Skip to main content

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم إن الادعاءات الأمريكية التي تفيد بأن الذخائر العنقودية لم تسفر عن خسائر بالغة في صفوف المدنيين في العراق هي ادعاءات مضللة للغاية حيث أن من الواضح أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لم تستشهد إلا بأرقام تتعلق بالقنابل العنقودية التي يتم إسقاطها من الجو.

وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان إن الجيش الأمريكي قد استخدم "نظام الإطلاق الصاروخي المتعدد"، الذي يعتمد على إطلاق القذائف من الأرض، وغيره من الذخائر العنقودية التي يتم إطلاقها بقذائف المدفعية، في مناطق آهلة بالسكان بالعاصمة بغداد، وغيرها من المدن العراقية.

وفي مؤتمر صحفي عقده في واشنطن اليوم، قال رئيس هيئة رؤساء الأركان المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز إن قوات التحالف أسقطت "زهاء 1500 قنبلة عنقودية من شتى الأنواع" إبان الحرب في العراق، مضيفاً أن 26 من هذه القنابل فقط سقطت على بعد يقل عن 1500 قدم من الأحياء المدنية، ولم يسفر ذلك إلا عن "حالة واحدة مسجلة من الخسائر الجانبية".

غير أن مايرز لم يتطرق في حديثه إلى الذخائر العنقودية التي تُطلق من الأرض، والتي يُعتقد أنها أسفرت عن سقوط عدد أكبر من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.

وقال كنيث روث، المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش
"إن التلميح إلى أن الذخائر العنقودية لم تكد تسفر عن أي خسائر في صفوف المدنيين العراقيين ينطوي على قدر كبير من التدليس والمراوغة؛ والأحرى بالبنتاغون، بدلاً من تمويه الحقائق، أن يفصح عن كافة المعلومات المتعلقة باستخدام الجيش للذخائر العنقودية، التي كانت أشد فتكاً بالمدنيين بكثير".
وقد نقل العديد من تقارير وسائل الإعلام روايات شهود عيان عن استخدام الذخائر العنقودية ضد مناطق آهلة بالسكان جنوبي العاصمة بغداد؛ وأشارت وكالة "نيوزداي" في 15 أبريل/نيسان إلى مقتل طفلين وإصابة آخر بجروح بالغة عندما انفجرت ذخيرة عنقودية كانوا يلهون بها.

وأفادت تقارير وسائل الإعلام أن الذخائر العنقودية أسفرت أيضاً عن وقوع إصابات في صفوف القوات الأمريكية؛ فقد ذكرت وكالة الأسوشيتد برس في 23 أبريل/نيسان أن رقيباً بالجيش الأمريكي لقي مصرعه من جراء انفجار قنبلة عنقودية؛ وفي 19 أبريل/نيسان، قالت الوكالة إن العديد من الجنود الأمريكيين أصيبوا بجروح عندما ناولهم طفل قنيبلة من طراز "إم-42"، ولم تلبث أن انفجرت.

وفي مؤتمره الصحفي، وصف الجنرال مايرز القنابل العنقودية أيضاً بأنها أسلحة "دقيقة التوجيه". والواقع أن نمط التشتت الواسع الذي تتسم به الذخائر العنقودية يجعل من الصعوبة بمكان توجيهها لهدفها بدقة؛ وعلاوة على ذلك، فإن الذخائر العنقودية تتسم بارتفاع معدل فشلها في الانفجار، ومن ثم فإن تخلف كميات كبيرة من القنيبلات الخاملة الخطيرة القابلة للانفجار، التي يمكن أن تسفر عن وقوع خسائر في صفوف المدنيين بعد انتهاء الحرب بفترة طويلة.
ويقول روث
"إن الذخائر العنقودية ليست أسلحة دقيقة، بل إنها أسلحة تفتقر إلى القدرة على التمييز - ولهذا السبب لا يجوز للجيش الأمريكي إطلاقاً استخدامها بالقرب من المناطق الآهلة بالسكان".
وتطهير المناطق السكانية من الذخائر العنقودية التي لم تنفجر سوف يتطلب كشف النقاب عن كامل المعلومات المتعلقة بزمن ومكان استخدام هذه الأسلحة؛ وقد حثت هيومن رايتس ووتش السلطات العسكرية الأمريكية على تقديم معلومات عن الذخائر العنقودية التي تطلق من الأرض لمساعدة فرق إزالة الذخائر المتفجرة.

للاطلاع على مزيد من المعلومات عن تقارير هيومن رايتس ووتش بشأن الحرب في العراق، انظر الموقع التالي:
https://www.hrw.org/campaigns/iraq

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.