Skip to main content
تبرعوا الآن

إسرائيل: لا بد من التحقيق في الهجوم على المدنيين في لبنان

على الجيش الإسرائيلي اتخاذ احتياطات لحماية المدنيين الفارين من المناطق المعرضة للخطر

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم إنه يجب على الجيش الإسرائيلي الإدلاء بمعلومات مفصلة عن القصف الذي وقع يوم السبت وأدى إلى مقتل 16 شخصاً كانوا ضمن قافلة سيارات تقل المدنيين الفارين من إحدى القرى اللبنانية بالقرب من الحدود الإسرائيلية. وأضافت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان إن القانون الإنساني الدولي يستوجب من كافة الأطراف في أي صراع مسلح اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين الفارين من المناطق المعرضة للخطر.

فقد فر عدد من العائلات من قرية مروحين جنوبي لبنان يوم السبت الماضي، بعد أن أنذرهم الجيش الإسرائيلي بالرحيل عن القرية متوعداً بشن هجوم عليها. غير أن الصواريخ الإسرائيلية قصفت قافلة من السيارات التي كانت تقل المدنيين على الطريق المؤدي للساحل عبر منطقة شمعة؛ وتظهر خرائط جنوب لبنان أن هذا الطريق هو الطريق المباشر الوحيد للفرار من منطقة الحدود الخطيرة.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة هيومن رايتس ووتش: "يتعين على الجيش الإسرائيلي إجراء تحقيق بشأن الهجوم على قافلة مدنية، وتقديم مزيد من التفصيلات بشأن ملابسات هذا الهجوم؛ فبعد إصدارها إنذاراً للأهالي للرحيل عن قريتهم، كان ينبغي للقوات الإسرائيلية أن تدرك أن الأهالي سوف يسلكون هذا الطريق، وأن تتوخى جانباً كبيراً من الحذر والدقة تجنباً لإلحاق أي أذى بهم".

وفي بيان رسمي بشأن هذه الواقعة، قال الجيش الإسرائيلي إن "سلاح الجو الإسرائيلي استهدف منطقة بالقرب من مدينة صور جنوبي لبنان، يتخذها تنظيم حزب الله الإرهابي قاعدة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل. وتأسف قوات الدفاع الإسرائيلي لوقوع أي خسائر في صفوف المدنيين أثناء استهداف منطقة إطلاق الصواريخ".

وقال مصور فوتوغرافي تابع لإحدى وكالات الأنباء العالمية لمنظمة هيومن رايتس ووتش إنه وصل إلى الموقع بعد الهجوم بساعتين، فشاهد شاحنة بيضاء وسيارة ركاب مدمرتين بالكامل؛ وأحصى 16 جثة في الموقع. وأكدت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان "يونيفيل" لهيومن رايتس ووتش صدق هذه الرواية، وكانت قد أرسلت سيارة إلى الموقع لانتشال الجثث ونقلها إلى مدينة صور. وأفادت التقارير الإخبارية الواردة لاحقاً أن حصيلة القتلى بلغت 20، من بينهم تسعة أطفال.

وذكر المصور الفوتوغرافي أنه رأى حفرتين في الموقع الذي أصابته الصواريخ الإسرائيلية، إحداهما بالقرب من الشاحنة، والأخرى على بعد نحو 100 متر من الأولى؛ ولم يتمكن من تبيان نوع الصاروخ المستخدم في الهجوم. ولم تدلِ بعثة اليونيفيل بأي تفصيلات أخرى بشأن الصواريخ، حيث أشار ناطق باسم البعثة إلى أنها ليست لديها نقطة للمراقبة بالقرب من الموقع. وأفاد بعض الصحفيين المرابطين في جنوب لبنان لاحقاً أن الهجوم نجم فيما يبدو عن صواريخ أطلقتها المروحيات.

وقال شهود عيان لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن بعض الجثث احترقت بالكامل، بينما كانت أخرى ممزقة إلى أشلاء، وهو الأمر الذي أكدته الصور الفوتوغرافية التي التقطت للموقع؛ وكانت معظم الجثث متناثرة حول الشاحنة. وقال المصور الفوتوغرافي الذي تحدثت إليه هيومن رايتس ووتش إنه رأى جثة فتاة على بعد 20 متراً من الشاحنة، وجثتي رجل وطفل على بعد 100 متر، بالقرب من موقع الحفرة الثانية؛ وأفاد أنه لم يرَ أي شخص مسلح بين الجثث.

وفي التاسعة من صباح السبت، حاول نحو 100 من أهالي القرية اللجوء إلى موقع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على بعد 1,5 كيلومتر من القرية طلباً للأمان والمساعدة الإنسانية؛ وأبلغوا قوات حفظ السلام بأن الجيش الإسرائيلي أمرهم بالرحيل عن القرية، ولا سبيل أمامهم للفرار إلا سيراً على الأقدام. وقال ناطق باسم بعثة اليونيفيل إن ضباط البعثة اتصلوا بضباط الاتصال المعنيين في الجيشين الإسرائيلي واللبناني، ولم يتلقوا منهم أي تأكيد لصدور أمر الإجلاء؛ ومن ثم فإن قوات حفظ السلام حثت الأهالي على العودة إلى قريتهم اعتقاداً منها بأن ذلك ربما يكون من الآمن لهم.

وفي الحادية عشرة صباحاً، رحلت مجموعة من أهالي مروحين عن القرية ضمن قافلة السيارات التي تعرضت للقصف فيما بعد. وقالت اليونيفيل لهيومن رايتس ووتش إن الأفراد الذين كانوا في هذه القافلة لم يكونوا ضمن مجموعة القرويين المائة الذين حاولوا اللجوء إلى موقع اليونيفيل لأن هذه المجموعة لم تكن لديها سيارات للرحيل عن القرية.

وأضافت ويتسن قائلة أنه "لا يجوز لقوات حفظ السلام أن ترد مجموعة من الأشخاص المعرضين للخطر أو الأذى على أعقابهم حينما يلوذون بها طلباً للحماية من هجوم وشيك؛ يجب على الأمم المتحدة إجراء مراجعة رسمية للقرارات التي أدت إلى هذه الواقعة؛ وهذا أمر بالغ الأهمية لمنع تكرار مثل هذا الحادث".

ونظراً للعزلة المادية المفروضة على القرى جنوبي لبنان، ونقص وسائل النقل المتاحة لدى الكثيرين من أهاليها، فإن منظمة هيومن رايتس ووتش تحث اليونيفيل على إيواء المدنيين الفارين من الهجوم.

وبناء على المعلومات المقدمة من الأقارب، فقد حددت مصادر الأنباء هوية الضحايا على النحو التالي:

  • علي كامل عبد الله وابنه علي، وسناء محمد عبد الله، وصبحة عبد الله والأطفال: هادي محمد عبد الله، وريم إبراهيم عبد الله، وكامل عبد الله، وحسن كامل عبد الله، ومحمد كامل عبد الله، وحسين كامل عبد الله، وزهراء فارس عبد الله.
  • محمد موسى غنام، وزوجته سهى، وأطفالهما: قاسم، ومصطفى، وحسين، وزينب، ودعاء، وأمينة علي غنام.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة