Skip to main content

إدانة استخدام الولايات المتحدة للقنابل العنقودية في بغداد

حثت منظمة هيومن رايتس ووتش القيادة الوسطى الأمريكية اليوم على إصدار رد علني على الأدلة التي تشير إلى استخدام القوات الأمريكية للقنابل العنقودية في منطقة مأهولة بالسكان في بغداد.

فطبقا لما جاء في تقرير نشرته بالأمس جريدة "نيوزداي"، أكدت ناطقة باسم القيادة الوسطى لم تسمِّها الصحيفة أن القوات الأمريكية قصفت بعض المناطق الحضرية في بغداد بالقنابل العنقودية، مشيرة إلى أنها كانت تستهدف نظم الصواريخ والمدفعية العراقية المتمركزة داخل المدينة.

وقال كنيث روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش
"إن القادة الأمريكيين يجب ألا يستخدموا القنابل العنقودية مطلقا في المناطق المأهولة بالسكان؛ فهذه القنابل غير مناسبة إطلاقا حيثما كان هناك مدنيون، وما ورد عن استخدام القنابل العنقودية في بغداد هو اتهام خطير يستوجب رداً علنياً من البنتاغون".
وكان الصحفي الذي كتب تقرير "نيوزداي" قد قدم لمنظمة هيومن رايتس ووتش صورة فوتوغرافية التقطها داخل مبنى يقع فيما وصفه بأنه حي سكني واضح المعالم في قلب بغداد. وتعرفت منظمة هيومن رايتس ووتش في هذه الصورة على إحدى القنيبلات العنقودية التي لم تنفجر، ويبدو أنها أطلقت من نظام أرضي للإطلاق الصاروخي المتعدد أو من قذيفة مدفعية. كما يوحي الدمار الذي لحق بالأرض والجدران المحيطة بأن هذا القصف تم بقنابل عنقودية. وقد سبق لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن أشارت إلى أن هذه القنابل على وجه التحديد، وطبقا لبيانات البنتاغون نفسه، تتسم بارتفاع بالغ في معدل الفشل في الانفجار.

وترى منظمة هيومن رايتس ووتش أن استخدام القنابل العنقودية في المناطق المأهولة بالسكان قد يمثل خرقاً لحظر الهجمات العشوائية الوارد في القانون الإنساني الدولي. فعلى الرغم من فائدة القنابل العنقودية في تحقيق أهداف عسكرية معينة، فإن نمط الانتشار الواسع للقنيبلات التي تنطلق منها يجعل من الصعب جدا تحاشي إصابة المدنيين إذا كانوا موجودين في المنطقة. كما أن ارتفاع معدل عدم انفجار القنيبلات يجعل القنابل العنقودية تخلف عددا كبيرا من الأجسام الخاملة الخطرة التي تثير الرعب في نفوس المدنيين حتى بعد انتهاء القصف.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن الجيش الأمريكي ومشاة البحرية الأمريكية ربما لا يتخذون الحيطة اللازمة لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين عند استخدام القنابل العنقودية التي تطلق من الأرض بنفس القدر من الحيطة التي تتخذها القوات الجوية الأمريكية في استخدام القنابل العنقودية التي تطلق من الجو.

وقد أجرت منظمة هيومن رايتس ووتش تحليلات مفصلة لاستخدام القوات الجوية الأمريكية للقنابل العنقودية في حرب يوغوسلافيا عام 1999 وفي حرب أفغانستان 2001-2002، فوجدت أن القوات الجوية الأمريكية في أفغانستان استخدمت القنابل العنقودية في المناطق المأهولة بالسكان بدرجة تقل كثيرا عما حدث في يوغوسلافيا، الأمر الذي قلل من وفيات المدنيين الناجمة عن القنابل العنقودية.

وقال روث
"يبدو أن القادة الأمريكيين أدركوا عقب الحرب في يوغوسلافيا أن القنابل العنقودية لا يمكن استخدامها بشكل آمن في المناطق الآهلة بالسكان. لذلك فإن استخدام هذه القنابل داخل بغداد يمثل انتكاسة مثيرة للانزعاج تترتب عليها عواقب مهلكة ".
وليس من المعروف بعد ما إذا كانت هناك إصابات بين المدنيين في وقت الهجوم، لكن "نيوزداي" أفادت بوقوع وفيات وإصابات عديدة بين الأطفال وغيرهم ممن عثروا على المقذوفات الخاملة المتخلفة عن القنابل العنقودية التي لم تنفجر عند الاصطدام الأصلي كما كان مقصوداً، وهذه القنيبلات الخاملة تُعتبر في واقع الحال كالألغام الأرضية المضادة للأفراد.

وتعد هذه هي الحالة الأولى المؤكدة لاستخدام القوات الأمريكية للقنابل العنقودية في بغداد أو غيرها من المناطق كثيفة السكان، فقد كانت هناك ادعاءات كثيرة غير مؤكدة عن استخدام الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للقنابل العنقودية التي يتم إسقاطها جوا أو إطلاقها أرضا على المناطق الحضرية. وجدير بالذكر أن بعض الأنباء الصحفية أرجعت وفاة عشرات من المدنيين قرب قرية الحلة في وسط العراق في الأول من أبريل/نيسان إلى قنابل عنقودية أمريكية، ولكن لم يتم التثبت من صحة هذه الأنباء.
وفي ضوء اعتراف الولايات المتحدة باستخدام القنابل العنقودية وفي ضوء ما سبق توثيقه من حالات الوفاة والإصابة بين المدنيين وغيرهم من غير المقاتلين، دعت هيومن رايتس ووتش الولايات المتحدة إلى تحمل المسؤولية عن تحقيق ما يلي بأقصى سرعة:

- تحذير السكان المدنيين وتوعيتهم بالمخاطر؛
- تحديد المناطق التي تعرضت للقصف بعلامات واضحة بغية إبعاد المدنيين عنها على نحو فعال؛
- إزالة القنيبلات الخاملة الخطرة المتخلفة عن القنابل العنقودية على وجه السرعة.

وقال روث
"إن البنتاغون يتشدق بأن القوات الجوية تجنب المدنيين التعرض للخطر باقتصارها على استخدام الأسلحة الدقيقة في بغداد، لكن هذا الإنجاز لا معنى له إذا ما جاء الجيش بعد ذلك ودك الأحياء المدنية بالقنابل العنقودية بصورة عشوائية".
لمزيد من المعلومات عن القنابل العنقودية يرجى الرجوع إلى موقع قسم الأسلحة في منظمة هيومن رايتس ووتش، وعنوانه:
https://www.hrw.org/arms/clusterbombs.php
ويمكن الاطلاع على تقرير الإحاطة الذي أصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش عام 2003 عن القنابل العنقودية في العراق على الموقع التالي:
https://www.hrw.org/backgrounder/arms/cluster031803.htm

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة