Skip to main content
تبرعوا الآن

فرحة لم تكتمل بعودة فتاة كندية أُنقذت من سوريا

ينبغي لجميع الدول إعادة مواطنيها بسرعة

ظاهريا، يبدو الأمر وكأنه نهاية سعيدة مع عودة فتاة كندية عمرها أربع  سنوات إلى كندا الأحد، بعد قضاء نصف عمرها في ظل تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش") والنصف الثاني في معسكر اعتقال بائس شمال شرق سوريا.

لكن لم يكن إنقاذها سهلا، إذ وافقت كندا على السماح للفتاة بالعودة إلى وطنها من دون والدتها الكندية، التي سافرت إلى سوريا وتزوجت أحد أعضاء داعش. لا تعرف الأم أو ابنتها متى سيلتئم شملهما.

فتاة كندية عمرها أربع سنوات بعد إنقاذها من معسكر اعتقال لأفراد أسر المشتبه بانتمائهم إلى "داعش" في شمال شرق سوريا. سمحت كندا بعودة الفتاة لكن لم تسترجع الأم. © 2021 خاص

قالت لي الأم في رسالة هاتفية معلِّقة على سماحها لابنتها بالرحيل، "لو خُيرت ثانيةً، لا أعرف ما إذا كنت سأفعل ذلك. إنها أصعب تضحية تقوم بها الأم".

بخلاف الأم، يوجد قرابة 12 ألف امرأة وطفل من حوالي 60 دولة محتجزين إلى أجل غير مسمى في مخيمات لأفراد عائلات المشتبه بانتمائهم إلى داعش في شمال شرق سوريا. قال محتجزون وعمال إغاثة لـ هيومن رايتس ووتش إن المخيمات مُلأى بالمياه الملوثة، والمياه تتسرب إلى الخيام، والأغذية والأدوية نادرة، وعضوات داعش المتشددات يهددن أولئك اللواتي ندمن على انضمامهن إلى ما يسمى الخلافة. توفي المئات، بمن فيهم أطفال، جرّاء نقص الرعاية الطبية والأخطار التي تهدد السلامة والعنف في المخيمات.

استعادت معظم الدول الغربية، منها كندا، بعضا من مواطنيها المحتجزين، متجاهلة دعوات السلطات المحلية لإعادة الجميع. قبلت معظم الدول الأيتام أو الأطفال الصغار فقط من دون أمهاتهم، واستعادت دول مثل ألمانيا وفنلندا بعض الأمهات. يطالب القانون الدولي الدول بالتمسك بالحق في وحدة الأسرة عند عدم وجود أدلة دامغة على أن الانفصال يصب في مصلحة الطفل.

ينبغي اعتبار جميع الأطفال المرتبطين بالنزاع المسلح، وليس بعضهم، ضحايا. ربما ارتكبت بعض أولئك النساء جرائم، لكن العديد منهن ضحايا لداعش أيضا. لم تمثل أي منهن أمام قاض منذ اعتقالها.

على كندا والدول الأخرى اتخاذ إجراءات عاجلة لاستعادة جميع مواطنيها من شمال شرق سوريا. يمكن إعادة تأهيلهم ودمجهم بمجرد وصولهم إلى الوطن، مع محاكمة البالغين إذا لزم الأمر.

تقول والدة الفتاة الكندية التي أعيدت إلى وطنها إنها لم ترتكب أي جرائم في سوريا، لكنها مستعدة للخضوع للمحاكمة إذا كانت عادلة. قالت لي: "أنا  مستعدة للتكفير عن أفعالي والخضوع لمحاكمة. أحتاج فقط إلى العودة إلى وطني لفعل ذلك".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.