Skip to main content
تبرعوا الآن

يجب مواصلة حماية اللاجئين السوريين

يُظهر تجدد المعارك في سوريا أن البلد غير آمن لعودة اللاجئين

نزحت مئات العائلات من ريف إدلب الشرقي وريف حلب الغربي، سوريا، 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024. © 2024 رامي السيد/نور فوتو عبر أ ب فوتو

يحمل التصعيد المفاجئ للقتال في سوريا، بينما تحقق الفصائل المسلحة تقدما كبيرا، درسا مهمّا حول حماية اللاجئين. فعلى مدى السنوات العديدة الماضية، كانت الحكومات في أوروبا والشرق الأوسط تسعى بشكل متزايد إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، بحجة أن القتال قد انتهى وأن عودتهم آمنة، رغم ما تفرضه الالتزامات القانونية الدولية والواقع الميداني في سوريا.

وبينما قدّمت معظم البلدان المضيفة وضع الحماية المؤقتة مع استمرار النزاع في سوريا، إلا أن ثمة تصدعا كان قد بدأ بالظهور. إذ وثّقت "هيومن رايتس ووتش" عمليات الترحيل و"العودة الطوعية" القسرية للاجئين السوريين.

لطالما حذرت هيومن رايتس ووتش من أن سوريا ليست آمنة للعودة. إذ وثّق تقريرنا لعام 2019، "حياة أشبه بالموت"، الانتهاكات الجسيمة والواقع الاقتصادي السيئ الذي واجهه السوريون عند عودتهم من الأردن ولبنان، بما فيه تعرضهم للاعتقالات التعسفية والتعذيب والقتل خارج نطاق القضاء على أيدي الأجهزة الأمنية السورية. مؤخرا، وثّقنا اعتقال أربعة رجال سوريين فروا من الحرب في لبنان إلى سوريا، وأفدنا أن رجلين سوريَّين على الأقل رحِّلا من لبنان وتركيا إلى سوريا منذ العام 2023 توفيا في معتقلات الحكومة السورية في ظروف مريبة.

تتضمن اتفاقية اللاجئين لعام 1951 شرطا لانتفاء صفة اللجوء، الذي ينص على أن اللاجئ يصبح بغنى عن الحماية عندما "تنتهي" الظروف التي دفعت الشخص إلى أن يصبح لاجئا. تقول المفوضية "السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" إن الظروف المتغيرة يجب أن تكون أساسية ودائمة. بقاء حكومة الرئيس السوري بشار الأسد القمعية نفسها في السلطة، وقد ظلّت ممارساتها الوحشية بعيدة عن الإصلاح، هو المؤشر الأكثر وضوحا على الافتقار إلى التغيير الجذري. لكن التصعيد الأخير للعنف في حلب وأماكن أخرى يثبت أن أي نزاع طويل الأمد بدون حل يمكن قد يتحول إلى قتال مفتوح، وهو تحذير من عودة اللاجئين بشكل سابق لأوانه.

بينما يقدّم اللاجئون غالبا مساهمات كبيرة إلى المجتمعات التي تستضيفهم، يمكن أن تبدو استضافتهم عبئا، لا سيما عندما تكون أعدادهم كبيرة وتمتد النزاعات زمنيا. لكن إعادة اللاجئين إلى العوز والخطر هو خيار لا يتوافق مع المبادئ الأساسية للإنسانية وقانون حقوق الإنسان. إذا تصاعدت أعمال العنف في سوريا مجددا، ينبغي للمجتمعات المضيفة التي قبلت اللاجئين السوريين أن تكون شاكرة أنها لم تعدهم قبل أن يصبح الوضع آمنا.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

المنطقة/البلد