Skip to main content

حرق الغاز في العراق مرتبط بالارتفاع الحاد في معدلات الإصابة السرطان

وفاة علي حسين جلود تسلط الضوء على أضرار الوقود الأحفوري

 

لهب تتصاعد من مشاعل الغاز في حقل نهر بن عمر النفطي، شمال البصرة، العراق في 16 سبتمبر/أيلول 2019.  © 2019 عصام السوداني/"رويترز"

توفي علي حسين جلود، عراقي في بداية العشرينات من عمره، في 21 أبريل/نيسان بسبب اللوكيميا (سرطان الدم)، وهو مرض عزاه علي وعائلته إلى التلوث الناجم عن عمليات إنتاج النفط ومشاعل الغاز المستمرة التي تحيط بمجتمعهم في بلدة الرميلة جنوب العراق، على بعد نحو 50 كيلومتر تقريبا عن مدينة البصرة.

شعر كثير منا في أنحاء العالم أننا نعرف علي وعانينا شخصيا بسبب وفاته، بعد متابعة قصته التي نشرتها "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، وتحقيقات مجموعة "أنيرثد" بشأن الخسائر البشرية والبيئية لعمليات الوقود الأحفوري في العراق. ركزّت التحقيقات على الأضرار الناجمة عن عمليات الحرق.

يتم حرق الغاز عندما تقوم شركات الوقود الأحفوري بإشعال غاز الميثان الفائض من عمليات النفط بدلا من حفظه في الأنابيب. عند حرقه، ينبعث في الغلاف الجوي هذا الغاز القوي من غازات الدفيئة، والذي يعتبر أكثر تأثيرا بـ80 مرة على الاحترار العالمي من ثاني أكسيد الكربون على مدى فترة 20 عاما. بعد روسيا، يأتي العراق في المرتبة الثانية بين الدول التي تُسجل فيها أعلى مستويات لحرق الغاز في العالم.

يُطلِق الحرق أيضا ملوثات سامة معروفة بأنها تضر بصحة الإنسان، بما فيها البنزين، وهو مادة مسرطنة للإنسان يمكن أن تسبب اللوكيميا. أرجع تقرير لوزارة الصحة العراقية مُسرب إلى بي بي سي أن التلوث الناجم عن صناعة النفط، من بين مصادر أخرى، هو السبب في ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان في البصرة 20% بين 2015 و2018، وكشف أن حالات الإصابة السرطان في المنطقة أعلى بثلاث مرات من الأرقام المعلن عنها.

أقر مسؤولون حكوميون عراقيون بوجود صلة بين التلوث النفطي الناتج عن الحرق والسرطان. قال جاسم الفلاحي، وزير البيئة العراقي السابق، لـ بي بي سي إن التلوث الناتج عن إنتاج النفط يُعدّ السبب الرئيسي لارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في البصرة. قال لؤي الخطيب، وزير النفط العراقي الأسبق، لـ أنيرثد إن العمليات النفطية غير المنظمة في جنوب العراق و "الغازات السامة التي تُحرق في الهواء" مرتبطة بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان.

حرق الغاز أزمة عالمية لكن لها حلول واضحة. يتعين على الحكومة العراقية أن تبدأ بالانتقال من مجرد الاعتراف بالمشكلة إلى سنّ وإنفاذ لوائح صارمة لتقييد الحرق، وتوفير الخدمات الصحية المناسبة للمجتمعات المتضررة، وإجبار الجهات المسببة للتلوث على تعويض الأشخاص الذين عانوا بسببه، حسبما ينص عليه القانون العراقي. لمعالجة الضرر الكامل الذي يلحق بالمجتمعات المحلية والمناخ العالمي، يتعين على الحكومة التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري.

وفاة علي مأساوية لكنها كانت متوقعة. يقول علي في الفيلم: "آمل أن تختفي هذه الشركات في المستقبل. يجب أن تتوقف الانبعاثات، حتى يتمكن الأطفال من العيش في سلام".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الموضوع

الأكثر مشاهدة