Skip to main content
تبرعوا الآن

السعودية: الزوج والزوجة المنفصلان جبراً يواجهان مضايقات من قبل المسؤولين

قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إنه بعد أن أجبرت محكمة سعودية زوجاً وزوجة على الطلاق في حكم صادر في قضية رفعها أخ الزوجة؛ قام المسؤولون باحتجاز المرأة وابنها الصغير، كما يهددون باحتجاز زوجها.

ودعت هيومن رايتس ووتش السلطات السعودية إلى إطلاق سراح فاطمة العزاز وابنها بدون شروط، وأن تضع حداً للمضايقات بحق زوجها منصور تيماني.

وكانت محكمة في مدينة الجوف الشمالية قد حكمت غيابياً بالطلاق الجبري في أغسطس/أب 2005 على الزوجين المتزوجين طبقاً للقانون. وحكمت المحكمة بأن أصل تيماني القبلي يجعله غير مناسب للزواج من فاطمة العزاز، وأعلنت أن الزواج قد يضر بسمعة عائلة العزاز؛ لأن تيماني من طبقة اجتماعية أدنى. وأكدت محكمة التمييز بالرياض الحكم في يناير/كانون الثاني، لتضع حداً للطعن في الحكم. ودعت هيومن رايتس ووتش الملك عبد الله إلى إحالة القضية إلى المجلس الأعلى للقضاء؛ لتصحيح الحكم غير العادل.

وقالت سارة ليا ويتسن مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "تتحمل المحاكم السعودية مسؤولية حماية الأسر والأطفال، لا أن تفرق بين الأزواج والزوجات وأطفالهم"، وتابعت تقول بأنه "وعلى الحكومة تصحيح أوضاع هذه المحاكمة الهزلية، ووضع حد للقضايا المؤذية التي يرفعها أقاربٌ للنساء من الرجال".

وقام المسؤولون بإدارة المنطقة الشرقية، والذين يتبعون وظيفياً وزارة الداخلية، بمضايقة واضطهاد الزوجين منذ صدور الحكم، وأجبروهما على الانفصال الكلي. وفي أغسطس/آب، قام مسؤولو إدارة المنطقة باحتجاز فاطمة العزاز وطفليها في سجن الدمام العام؛ لأنها لم ترغب في العودة إلى أخوتها من الأب، الذين تخشاهم بسبب معاملتهم العنيفة لها وخلفية العائلة في النزاعات. وفي أبريل/نيسان تم نقلها إلى مركز احتجاز آخر في الدمام، وهو يخضع لسلطة وزارة الشؤون الاجتماعية.

وفي وقت مبكر من هذا العام، حصل تيماني على حق رعاية الابنة الأكبر حين بلغت العامين. ومحظور على فاطمة العزاز الخروج أو تلقي الزيارات، بما فيها زيارات ابنتها، وصديقاتها من النساء وأعضاء الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الذين يحققون في حالتها. ويمنعها المسؤولون من التحدث هاتفياً إلى ابنتها أو زوجها أو غيرهما من الأشخاص. ودعت هيومن رايتس ووتش الملك عبد الله إلى رفع كل أشكال الحظر عن الزيارات الرضائية بين الزوجين وبين الزوجين وطفليهما.

ومما ضاعف من الانتهاكات التي تسبب فيها قرار المحكمة هو إنفاذ الحكومة لوصاية قانونية ذكورية قوية على النساء (ولاية الأمر)، مما أدى إلى احتجاز فاطمة العزاز. ويجب أن تحصل النساء السعوديات على تصريح من الرجال ولاة أمورهن بالعمل أو السفر أو الدراسة أو الزواج أو تلقي الرعاية الصحية أو الحصول على خدمات عامة كثيرة. ودون هذا التصريح يمكن للهيئات الحكومية أن تمنع النساء من ممارسة هذه الحقوق. ويتضمن ولاة الأمور على النساء كل من الأزواج والآباء والأخوة، بل وحتى الأطفال الصغار من الذكور. ودعت هيومن رايتس ووتش الملك عبد الله إلى مراجعة هذه الشروط الموضوعة على ولاية الأمر، والتي تمنع النساء من ممارسة حقوقهن الأساسية.

وإثر الطلاق الجبري، أصبح أخوة العزاز من الأب هم أوصياؤها الشرعيون، ولابد أن تبقى تحت رعايتهم. وبديلها الوحيد هو أن تبقى في مركز الاحتجاز تحت رعاية الحكومة. وقد رفع أخوة فاطمة العزاز من الأب القضية سعياً لتطليقها من تيماني بعد موت أبيها؛ الذي وافق على هذه الزيجة.

ومؤخراً قام المسؤولون بالتصعيد من مضايقاتهم بحق تيماني. ففي 9 يوليو/تموز، حين حاول تيماني تسجيل سيارته في مكتب المرور الحكومي، رفض المسؤولون طلبه، قائلين بأن الحاسب الآلي أظهر أنه "مطلوب أمنياً". وفي منتصف يونيو/حزيران، اصطحب عناصر من شرطة البحث الجنائي السعودي تيماني، ومعه ابنته وابنة فاطمة العزاز البالغة من العمر ثلاث سنوات، إلى مركز شرطة الخُبر في المنطقة الشرقية وأمروه بتوقيع تعهد بألا يتحدث إلى أحد إطلاقاً عن طلاقه الجبري من زوجته وإلا واجه السجن. وقال تيماني لـ هيومن رايتس ووتش إنه وقع التعهد لأنه لا يوجد من يرعى ابنته سواه.

. وقد قال منتقدو هذا النظام إن حكم المحكمة لا يتخذ أي سند من الشريعة الإسلامية. وقد تلقت عريضة على الإنترنت تطالب بإعادة الجمع بين الزوجين ومنع قضايا الطلاق الجبري في المستقبل، أكثر من 1000 توقيع، والكثير من هذه التوقيعات من السعودية.

وقالت سارة ليا ويتسن: "توجد امرأة محتجزة مع ابنها بسبب نظام ولاية الأمر الذكورية التمييزية". وأضافت قائلة: "ويواجه زوجها خطر السجن والاضطرار لهجر ابنتيهما. وانتهاكات حقوق الإنسان الموجودة في هذه القضية جملةً لا مبرر لها بالمرة، وعلى الحكومة السعودية توفير الإنصاف الفوري للأطراف المتضررة في هذه القضية".

والسعودية دولة طرف في كل من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية حقوق الطفل. وينتهك قرار المحكمة وتصرفات الحكومة عدة مبادئ حماية وعدة حقوق أساسية تضمنها هاتين الاتفاقيتين. كما ينتهك قرار المحكمة الحق في اتفاق البالغين على الزواج دونما تمييز، وهو من الحقوق المعترف بها في القانون الدولي لحقوق الإنسان.

لمزيد من المعلومات عن تقارير هيومن رايتس ووتش عن السعودية، يُرجى زيارة:
"السعودية: رغم القيود المفروضة.. الزيارة تكشف عن إساءات"، على رابط:

https://www.hrw.org/arabic/docs/2007/02/17/saudia15354.htm

"السعودية: ارفعوا القيود المفروضة على ناشطة حقوق الإنسان"، على رابط:
https://www.hrw.org/arabic/docs/2006/10/31/saudia14484.htm

"المملكة العربية السعودية: أحداث 2006"، على رابط:
https://www.hrw.org/arabic/docs/2006/12/31/saudia15115.htm

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة