احتفل كريم بعيد ميلاده الـ 18 هذا الأسبوع.
يخشى والده أن تكون هذه آخر مرة يحتفلون فيها بهذه المناسبة.
كريم، الذي يعيش في قطاع غزة، لديه داء السكري من النوع الأول؛ لا يُنتج جسمه كمية كافية من الإنسولين الذي ينظم نسبة السكر في الدم. قد ينفد مخزونه من جرعات الإنسولين الأسبوع المقبل، ومن دونها، قد يكون معرضا لمضاعفات تهدد حياته.
قال عوني، والد كريم، لـ "هيومن رايتس ووتش" إن ضربة جوية إسرائيلية بتاريخ 9 أكتوبر/تشرين الأول، أصابت مسجدا بالقرب من منزل عائلته في مخيم الشاطئ شمال غزة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. عندئذ، انتقلت العائلة جنوبا إلى منزل عائلة زوجة عوني في دير البلح، حيث مكثت لمدة 10 أيام. كان كريم بحاجة إلى الإنسولين، ونصحت عيادة تابعة لـ"الأمم المتحدة" عوني بمحاولة العثور على الإنسولين جنوبا في رفح. انتقلت العائلة إلى منزل عم عوني هناك، حيث كان 34 شخصا يكتظون في أربع غرف نوم. قال عوني إنه وجد جرعات من الإنسولين عند وصوله إلى هناك، لكن "لا يوجد مكان نحصل منه الآن على الإنسولين في رفح".
مثل عشرات الآلاف من سكان غزة الآخرين الذين يعتمدون على الإنسولين لتنظيم السكري، لم يعد بإمكان كريم الحصول على الإنسولين نتيجة للحصار الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية على القطاع.
تواجه غزة "نقصا حادا" في الإنسولين، وفقا لـ"منظمة الصحة العالمية". بعد الهجمات التي قادتها حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، انخفض عدد الشاحنات التي تدخل غزة من 500 شاحنة يوميا إلى الصفر على مدى أسابيع. دخلت مؤخرا نحو 100 شاحنة يوميا، وهذا أقل بكثير من المطلوب. بالإضافة إلى ذلك، فإن ندرة شرائط الاختبار والمياه الصالحة للشرب والمواد الغذائية تجعل من الصعب على مرضى السكري التحكم في نسبة الغلوكوز في الدم.
انهار نظام الرعاية الصحية في غزة، ووفقا للاختصاصي في داء السكري الدكتور محمد صيام، فإن "المريض الذي لديه داء السكري من النوع الأول قد يفقد حياته إذا أصيب بنوبة من الحماض الكيتوني السكري ولم تتوفر أسرّة في وحدات العناية المركزة".
قال صهر أحد موظفي هيومن رايتس ووتش الذي يعمل مع "جمعية حيفا لأطفال مرضى السكري"، والتي كانت تقدم في السابق الإنسولين للأطفال واختبار مستوى الغلوكوز في الدم لـ 750 طفلا: "ليس لدي كريم واحد، بل 750 كريم في جمعيتي. إذا لم يحصل الأطفال على الإنسولين فحياتهم في خطر".
يمنع الحصار دخول ما يكفي من الأدوية إلى غزة، ويعطل التبريد اللازم للإنسولين. الحصار عقاب جماعي للسكان المدنيين، وهو جريمة حرب. بالنسبة لمرضى السكري، بما في ذلك الأطفال، فهو أيضا حكم بمعاناة لا داع لها، وربما حكم بالموت.