفال والمسنين، في غارات جوية شمالي اليمن، حسبما قال شاهد على الهجوم وآخرون. ودعت هيومن رايتس ووتش الحكومة اليمنية إلى التحقيق على الفور وبنزاهة في أي هجمات استهدفت المدنيين، ودعت جميع الأطراف في النزاع المسلح في المنطقة إلى احترام حظر القانون الدولي لاستهداف المدنيين.
وقعت الهجمات في منطقة العادي، شرقي بلدة حرف سفيان في محافظة عمران. وفي أواسط أغسطس/آب، اندلعت الجولة السادسة من القتال المكثف في شمال اليمن بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، وهي مستمرة منذ ذلك الحين.
وقال شاهد على الهجوم تم التوصل إليه عبر منظمة يمنية حقوقية، هي مؤسسة حوار، إن الطائرات العسكرية اليمنية أجرت أربع غارات هذا الصباح، ودونما إنذار، وفجّرت مجموعة من الأشخاص المشردين المتجمعين في منطقة مفتوحة بالقرب من مدرسة.
في ذلك التوقيت لم تكن هناك أية مصادمات مسلحة أو تواجد للمتمردين في المنطقة، حسبما قال الشاهد، لكن المنطقة قريبة من طريق يطرقه أحياناً المتمردون الحوثيون، وأفادت منتديات الحوار اليمنية على الإنترنت بوقوع مصادمات بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية في المنطقة فيما مضى. وبعض الأشخاص المُشردين كان معهم بنادق آلية، كما هي عادة رجال القبائل في هذه المنطقة من اليمن، على حد قول الشاهد.
موقع نيوز يمن الإخباري اليمني المستقل، كان قد أفاد بأن 85 شخصاً قد قُتلوا في غارات جوية، واقتبست وكالة أنباء أسوشيتد برس أقوال سائق سيارة إسعاف أحصى نقل 120 شخصاً على الأقل إلى المستشفى.
وقد بدأ النزاع المسلح بين الحكومة والمتمردين الحوثيين في محافظتي صعدة وعمران شمالي اليمن في عام 2004. الجولة السابقة من القتال انتهت بوقف لإطلاق النار أُبرم في يوليو/تموز 2008.
وتعرب هيومن رايتس ووتش عن عميق قلقها إزاء تبعات القتال الدائر على الوضع الإنساني في تلك المنطقة، بناء على تقارير للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية في اليمن، وكذلك تقارير إعلامية. التقارير الحالية تشير إلى أن ما يُقدر عددهم بمائة وخمسين ألف مدني قد تعرضوا للتشرد جراء جولة القتال الجديدة.
وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "يجب على الحكومة اليمنية أن تُحقق فيما يُعد هجوماً مروعاً على المدنيين". وأضاف: "يجب الالتزام بعدم مهاجمة المدنيين على الإطلاق".
