(برلين) - قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن القوات الروسية المقاتلة في أوكرانيا استخدمت الألغام المضادة للأفراد المحظورة في منطقة خاركيف الشرقية.
تم تحديد موقع الألغام المضادة للأفراد من قبل تقنيين أوكرانيين مختصين بالتخلص من الذخائر المتفجرة في 28 مارس/آذار 2022. من المعروف أن روسيا تمتلك هذه الألغام الأرضية التي نُشرت حديثا، والتي قد تقتل وتشوه الأفراد عشوائيا في نطاق 16 متر على ما يبدو. لا تمتلك أوكرانيا هذا النوع من الألغام الأرضية ولا نظم نشرها.
قال ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في هيومن رايتس ووتش: "على دول العالم أن تدين بقوة استخدام روسيا للألغام الأرضية المحظورة المضادة للأفراد في أوكرانيا. هذه الأسلحة لا تفرق بين المقاتلين والمدنيين وتزرع الموت لسنوات".
تحظر الاتفاقية الدولية لحظر الألغام المضادة للأفراد لعام 1997 بشكل شامل استخدام، وإنتاج، وتخزين، ونقل الألغام المضادة للأفراد. روسيا ليست ضمن الدول الـ 164 الأطراف في المعاهدة.
إلا أن استخدام هذه الألغام من دولة ليست طرفا في الاتفاقية على أراضي دولة طرف يشكل حالة نادرة. إذ وقّعت أوكرانيا على معاهدة الحظر في 24 فبراير/شباط 1999، وأصبحت طرفا فيها في 1 يونيو/حزيران 2006.
اللغم الذي تستخدمه روسيا هو نوع مطور حديثا يسمى "بوم-3" (POM-3)، معروف أيضا بـ "ميداليون"، مزود بجهاز استشعار يكشف عن أي شخص يقترب ويخرج شحنة متفجرة في الهواء. يمكن أن يتسبب الانفجار اللاحق للشحنة والشظايا المعدنية الناتجة عنه في وفيات وإصابات ضمن شعاع 16 متر، وفقا للمعلومات المحدودة المتاحة علنا عن هذا اللغم الأرضي.
وبحسب ما ورد، جُهِّز بوم-3 بجهاز تدمير ذاتي إذ يدمّر نفسه بعد فترة زمنية معينة، كعدة ساعات أو أيام بعد نشره.
يبدو أن الألغام أُطلقت بواسطة صواريخ من قاذفات أرضية مصممة خصيصا لها، وقد سُجّل إطلاقها في فيديو بتاريخ غير محدّد ونُشر على وسائل التواصل الاجتماعي في 26 مارس/آذار. تشير العلامات الموجودة على بقايا إحدى عبوات الإطلاق الزرع المصوّرة والتي لم تنشَر بشكل صحيح أنها أُنتجت في عام 2021.
ووفقا للتقرير الصادر عن "مرصد الألغام الأرضية" 2021، ظهرت قاذفة الصواريخ "آي إس دي إم زيمليديلي" (ISDM Zemledelie-I) المخصصة لزرع الألغام، والتي تقذف اللغم بوم-3 من مسافة 5 إلى 15 كيلومتر، لأول مرة خلال التدريبات العسكرية الروسية السنوية العام 2021. كما يمكنها نشر الألغام المضادة للمركبات. يمكن أيضا أن يُنشَر لغم بوم-3 من مسافة قصيرة بواسطة أنواع أخرى من القاذفات المثبتة على الشاحنات.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أخبرت روسيا "الجمعية العامة للأمم المتحدة" أنها "تشارك أهداف المعاهدة وتدعم عالما خاليا من الألغام"، لكنها تعتبر الألغام المضادة للأفراد "وسيلة فعالة لضمان أمن حدود روسيا".
وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام الألغام السوفييتية/الروسية المضادة للأفراد في أكثر من 30 دولة، منها سوريا (2011-2019)، وأوكرانيا (2014-2015) وليبيا (2020)، وغالبا ما تزامن استخدامها مع كَون روسيا طرفا عسكريا في تلك النزاعات.
قال غوس: "استخدام روسيا للألغام المضادة للأفراد في أوكرانيا هو استهزاء متعمد بالمعايير الدولية المضادة لاستخدام هذه الأسلحة المروعة".
