Skip to main content

لبنان/إسرائيل: على إسرائيل توفير ممر آمن لقوافل الإغاثة

خطر نقص الغذاء والدواء مع إغلاق الجيش الإسرائيلي الطرق البرية والجوية والبحرية

قالت هيومن رايتس ووتش اليوم أن على إسرائيل أن تسمح لقوافل الإغاثة الإنسانية بدخول لبنان والتحرك فيه على نحو آمن. فالبلدات الحدودية في لبنان تواجه نقصاً خطيراً في الغذاء والدواء، وهي في حاجة ماسة إلى الإمدادات.

وطبقاً للتقارير الصحفية وشهود العيان والمصادر الرسمية اللبنانية، قصف الجيش الإسرائيلي كثيراً من الشاحنات التي دخلت لبنان في اليومين الماضيين.

وفي حادثة وقعت يوم الاثنين، أصابت الصواريخ الإسرائيلية قافلة شاحنات من الإمارات العربية المتحدة قرب بلدة زحلة عندما كانت في طريقها من سوريا إلى بيروت مما أدى إلى تدمير ثلاث شاحنات وأربع سيارات ركاب أو إلحاق أضرار بها. وكتب مراسلو واشنطن بوسن ووكالة الأنباء الفرنسية الموجودون في مكان الحادث أن الشاحنات كانت تحمل إمدادات من الأدوية والزيت النباتي والسكر والأرز. وقالت جمعية الهلال الأحمر الإماراتية في تصريح لها أن القافلة كانت تحمل إمدادات طبية وأدوية، إضافةً إلى عدد من سيارات الإسعاف. وقال التصريح أن شخصاً واحداً قتل على الأقل. كما أفاد المسئولون الإماراتيون أن القافلة كانت تحمل إشارات واضحة تدل على أنها تقوم بعملية إغاثة.

ولاحظ باحثٌ من هيومن رايتس ووتش شهد آثار الحادث يوم الثلاثاء أن شاحنة المقدمة كانت محترقةً بالكامل وأن قذيفة قد اخترقت مقصورة شاحنة ثانية. وكانت شاحنة ثالثة تحمل ما يبدو أنه أكياس كبيرة من الطحين أو الأرز.

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن جمعية الهلال الأحمر الإماراتية أبلغتها بمرور القافلة مسبقاً.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "إن إسرائيل ملزمة قانوناً بأن تسمح بالمرور الآمن للمواد الأساسية للمدنيين وبأن تحمي عمال الإغاثة الذين ينقلون هذه الإمدادات. إذا كانت الهجمات تستهدف قوافل الإغاثة والإمدادات الطبية فإن لها عواقب خطيرة على حماية المدنيين. وتبين هذه الهجمات أن إسرائيل تمتنع عن اتخاذ الإحتياطات الملائمة لتفادي ضرب الأهداف المدنية".

وفي تصريح ظهر على موقع الجيش الإسرائيلي على الإنترنت يوم 19 يوليو/تموز قال ناطق باسم الجيش أن الجيش نفذ هجمات جوية ضد "شاحنات تحمل أسلحة من بينها أربع شاحنات في وادي البقاع تنقل أسلحة من سوريا إلى لبنان". وقالت واشنطن بوست أن ناطقاً باسم الجيش الإسرائيلي أجاب عندما قيل له بأن الشاحنات تحمل الأغذية: "نحن لا نهاجم إلا الأهداف الإرهابية ذات الصلة بحزب الله وبنيته التحتية الإرهابية".

إن واجب حماية واحترام عمال الإغاثة الإنسانية والأشياء المستخدمة في أعمال الإغاثة قاعدة مستقرة في القانون الدولي العرفي؛ وقد ذكّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أطراف النزاع بهذه القاعدة يوم الأربعاء. كما يلزم القانون الدولي أطراف النزاع المسلح باتخاذ جميع الإحتياطات المعقولة لتقليل الأذى الذي يلحق بالمدنيين والأهداف المدنية؛ وهو يلزمها بالامتناع عن الهجمات التي من شأنها إلحاق أذى غير متناسب بالمدنيين أو التي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين.

وشهد لبنان تناقص إمدادات الغذاء والدواء في الأيام القليلة الماضية في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على المطارات والطرق وحصار الموانئ وشن الهجمات على الحدود مع سوريا. وقال ممثلو اثنتين من كبرى منظمات الإغاثة الإنسانية في البلاد لهيومن رايتس ووتش أنهم يواجهون صعوبات كبيرة في شراء مواد الإغاثة والمواد الطبية في السوق اللبنانية، وأنهم لا يستطيعون إدخالها عن طريق البحر أو الجو. وقالوا أن كثيراً من السائقين غير مستعدين لنقل الإمدادات عبر الحدود السورية بسبب ما يحمله ذلك من مخاطر أمنية.

وتقول إسرائيل أن غايتها من الحصار هي قطع سبل إمداد حزب الله بالأسلحة. لكن هيومن رايتس ووتش قالت أن على إسرائيل الموازنة بين الغايات العسكرية وبين الأثر الواقع على المدنيين اللبنانيين. وفي يوم الثلاثاء، صرح جان إيغلاند، المسئول الإنساني في الأمم المتحدة، لهيئة الإذاعة البريطانية أن الغارات الجوية على الطرق والجسور تمنع فرق الإغاثة من الوصول إلى المهجّرين. وقال: "الوضع سيءٌ جداً، وهو يتدهور مع كل ساعة تمر".

وقالت ويتسن: "بدأ الحصار يؤثر في توفر الإمدادات الأساسية". وأضافت: "على إسرائيل تسهيل عمليات توفير الغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى. وعليها طمأنة من يقدمون هذه المساعدات إلى أنهم لا يخاطرون بحياتهم إن هم فعلوا ذلك".

ويمثل توفير الإمدادات الأساسية للقرى الواقعة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أمراً مقلقاً على نحو خاص فقد جعلها القتال معزولةً تماماً. ويقول المسئولون في وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية أن الغذاء نفذ في بعض القرى وبدأ الجوع يصيبها.

وفي يوم الثلاثاء وجه سكان قرية عين إبل الواقعة في أقصى الجنوب مناشدات لإغاثتهم، وقالوا أنهم يعانون من نقص الغذاء والسلع الأساسية. ودعا مختار قرية علما الشعب الحدودية نقولا فرح منظمات الإغاثة الإنسانية إلى مد يد العون إلى "القرى الواقعة تحت الحصار... فهي تعاني تقص الأدوية والخبز والماء، ولم يحاول أحد مساعدتها حتى الآن".

ويقول فريدي يارَق المستشار في وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية: "نعاني مشكلة سوء تغذية الرضّع". كما أكد المدير المحلي لأحد منظمات الإغاثة الدولية التي تدير أربعة مراكز قرب الحدود اللبنانية الإسرائيلية لهيومن رايتس ووتش أن ثمة نقصاً في إمدادات الغذاء والدواء، وخاصةً ما يتعلق منها بالرضّع والأطفال. وقال أن القوافل التي تفلح في إكمال الرحلة الطويلة تصل إلى قرى الجنوب بعد تأخير كبير. فلم تصل قافلة أرسلتها منظمته من بيروت يوم السبت إلى بلدة بنت جبيل إلا يوم الثلاثاء، وهي رحلة لا تستغرق إلا ثلاث ساعات في الأحوال العادية.

للإطلاع على تغطية هيومن رايتس ووتش المتواصلة للنزاع اللبناني الإسرائيلي باللغة الإنجليزية يرجى زيارة الرابط:
https://www.hrw.org/campaigns/israel_lebanon

وللإطلاع على تغطية هيومن رايتس ووتش المتواصلة للنزاع باللغة العربية يرجى زيارة الرابط:
https://www.hrw.org/arabic

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الموضوع